أسطورة اليوم

نشر في 08-02-2014
آخر تحديث 08-02-2014 | 00:01
 د. نادية القناعي  في جلسات الحديث لا بد أن يداهمها شيء من الأراجيف والأقاويل، فقلما نجد مجالس تربأ بنفسها عن ذلك.

فكل يغني على ما ينقصه ليروي غُلة تهكمه وتبجحه، فهو ربما يرضي شغف لسانه الذي لا يلبث أن يلوك أعراض الناس، ويحوّر الأحداث إلى أساطير بعد إضفاء صبغة من أكاذيبه.

 أوليس الأحرى بنا أن نتلهى بعيوب أنفسنا ونكبّ على إصلاح ما فينا من مثالب، بدلاً من أحاديث لا يتمخض عنها إلا هنات أنفسنا الجامحة؟ هذا التشفي من ذكر الغير ليس إلا ستارا يسدل على أعيننا، فنكاد نعمى عن رؤية ما نحن عليه من مساوئ، فكأننا بذلك نصرف عقولنا وننأى بأنفسنا من عناء تقريع ذواتنا، فنحن نتكلف إنحاء اللائمة على  أنفسنا، ونستسهلها مع الآخرين، فيكفينا من ذلك القدح والنقد السلبي أن نتهرب من مكاشفة أنفسنا لضمائرنا.

يا حبذا لو أبحرنا في أغوار دواخلنا واجتهدنا في محو كل سيئة فينا، فالغوص في بحور الغيبة والنميمة سيغرقنا حتى نكون ممن يأكل لحم أخيه ميتاً.

back to top