اللحم العربي رخيص

نشر في 04-01-2014
آخر تحديث 04-01-2014 | 00:01
 محمد العويصي قد تعتقد عزيزي القارئ لأول وهلة أن المقصود بعنوان المقالة هو انخفاض سعر كيلو اللحم العربي، لا ليس هذا ما قصدته، فكيلو اللحم العربي لا يزال يباع بسبعة دنانير! ما قصدته هو لحم البشر العربي الذي يزهق يومياً في أغلب دولنا العربية من بني جلدتنا وديننا! فعلى سبيل المثال في سورية بلغ عدد القتلى أكثر من 127 ألف قتيل ونصف مليون جريح و3 ملايين مشرد... والله أعلم متى تضع الحرب أوزارها.

أغلب دولنا العربية حالياً لا تنعم بالأمن والاستقرار، فهذه فلسطين والعراق والصومال وليبيا وتونس واليمن "الحزين" ومصر والسودان لا يزال مسلسل القتال فيها مستمراً.

والسؤال الذي يطرح نفسه: من المسؤول عن هذه الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق الشعوب؟ ومن يوقف نزيف الدم.

في زمن الخليفة "المعتصم" جاءه رجل قادم من عمورية فقال له: رأيت في السوق امرأة عربية تساوم رومياً في سلعة، وحاول أن يتغافلها ففوتت عليه غرضه، فأغلظ لها فردت عدوانه بمثله، فلطمها على وجهها لطمة، فصاحت في لهفة وا معتصماه.

فقال الرومي: وماذا يقدر عليه المعتصم؟ وكيف يصل إليّ؟ فأمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عمورية، وحاصرها حتى استسلمت، فدخلها المعتصم، فبحث عن المرأة، فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم؟ فقالت نعم، فأمر بإحضار الرجل الرومي، فقالت له: هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك. قال المعتصم: قولي فيه قولك.

قالت: أعز الله ملك أمير المؤمنين، بحسبي من المجد أنك ثأرت لي، بحسبي من العجز أنك انتصرت، فهل يسمح لي أمير المؤمنين بأن أعفو عنه وأعطيه مالي، فأعجب المعتصم بمقالها، وقال لها: أنت جديرة حقاً بأن حاربت الروم ثأراً لك، ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر.

صيحة واحدة أطلقتها المرأة العربية "وا معتصماه" فلبّى الخليفة المعتصم نداءها فوراً! لم يعقد اجتماع قمة للنظر في قضيتها، ولم يصدر بيان شجب واستنكار للحادثة... كل هذا لم يحدث إنما جهز جيشه وتوكل على الله وحارب الروم، وانتصر للمرأة العربية ورد لها اعتبارها وكرامتها.

يومياً نسمع صيحات وصراخات وأنات المظلومين في أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية لكن لا حياة لمن تنادي، فمتى يرزقنا الله بقائد رباني يحكم بكتاب الله ينصر المظلومين والضعفاء من النساء والرجال والأطفال من أول صيحة مثل الخليفة المعتصم؟

أتدرون متى؟ إذا طبقنا الحديث الشريف الذي قال فيه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمراً بيناً، كتاب الله وسنة نبيه".

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لمَ لمْ تمهد لها الطريق؟"!

من المسؤول عن وفاة عاملين آسيويين أثناء ترميم قصر خزعل التاريخي؟

back to top