«المنظمات المانحة» يتعهد بتقديم 407 ملايين دولار لسورية

المشاركون في المؤتمر حثوا المجتمع الدولي على تحمُّل مسؤولياته إزاء الأزمة الإنسانية الكبرى

نشر في 15-01-2014
آخر تحديث 15-01-2014 | 00:05
No Image Caption
تعهدت المنظمات المانحة خلال مؤتمرها الثاني أمس بتقديم 407 ملايين دولار لإغاثة النازحين السوريين الذين تتجاوز أعدادهم 9.3 ملايين نازح في الداخل السوري ودول الجوار.
أعلنت المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري تعهدها بتقديم 407 ملايين دولار لدعم اللاجئين السوريين الذين يعانون اوضاعا انسانية مأساوية من جراء الازمة التي تمر بها بلادهم.

جاء ذلك في ختام فعاليات مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي اقيم امس بمشاركة عشرات المنظمات الانسانية والخيرية وغير الحكومية، فضلاً عن شخصيات معنية بالعمل الخيري من معظم انحاء العالم، تحضيرا للمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية الذي تستضيفه الكويت اليوم.

9.3 ملايين نازح

وقال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية د. عبدالله المعتوق، في كلمته في المؤتمر، ان العالم ازاء كارثة انسانية يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج، بدأت فصولها الدامية قبل ثلاث سنوات ومازالت اخذة في التفاقم.

واوضح المعتوق ان الشعب السوري اصبح مشردا في الداخل والخارج وتعرض لعملية ابادة حقيقية تجسدت في قتل الانفس وهدم البيوت واستخدام الاسلحة الكيماوية، مشيراً إلى ان تقديرات الامم المتحدة تشير الى وجود حوالي 9.3 ملايين سوري تضرروا من جراء الازمة نزح منهم داخليا نحو 6.5 ملايين شخص، في حين سجل 3.2 ملايين شخص كلاجئين في الدول المجاورة لسورية، مضيفا ان العدد الحقيقي للاجئين يفوق ذلك بكثير.

وقال ان الدافع الانساني ليس حاسما وحده في مواجهة تداعيات هذه الجرائم الانسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، داعيا الى تدخل المجتمع الدولي للتصدي لهذا النزيف ووقف هذه المأساة، مبيناً أن المبالغ التي تم انفاقها على برامج اغاثة الاشقاء السوريين منذ مؤتمر المنظمات غير الحكومية العام الماضي بلغت نحو 190 مليون دولار بزيادة اكثر من 7 ملايين دولار على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والاسلامية خلال المؤتمر، والتي بلغت 183 مليون دولار.

وبيّن المعتوق ان الهيئة الخيرية تعتزم انشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين تضم 2000 بيت مزودة بخدمات تعليمية وطبية، وذلك بتوجيهات كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، لافتاً إلى أن تلك المدينة ستماثل "قرية الكويت النموذجية" التي أقامتها الهيئة الخيرية في منطقة كيليس التركية وضمت الف بيت، وقرية مماثلة في مخيم الزعتري ضمت أيضا الف بيت .

وأعرب عن شكره للجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام الكويتية على اطلاق مشروع النداء الموحد تحت شعار "بيت من الكويت" للاسهام في بناء 10 مدن اسكانية للاجئين السوريين في دول الجوار لسورية بتكلفة قدرها 40 مليون دينار (ما يعادل 142 مليون دولار).

استغاثة

وأكد المعتوق ان الحديث عن الشراكة بات حتمية استراتيجية، وليس ترفا، سواء على صعيد التنسيق بين المنظمات غير الحكومية العاملة في الحقل الإنساني او بين القطاعات الثلاثة الرئيسية في اي دولة (الحكومي الخاص والأهلي) باعتبار ان معالجة القضايا والمشكلات المجتمعية والكوارث الانسانية وتداعياتها لا تستطيع الجهود الانسانية والإمكانات الفردية وحدها ان تغطيها.

وأعرب عن خالص الشكر لسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد لإطلاقه امس نداء الاستغاثة لصالح الأشقاء السوريين، والذي دعا فيه الجميع في الكويت الى المشاركة في الحملة الوطنية لاغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سورية وخارجها من اللاجئين والمشردين لتخفيف معاناتهم المأساوية.

مسؤولية دولية

من جهته، قال الأمين العام المساعد للشؤون الانسانية في منظمة التعاون الإسلامي عطا البخيت، في كلمته، ان مؤتمر المانحين الثاني جاء في ظرف إنساني اكثر تعقيدا يحتاج الى حشد إنساني اكبر، داعياً المجتمع الدولي الى تحمل مسؤوليته في مساعدة الشعب السوري.

وتوقع البخيت ان يكون هناك نحو 16 مليون سوري داخل سورية بحاجة للدعم الإنساني في نهاية العام الحالي، مضيفا ان المؤتمر السابق كان ناجحا بكل المقاييس حيث قدمت المنظمات الانسانية اكبر قدر من المعونات للشعب السوري الذي يواجه اليوم تحديا اكبر.

نداء موحد

من جانبه، قال نائب رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة احمد الجاسر، في كلمته نيابة عن الجمعيات الخيرية الكويتية، انه استشعارا من تلك الجمعيات لعظم المأساة السورية، فقد اطلقت مشروع النداء الموحد من اجل سورية "الذي نشترك فيه لاول مرة كجمعيات حكومية وغير حكومية في نداء اغاثي موحد".

وذكر الجاسر ان المشروع يستهدف انشاء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين بواقع 1000 بيت لكل مدينة، مضيفاً ان الجمعيات الخيرية الكويتية ستواصل جهودها الحثيثة، حيث كان للمشاريع الاغاثية التي نفذتها في مناطق اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري اثر ملموس في تخفيف المأساة الانسانية.

407 ملايين دولار

وقالت الهيئة الخيرية، عبر بيان في ختام المؤتمر، ان قيمة المبالغ التي تعهدت بجمعها الجهات المشاركة بلغت نحو 407 ملايين دولار، لدعم واغاثة الشعب السوري في الداخل والخارج، آملة ان تستخدم هذه الاموال بفاعلية لتوفير الاحتياجات الضرورية للاجئين السوريين.

وأضاف البيان ان مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية في المؤتمر بلغت 142 مليون دولار، بينما كانت اعلى قيمة تبرعات للمنظمات الدولية المانحة من هيئة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا التي تعهدت بتقديم 80 مليوناً، تلاها الهلال الأحمر الاماراتي بـ 35 مليون دولار، ثم مؤسسة ثاني الخيرية القطرية بمبلغ 15 مليون دولار.

أبرز المنظمات المانحة والمبالغ الممنوحة

الجمعيات الخيرية الكويتية 142 مليون دولار وجاءت أبرز المساهمات الكويتية من «الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، والتي بلغت 15 مليون دولار، ثم بيت الزكاة وصندوق إعانة المرضى اللذان ساهم كل منهما بـ3 ملايين دولار، في حين ساهم بمليون دولار كل من وزارة الأوقاف ومؤسسة البناء الكويتية.

، هيئة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا 80 مليون دولار، جمعية «HHI» التركية 50 مليون دولار، الهلال الاحمر الاماراتي 35 مليون دولار، مؤسسة آل ثاني القطرية 15 مليون دولار، هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية في السعودية 5 ملايين دولار، والندوة العالمية للشباب الاسلامي 5 ملايين دولار.

back to top