«زاوية»... ملاذ وحلقة وصل بين المبدعين الشباب
في مبادرة هي الأولى من نوعها في مصر تحت مسمى {زاوية}، اتفقت المنتجة ماريان خوري منذ أشهر مع جهات عدة ومصرف وتعاقدت مع إدارة سينما {أوديون} على تأجير إحدى قاعاتها لعرض الأفلام ذات الإنتاج المستقل (خارج الإنتاج والتمويل والتجاري المعتاد)، الروائية الطويلة منها أو الروائية القصيرة أو الأفلام التسجيلية من مصر، ومن جميع أنحاء العالم.
يعمل مشروع {زاوية} السينمائي، بحسب المدير يوسف الشاذلي، على عرض الأفلام المستقلة بمعدل فيلم كل أسبوع أو أسبوعين، حسب الإقبال الجماهيري، وبأسعار رمزية للتذاكر تشجيعاً لجمهور السينما التجارية في خوض تجربة السينما المستقلة الثرية. أسماء العروض ومواعيدها تصل إلى المشاهدين من خلال صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي {فيسبوك}. ورغم عدم اعتماد {زاوية} على أي وسائل دعاية محترفة، يؤكد الشاذلي أنه، وعلى عكس توقعات القيمين على هذه المبادرة السينمائية، تشهد الأخيرة إقبالاً إعلامياً وجماهيرياً، خصوصاً عند عرض فيلم لمخرج غربي معروف أو مصري ناجح كما فيلم {الخروج للنهار} لهالة لطفي.
يضيف يوسف أن الإقبال الواسع شجع فريق عمل {زاوية} على استضافة مهرجان {وسط البلد للفن المعاصر}، الذي نجح وساهم في انتشار اسم {زاوية} في الأوساط الفنية، ليس في مصر فحسب بل في العالم العربي كله.{استضاف المهرجان فرقاً غنائية عدة ومطربين عرباً ونظَّم حفلات في أكثر من مكان بشكل موازٍ مع عرض مجموعة مختارة من الأفلام في قاعة عرض {زاوية}، يضيف الشاذلي مؤكداً أن نجاح استضافة المهرجان شجع القيمين على {زاوية} على إقامة {مهرجان قبيلة للأفلام القصيرة} الذي تقام فعالياته راهناً.مكان مناسبتُقام مهرجانات الأفلام القصيرة عادة في مراكز ثقافية ذات قاعات صغيرة لا تتمتع بالتقنيات الكافية التي تتيح العرض المثالي للفيلم سينمائياً، ولكن {زاوية} وفَّرت المكان الملائم للمهرجانات. تقول المخرجة الشابة عاليا أيمن (المسؤولة عن اختيار برنامج العروض) إن {زاوية} حققت إنجازاً كبيراً في حل مشكلة تواجهها الأفلام القصيرة في العالم كله وليس في مصر فحسب، وهي إيجاد المكان المناسب لعرض الأفلام القصيرة والتسجيلية سواء كانت طويلة أو قصيرة.وتؤكد عاليا أن وجود مكان مثل {زاوية} سيزيد من حماسة صانعي السينما الشباب لشعورهم الدائم بأن لديهم الآن مكاناً يستطيعون أن يصلوا من خلاله إلى الجمهور عموماً، وليس الجمهور المهتم بهذه النوعية من الأفلام فحسب.عاليا أكدت أيضاً أن المشروع يوفر ميزة لا تتاح في باقي قاعات العرض وهي تواجد المخرج في الصالة خلال عرض أفلامه وفتح باب الحديث مع الجمهور ومناقشة أفكاره، خصوصاً أن عروض {زاوية} تختلف في طبيعتها عن النوعية التي اعتاد عليها الجمهور تجارياً.من جانبها ترى المخرجة والمنتجة ماريان خوري أن {زاوية} ليست مجرد قاعة لعرض الأفلام ولكنها حلقة الوصل بين العاملين في مجال السينما، ما يساعد على انبثاق مشاريع جديدة تكون وليدة تلاقي أفكار وإمكانات المترددين على المشروع، وذلك لتشكيل منتج جديد تكون {زاوية} محل ولادته.تضيف خوري أن {زاوية} لم ولن تكتفي بقاعة العرض في سينما {أوديون}، فقد اتفقت مع صالات عدة من بينها {سيتي ستارز} لعرض فيلم {وجدة} السعودي الذي بدأت عروضها به، لتخرج بذلك من ثوب قاعة العرض وترتدي ثوب الموزع.كذلك يبادر القيمون على المشروع إلى التوسع في جميع المحافظات المصرية وإقامة صالات عرض، وقد بدأوا بطنطا والإسكندرية. هكذا تصبح {زاوية} ماركة مسجلة يعرف عنها نشر الأفلام المستقلة في جميع أنحاء مصر.وتؤكد عاليا أن عوامل عدة تتم مراعاتها في اختيار الأفلام، في مقدمتها التنوع وقياس ردود الفعل الجماهيرية، ما سيساعد في ما بعد على اختيار الأفلام بشكل أسهل.ويؤكد يوسف الشاذلي أن الرقابة تتعامل بمرونة مع الأفلام التي يعرضها المشروع، فتعطيه الميزات التي تحصل عليها المهرجانات الكبرى.وفي النهاية، تضيف ماريان أنها فرحة جداً بسعادة أصحاب الأفلام المستقلة الذين وجدوا في {زاوية} ملاذاً بحثوا عنه كثيراً لعرض أفلامهم أمام قاعدة جماهيرية كبيرة، مؤكدةً أنها تستشعر تلك الطاقة الإيجابية المبشرة بمزيد من الإنتاج الذي سيدعم بدوره {زاوية}.