الفنان السوري تمام عزام: استغللت لوحات المشاهير لإلقاء الضوء على شعب يُقتل

نشر في 20-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 20-11-2013 | 00:02
يشارك الفنان السوري تمام عزام في معرض فن أبو ظبي بأعمال منفذة بتقنية «الصندوق الضوئي»، من بينها: «غرافيتي الحرية»، ويستعد لتقديم معرضه الجديد في لندن في ديسمبر متضمناً مجموعة من الأعمال تعكس الوضع الراهن في بلاده، من بينها لوحة «روسيا المتحدة، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة»، والتي تبين عدم اهتمام العالم بالحل في سورية.
أصبح تمام عزام اسماً معروفاً في الوسط الثقافي، خصوصاً بعد أعماله الأخيرة. معه هذا الحوار.
ما تأثير الأحداث في سورية على أعمالك الفنية ومسارك في الفن التشكيلي؟

أعتقد أن تأثير الثورة السورية لم ولن يكون مقتصراً على العمل الفني لأي فنان، بل أن هول الحدث وحجم الجريمة أكبر تأثيراً من ذلك بكثير. تقوم فكرة الثورة بحد ذاتها على فعل التغيير، حتى الذين لا يقفون معها يطاولهم هذا التغيير حتماً. والناس يموتون حولنا كل ثانية، ليس من الممكن أن يقف الإنسان على الحياد. لا أشك أبداً في أني شخص مختلف تماماً عن ذلك الذي عاش ثلاثين عاماً قبل الثورة. على أن قناعات السوري تغيرت تماماً بكل ما حوله، أثق اليوم بالناس الذين حملوا الثورة على أكتافهم، أكثر من ثقتي بتلك الأسماء التي طالما تحدثت عن الحرية، وأدارت ظهرها للثورة في يومها الأول. لم أعد أستطيع التفكير إلا بمن يموتون ويدفعون حياتهم ثمناً لحرية لم نكن حتى نعرف عنها شيئاً.

تأثير الثورة يشبه الولادة بمعنى من المعاني.

هل توظيف أعمال كبار الفنانين ضمن لوحاتك يفيدك أم يجعلك أسير شهرة تلك الأعمال؟

أُعيدَ إنتاج الكثير من الأعمال الفنية عبر التاريخ، بطرق وأساليب وغايات مختلفة. لست أسيراً لشهرة تلك الأعمال، على العكس من ذلك، أردت استغلال حالة الأسر التي يعيشها العالم لنماذج فنية عظيمة من دون أن يلتفتوا إلى نماذج عظيمة من البشر يموتون دفاعاً عن الحرية، ما جعلني أطلق عنوان {المتحف السوري} على هذه المجموعة. الأحداث في سورية أشد تأثيراً من تلك الأعمال. ما يحدث في هذا المكان يجب أن يأسر العالم بقبحه وبشاعته. وفي سورية متحف للدم والدمار، أين هم الناس من هذا كله؟

برأيك ما الذي جذب الجمهور كثيراً لهذه الأعمال، هل الفكرة أم الحديث أم طريقة التوليف والرسم؟

لا يستطيع الفنان اكتشاف سر انتشار عمل دون سواه، ولو أتقن ذلك لكانت الأمور أكثر سهولة. ربما غرابة الفكرة ووقوفها على الحد بين الكوميديا والمأساة قد ساعدا على انتشارها.

في أي خانة تصنف أعمالك الأخيرة؟

تنتمي أعمالي الأخيرة في معظمها إلى الفنون الرقمية، وإن كنت قد أدخلت فيها الكثير من أعمالي المرسومة، عبر مسحها وإدخال التأثيرات المختلفة، واستخدام مقاطع من صور فوتوغرافية.

كان الفيلسوف الألماني فالتر بنيامين يعتبر أن الاستنساخ يفقد الفن {هالته}، هل نشرك لوحة {غرافيتي الحرية} على الفيسبوك بعد بيعها في أحد المعارض يفقدها هالتها؟

طالما أن ثمة مقتن للعمل الفني يستطيع الاستمتاع بقيمته، فالعمل الجاد لا يفقد قيمته أينما وجد، ويبقى العمل الموجود أكثر قيمة على الدوام وأكثر ألقاً. نشرت أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي تباعاً لمدة عام قبل أن أعرض أي منها.

فنانون كثيرون يستلهمون بعض أعمالهم من الروايات العالمية. هل فكرت في استلهام بعض أعمالك من روايات والدك أم أن توجهك يختلف عنه؟

تعلمت منه أن أكون مستقلاً في الفن. أحب رواياته كثيراً، أقرأها كعمل أدبي أستمتع به، لا كدليل أبني عليه عملاً ما.

لست مع ثنائيات الفن (شعر ورسم)، (موسيقى ورسام في الخلفية) ومعارض التحيات وما شابه.

ما رأيك بدخول الفن التشكيلي العربي في دائرة المزادات الدولية هل يفيد الفنانين أم {يفسد} إبداعهم بمعنى من المعاني؟

لم لا؟ ومن قال إن الفن العربي دون المستوى؟! لا الصالة ولا المزاد ولا السوق الفنية تفسد إبداع أحد، إنها مسؤولية شخصية يتحملها الفنان وحيداً. لكنه نوع من الاستهجان في العالم العربي، نتفاخر بلوحات بابلو بيكاسو وفان غوغ ونردد دوماً أنها بيعت بملايين الدولارات، ثم نشتم السوق والمزادات إذا ما كان المستفيد أحد فنانينا.

هل توافق الرأي القائل بأن الفن المعاصر {الآندي وارهولي} (نسبة إلى الفنان الأميركي آندي وارهول) غير مقنع وجماليته ضحلة؟

بالطبع لا. لم توظف المتاحف العريقة حول العالم أشخاصاً من الدرجة العاشرة، ولم تتطور فنون التذوق أيضاً ليكون هذا الفن (ضحل وغير مقنع). وحدهما ضيق الأفق وقلة ثقافة المتلقي الفنية ينتجان آراء متطرفة، من دون بذل أي جهد لاكتشاف آفاق جديدة.

back to top