«مليون طريقة للموت»... لكنّ الضحك ليس سيد الموقف!

نشر في 08-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 08-06-2014 | 00:01
No Image Caption
في فيلم الغرب الأميركي السخيف {مليون طريقة للموت في الغرب} (A Million Ways to Die in the West)، تبدو الدعابات المستعملة في غير محلها وهي لا تصيب الهدف دوماً. أجواء العمل مستوحاة من فيلم Blazing Saddles، لكننا أمام نسخة ساخرة ومعاصرة من الأحداث التي تدور في بلدة غربية خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر.
ألبرت رجل سريع الكلام وضعيف الشخصية، يؤدي دوره المخرج والمنتج والكاتب سيث ماكفارلين. يكره أريزونا حيث تنتشر مظاهر الملل ويتربص الموت بالجميع في كل مكان. إذا لم يهاجمك المجرمون أو الثعابين أو {أحدث مرض شائع في البلدة شهرياً}، فالأطباء سينالون منك كما يقول ألبرت غاضباً: العلوم الطبية قد تعالج الصداع بِركلة بغل!

يقدم الفيلم مشاهده السخيفة ضمن إطار كلاسيكي، مع تأثيرات سينمائية ضخمة وموسيقى تصويرية جارفة تذكّرنا بالألحان الغربية السيمفونية التي اشتهر بها إلمر بيرنشتاين وديمتري تيومكين. كذلك، تبدو القصة نادرة في هذه الحقبة من الأعمال الكوميدية العشوائية والفوضوية.

يضطر ألبرت إلى استجماع شجاعته لمواجهة أخطر راعي بقر في أريزونا (ليام نيسون). ثمة عقدة ثانوية كاملة، وهي عبارة عن خصومة عاطفية تشمل ألبرت، وحبيبته السابقة (أماندا سيفريد) وحبيبها الجديد (نيل باتريك هاريس)، ورفيقة ألبرت الجديدة (تشارليز ثيرون)، وتصبح هذه العقدة أساسية في مرحلة معينة من الفيلم. لكنّ انجذاب ثيرون الماهرة والمضحكة والرائعة إلى ماكفارلين الضعيف (وهو أحد الرجال القلائل من دون شعر على وجهه في البلدة) لا يبدو مقنعاً جداً.

من الممتع أن نشاهد ممثلين جديين، مثل نيسون وثيرون، وهم يطلقون العنان لأنفسهم ويحملون بكل براعة جميع المشاهد التي يشاركون فيها. لكن يقع معظم أحداث الفيلم على عاتق ماكفارلين، وقد خفف  الأخير أسلوبه الساخر والبغيض الذي أفسد دوره كمضيف حفلة جوائز الأوسكار في عام 2013.

يبدو في الفيلم متزناً وساحراً ووسيماً ولطيفاً. هو محور معظم النكات الوقحة وغير الناضجة، لكنه يتجنب الظهور بصورة الرجل المتفاخر عبر أداء دور المستضعف الجبان. في المقابل، تذهب الأدوار المزعجة إلى نيسون وهاريس (رجل مريب ومتملق يدير متجراً ضخماً في البلدة). يمكن أن يتواجد متجره الفاخر الذي يبيع مراهم ومستحضرات مكلفة في أي مركز تجاري فخم في القرن الواحد والعشرين.

الفيلم أشبه بمحاكاة ساخرة وفاضحة وعاطفية لأفلام الغرب الأميركي التي تركت انطباعاً في ماكفارلين حين كان صغيراً. يشمل الفيلم رقصات طويلة ومحترفة، ومشهد شجار في الحانة، ومشهد مطاردة مشوّقاً بين أحصنة وقطار وسط جو من الفكاهة المفرطة. مثلما يشير عنوان الفيلم، تواجه الشخصيات الثانوية حوادث سخيفة. تبدو البلدة أشبه بمهرجان للموت ونشهد في الحانة أسخف حوادث قتل يمكن رصدها في عالم السينما.

ثقافة شعبية

يشمل الفيلم بعض المشاهد المضحكة أحياناً، من بينها إشارة إلى الثقافة الشعبية السائدة في الثمانينيات، وهي ممتعة وغير متوقعة في آن. سيكون هذا النوع من الأفلام ناقصاً من دون دعابات قذرة ويتولى هاريس الجامح إطلاقها بشكل مبالغ فيه. غالبية الدعابات البالية في الفيلم تصيب هدفها. لكن تبدو النكات العرقية والدينية والجنسية قبيحة ورجعية بدل أن تكون مضحكة.

أكبر عيب في الفيلم هو إيقاعه. تبدو مدته طويلة ومفرطة، فهو يمتد على ساعتين. تظهر سارة سيلفرمان وجيوفاني ريبيسي لمدة جيدة على الشاشة، لكن يتمحور ظهورهما حول دعابة واحدة ترتكز على العلاقة بين الإسكافي الذي يفتقر إلى الخبرة العاطفية وخطيبته المثيرة. على صعيد آخر، يبدو لقاء ألبرت مع كوشيز (ويس ستودي) مبالغاً فيه وهو لا يضيف شيئاً إلى القصة.

لم تخدم شركة {يونيفرسال} الفيلم حين كشفت عن عدد من الدعابات المنتقاة في مقتطفات الفيلم الترويجية. يمكن أن يتوقع المشاهدون بعض اللقطات المضحكة العابرة لا أكثر!

back to top