برج لندن... قلعة بيضاء من القرون الوسطى

نشر في 14-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 14-06-2014 | 00:02
بُنيت قلعة النورمان الشهيرة قبل ألف سنة تقريباً. هي ترتبط بشخصيات تاريخية مثل ويليام الفاتح وريتشارد قلب الأسد.
استُعملت في الماضي كقصر ملكي، وقلعة، وسجن، ومصنع، ومخزن عسكري، وخزينة، ومكان لتخزين {مجوهرات التاج}، ومستودع أسلحة، ومكتب للسجلات العامة، ومرصد ملكي، وحديقة حيوانات ملكية.
إنه مجمع عادي من الأبراج والجدران والقلاع والخنادق العشبية التي تم الحفاظ عليها جيداً منذ القرون الوسطى بالقرب من نهر التايمز في وسط لندن. هو يقع داخل حلقتين من الجدران الدفاعية وخندق مائي ويعج بالسلالم الحادة والممرات الضيقة.
هذا البرج الذي لم يشهد تغيرات كثيرة كان يشمل سجناء مشهورين، لا سيما خلال عهد هنري الثامن. للبرج تاريخ دموي، فقد تم إعدام حوالى مئة شخص خارج القلعة. يمكن مشاهدة الكتابات الجدارية على جدران برج بوشامب القائم منذ 500 سنة ويمكن أن نسمع قصة أميرين مقتولين في هذا {البرج الدموي}.

استُعمل برج لندن كسجن بين عامي 1100 و1952، وقد كان في أوج نشاطه في القرنين السادس عشر والسابع عشر. يقول البعض إن الأشباح لا تزال تطوف في تلك المساحة الشاسعة.

تراث عالمي

يستقبل هذا المكان الوارد على لائحة {مواقع التراث العالمي} أكثر من 2.4 مليون زائر في السنة. إلى جانب كنيسة وستمنستر، هو يُعتبر أحد أهم المعالم التاريخية في لندن. وربما يُعتبر البرج الأبيض الذي يصل طوله إلى 90 قدماً وبُني في سبعينات الألفية الأولى أهم تصميم مبهر في هذا المكان.

لعب برج لندن، المعروف رسمياً باسم {قصر وحصن صاحبة الجلالة الملكي}، دوراً بارزاً في التاريخ الإنكليزي. حوصر البرج مرات عدة وكانت السيطرة عليه مهمة للسيطرة على إنكلترا. لقد كان هذا البرج مركز المكائد السياسية والاعتقالات.

بُنيت القلعة المؤلفة من طابقين مع قبو وأبراج كجزء من غزو النورمان لإنكلترا، وسرعان ما أصبحت رمزاً مكروهاً للقمع الذي اجتاح لندن على يد الحكام الجدد. بدأت عملية بنائها مع ويليام الفاتح واستُكملت مع ويليام الثاني وهنري الأول. ثم توسعت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر مع ريتشارد قلب الأسد وهنري الثالث وإدوارد الأول.

يبلغ طول البرج 118 قدماً وعرضه 106 أقدام. وتبلغ سماكة الجدران المصنوعة من الحجر الكلسي 15 قدماً. أضيف طابق ثانٍ مع سقف في مرحلة لاحقة. شمل المكان ثلاثة آبار وغرفة للولائم وقاعة للمجلس بالإضافة إلى سجن وقبو.

اليوم، يعج البرج الأبيض بأسلحة مبهرة من {الدروع الملكية} التي تعود إلى عائلتَي تيودور وستيوارت، بما في ذلك الدرع الفضي الذي كان يملكه هنري الثامن في عام 1515 وقد استُعمل في حفل زواجه من كاثرين أراغون. كُتبت الأحرف الأولى من اسمَيهما بطريقة متشابكة على الدرع. ثمة درعان آخران لهنري الثامن وآخر يعود إلى حصانه.

كذلك، يُعرَض درع مذهّب مدهش يعود إلى تشارلز الأول من عام 1612 تقريباً. هو مزيّن بورق الذهب ونقوش محفورة.

أفضل نصيحة نقدمها لكل من يزور برج لندن هو أن يضع خطة محددة ويصل إلى المكان في وقت مبكر ويتوقع رؤية حشود كبيرة والانتظار في صفوف طويلة. يمكن القيام بجولات عدة بقيادة حراس البرج الذين يتولون هذه المهمة منذ عام 1485.

حصل {البرج الدموي} على اسمه في القرن السادس عشر. يُقال إن هذا المكان شهد مقتل أميرين في عام 1483.

حصد شقيق إدوارد الرابع، ريتشارد دوق غلوستر (عُرف لاحقاً باسم ريتشارد الثالث)، لقب {اللورد الحامي لإنكلترا} لأن إدوارد البالغ من العمر 12 سنة كان أصغر من أن يحكم.

تشير الوثائق إلى أن إدوارد وشقيقه ريتشارد البالغ من العمر تسع سنوات سُجنا على يد عمّهما في البرج. اختفى الشقيقان الأصغران بشكل غامض وأُعلن عمّهما ملكاً. وُجدت عظام يُقال إنها تعود إلى الشقيقين في البرج عند هدم المبنى في عام 1674.

