بلا سقف: «طاح الحطب»!

نشر في 25-11-2013
آخر تحديث 25-11-2013 | 00:01
 محمد بورسلي بعد جولة من المشاورات الاستباقية وعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية التي تخللها التقاط صور تذكارية عكست أجواءً حميمية بين (أعداء الأمس - أصدقاء اليوم)، وفي ليلةٍ ليلاء من ليالي الكويت البهيّة، أدلى المسؤول الأول عن الكرة الكويتية لوسائل الإعلام بالتصريح الآتي: "انتهت أزمة الكرة الكويتية إلى الأبد". سادت الأوساط الرياضية حالة من الوجوم، وصار المراقبون حائرين، تراهم من هول الصدمة يهللون، يكبرون، ويزفون إلينا النبأ وهم يتغنون: "تصالح المتخاصمون... تصالح المتخاصمون"، ورحت أسائل نفسي قائلاً: يا سبحان الله... كيف انتهت "الأزمة" في يوم وليلة؟ ما السر وراء هذا التغير الطارئ على العلاقة بين الخصمين اللدودين؟ هكذا وبكل سهولة وفي غمضة عين «طاح الحطب»! وعند هذا المنعطف الأخير برز تساؤل مستحق: ما هو ثمن (الحطب) الذي طاح؟!

ست سنوات ونيف من الخلاف المحتدم بين معسكرين متضادين مضت وانقضت، وكلاهما يحشد الشارع خلفه في مواجهة "وهمية" ضد الآخر باستخدام كل الأساليب والوسائل، المشروعة وغير المشروعية، ست سنوات مرت، حملت في طياتها الكثير من الأحداث المخزية والممارسات المستهترة التي أضرّت بسمعة الكويت الرياضية إقليمياً ودولياً. في هذه الحقبة السيئة التي نعيشها تم تكريس ثقافة الاستقطاب في المجتمع الرياضي، وشهدنا تحول الملاعب إلى حلبة للصراع وساحة للشجار والتربص لتوجيه الاتهامات وتصفية الحسابات، وانتقلت خلافاتنا الداخلية إلى ميادين خارجية، خاض فيها "الفرسان" أعنف المبارزات اللفظية، وأطلق بعضهم على بعض أبشع الأوصاف، وهكذا دواليك إلى أن صرنا للعالم «طماشة».

هنا الكويت حيث لا أسرار! ولهذا؛ فالقول بأن "الأزمة" وليدة خلاف عددي على توزيع مقاعد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، أو أنها تنازع بين القوانين المحلية والدولية، هو إذكاء للتسطيح والسذاجة في فهم الأمور، فما جرى كان بكل تأكيد أكبر بكثير من مسألة (٥ مقابل ١٤)، والمدرك لبواطن الأمور يعي تماماً أن جوهر الصراع هو رغبة أحد أطراف الأزمة في سحب بساط السيطرة من الطرف الآخر والاستئثار بالسلطة الرياضية عنوة، مدفوعاً بأنانية محضة. وما إن حاز "الرئيس" لقباً جديداً، حتى أيقن أن المرحلة الراهنة تتطلب نبذ خلافات الماضي؛ من أجل سد الثغرات وغلق ما أمكن من المنافذ واللعب بدرجة مخاطرة أقل مع (الخصم) الذي يتحكم بجزء من خيوط اللعبة السياسية الممتدة إلى باطن الحركة الرياضية وجمعياتها العمومية.

قرر الطرفان أخيراً إنهاء الأزمة، أو تجميدها على الأقل من خلال التوصل إلى صيغة تسوية بنيت، كما يبدو، على أساس "لا غالب ولا مغلوب"، وجاءت هذه التسوية كنهاية لـ"مسرحية" أدت غرضها بإرضاء جميع الأطراف، أو بعضها على الأقل، استحق على أثرها البطلان اقتسام جائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل رئيسي، وآن لنا أن نقول: كفى تهريجاً! آملين ألا نكون مضطرين إلى معايشة مسرحية جديدة بنص مكرر وأبطال مختلفين. وهذا احتمال وارد جداً، وسيظل قائماً مادامت رياضتنا، كما هي عليه اليوم، بيئةً حاضنة لبطانة تحترف النفاق وتطمح إلى البطالة والاغتناء بلا عمل. أخيراً وليس آخراً: تصافوا، تحابوا، افعلوا ما شئتم... ولكن، ثقوا أننا لا نغفر بهذه السهولة.

قفّال

لا تتم التسويات إلا بعد اقتسام الغنائم...

back to top