500 كاتب ضد تجسس الدول على الأفراد... الإنترنت يقرصن حريتنا

نشر في 17-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 17-12-2013 | 00:02
يوم اخترع الإنترنت، وبدأ طوفانه وانتشاره، وصار أي كائن بشري يكتب ينشر عليه رأيه، أو يرسل بريده من خلاله من دون اللجوء إلى البريد التقليدي والمظروف والقلم والتعابير الرومانسية، ظن كثيرون أن هذه الطريقة الحداثية ستحرر المرء من الرقابة التي تمارسها السلطات، لكن ما أثبتته الأحداث منذ مدة يبين العكس.
 خلال أشهر قليلة تبين أن الاستخبارات الأميركية تتجسس على الهواتف الأوروبية وغيرها، وكشف إدوارد سنودن، موظف سابق في وكالة الأمن القومي  الأميركية، عن الكم الهائل من عمليات المراقبة التي تمارسها الدول على الأفراد.

 وجدت الدول في الانترنت الوسيلة الأسهل لمعرفة ما يجري في الكواليس، ولم يكن غريباً أن الجيش الأميركي عرف مكان أسامة بن لادن في مجاهل باكستان من خلال البريد الالكتروني ثم لجأ الى تصفيته. هذه هي اللعبة الجديدة، نظام المعلوماتية يغوي العالم ويتحكم به في الوقت نفسه، وعلى هذا، لا ضرورة لأن ندعي الفردية من خلال الجلوس خلف شاشة الحاسوب والتحدث مع العالم، فالانترنت يبدو مثل الكاميرا المسلطة على أدمغتنا وتراقب حتى أحلامنا ونوايانا.

ثمة جواسيس لامرئيون من كل حدب وصوب، يشاركوننا ويتلصصون على أفكارنا وطرق عيشنا، بل بات التجسس أشبه بالفيروس الذي يصيب الكومبيوتر، وقد ابتُكرت برامج للحد من ذلك، ويعمل بعض المواقع كـ{تويتر» للحد من التجسس أيضاً.

ومن هذا المنطلق صعدت الصرخة ضد الرقابة والتجسس في العالم، إذ  دان 500 من أشهر الكتّاب في العالم، بينهم خمسة من حائزي جائزة نوبل الآداب، الكمّ الهائل من عمليات المراقبة التي تمارسها الدول، وحذروا من أن أجهزة الاستخبارات تقوض الديمقراطية، وطالبوا بكبح جماحها بميثاق دولي جديد.

 وتضم قائمة الكتاب، بحسب {غارديان}، أدباء بريطانيين، من بينهم: جوليان بارنز، مارتين أميز، أيان ماكيوان، إيرفين ويلش، هاري كونزورو، جينيت وينتروسن، كازو إيشيغورو،  جون ماكسويل كويتزي ، يان مارتل، أريال دورفمان، أميت شودوري،  رودي دويلي، آموس عوز، ديفيد غروسمان والروسي ميخائيل شيشكين.

وذكرت صحيفة {غارديان}البريطانية أن كتاباً من 81 دولة وقّعوا التماساً للأمم المتحدة، جاء فيه أن قدرة أجهزة الاستخبارات على التجسس على الاتصالات الرقمية لملايين من البشر تحول الجميع إلى «مشتبه بهم محتملين»، في ظل تداعيات مثيرة للقلق بشأن الكيفية التي تتعامل بها المجتمعات. ودعا الكتاب المنظمة الدولية إلى سن تشريع دولي للحقوق الإلكترونية لحماية الحقوق المدنية في عصر الانترنت. يأتي ذلك بعد دعوة وجهها رؤساء كبرى شركات التكنولوجيا العالمية لإحداث تغييرات جذرية في القوانين الخاصة بالمراقبة للحفاظ على ثقة الجماهير في شبكة الانترنت.

وأوضح البيان أن البعد الذي وصـل إليه التجـسس وكشف عنه سنودن، يقوّض حق البشر في {البقاء بعـيداً عن الملاحظة أو التدخل}من آخرين، في ما يتعلق بأفكارهم وبيئاتهم واتصالاتهم الشخصية.

وأشار الالتماس إلى أن هذا الحق الأصيل للإنسان اعتبر {باطلاً ولاغياً، من خلال إساءة استخدام الدول والشركات للتطورات التكنولوجية بهدف التجسس على الأشخاص. فالشخص الذي يتعرض للتجسس لا يُعد حراً: والمجتمع الذي يتعرض للتجسس لا يُعد ديمقراطياً. للحفاظ على أي شرعية، يجب تطبيق حقوقنا الديمقراطية في الفضاء الافتراضي، كما هي في الفضاء الحقيقي”.

هكذا تصادر حرية الأفراد وحقوقهم بطريقة لامرئية. هل نحن أمام {مكارثية جديدة}تتولاها شركات ضخمة تتجسس على أفكارنا وأنماط استهلاكنا وموسيقانا، وتقدم كل شيء إلى السلطات بطريقة سهلة؟ لا شك في أن الإنترنت سهل كل شيء في الحياة إلى درجة أنه دمر كل متعة، من التواصل مع الناس إلى الأدب والقراءة والنشر، وحتى طرق التجسس أفقدها قيمتها التاريخية، وهي تحصل من دون أن ندري...

والسؤال: أين الكتّاب العرب من التجسس؟

back to top