سُجن السير والتر رالي هناك طوال 13 سنة. من بين الأشخاص الذين قُتلوا، قُطعت رؤوس ثلاث ملكات لإنكلترا في {البرج الأخضر}: آن بولين، وكاثرين هوارد، والليدي جين غراي. كانت بولين وهوارد من بين زوجات هنري الثامن وقد دُفنتا في كنيسة القديس بطرس الملكية في تلك الأرض.

كذلك، أُعدم توماس مور وجون فيشر معاً في {برج هيل}. أصبح الاثنان الآن قديسين كاثوليكيين.

في عام 1554، اعتُقلت الأميرة إليزابيث لفترة قصيرة بتهمة التخطيط لثورة ضد شقيقتها ماري تيودور، ملكة إنكلترا. ثم أصبحت الملكة في مرحلة لاحقة.

من بين المعالم التي يجب زيارتها في برج لندن، نذكر {مجوهرات التاج في المملكة المتحدة}. هي تقع في {ثكنات واترلو}. تلك المجموعة المبهرة والقيّمة من التيجان ورموز التتويج والمجوهرات استعملتها العائلة المالكة في إنكلترا منذ عام 1649. هي تشمل 23578 حجراً كريماً وفيها أكبر ماسة تم اكتشافها على الإطلاق.

حفلات تتويج

استُعملت معظم القطع المرصّعة بالذهب والفضة خلال حفلات التتويج، وهي معروفة جماعياً باسم {رموز التتويج}. هي تشمل سيوف الدولة وصولجانات احتفالية كانت تُحمَل في المواكب، فضلاً عن أبواق وكؤوس وأباريق وأثواب ووعاء مرصّع بالفضة.

تُعرَض المجموعة في صناديق زجاجية وهي مجوهرات الملوك الحقيقية! إنه السؤال الأكثر شيوعاً بين الزوار. يتنقل الزوار على ممر متحرك.

يزن تاج القديس إدوارد كيلوغرامين ونصف ويحتوي على الياقوت والتورمالين والتوباز والجمشت والسيترين. ويشمل أصغر تاج إمبراطوري 2868 ماسة، و273 حبة لؤلؤ، و17 حبة سافير، و11 حبة زمرد، وخمس حبات ياقوت.

يمكن رؤية ماسة {نجمة إفريقيا} من عيار 530 قيراط في صولجان تشارلز الثاني. استعمل جورج الخامس في عام 1911 التاج الإمبراطوري الهندي الذي يتألف من 6 آلاف حبة ماس.

كادت المجموعة تتدمر كلها في القرن السابع عشر. في عام 1660، طلب تشارلز الثاني مجموعة جديدة من المجوهرات، فقد برزت الحاجة إلى ثلاثة أطنان من الفضة لإعادة ملء {مخزون الجواهر}.

أبراج سانت توماس وويكفيلد ولانثورن معروفة جماعياً باسم {قصر القرون الوسطى} الذي يعود إلى القرن الثالث عشر. قام هنري الثالث وابنه إدوارد الأول ببناء هذا القصر. تميزت زينة القصر بغناها وكانت الإقامة فيه مريحة.

شمل برج لندن أيضاً حديقة حيوانات ملكية طوال 600 سنة.

منذ القرن الثالث عشر، قدم الإمبراطور الروماني المقدس فريدريك الثاني ثلاثة أسود إلى هنري الثاني الإنكليزي. ثم انضم إليها دب قطبي من النروج واستُقدمت لاحقاً فيلة وذئاب ونسور وضباع ونعام وقرود ودببة وحيوانات الأسلوت وقرود البابون.

لكن رحلت الحيوانات في عام 1830 بسبب ارتفاع كلفتها والخطر الذي تطرحه على الزوار. اليوم، يعج البرج بمنحوتات حيوانية للفنانة كندرا هايست.

وفق الأسطورة المتداولة، كان تشارلز الثاني يظن أن رحيل الغربان من برج لندن سيحتم انهيار القلعة والمملكة. لذا أصر على بقاء ستة غربان على الأقل في ذلك المقر.

اليوم، يشمل البرج سبعة غربان أسيرة ويتم الاعتناء بها جيداً. تم اقتصاص أجنحتها لمنعها من الهرب.

يخضع برج لندن لإدارة {القصور الملكية التاريخية} (جمعية خيرية مستقلة)، وقد يحتاج الزوار لساعتين أو ثلاث ساعات على الأقل لاستكشاف المكان. تتوافر أيضاً جولات صوتية.

ساعات الزيارة: من التاسعة صباحاً إلى الخامسة والنصف عصراً من الثلاثاء إلى السبت؛ ومن العاشرة صباحاً إلى الخامسة والنصف عصراً في يومَي الأحد والإثنين من 1 مارس إلى 31 أكتوبر؛ من التاسعة صباحاً إلى الرابعة والنصف عصراً من الثلاثاء إلى السبت، ومن العاشرة صباحاً إلى الرابعة والنصف عصراً بدءاً من 1 نوفمبر وحتى 28 فبراير. كلفة الدخول: 32$ للراشدين.

لمزيد من المعلومات، زوروا موقع www.hrp.org.uk .

back to top