مصر: تحركات أميركية ومخاوف إخوانية ومسيرات ليلية

نشر في 12-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-02-2013 | 00:01
No Image Caption
سفيرة الولايات المتحدة باترسون تعرض تدويل «القديسين» وترحيب أميركي بانتخابات رئاسية مبكرة

أزاحت تحركات أميركية أمس الركود عن الشارع السياسي المصري، بعد تراجع حدة التظاهرات الشعبية ضد الرئيس محمد مرسي، في ذكرى تنحي سابقه حسني مبارك، حيث فتحت تصريحات مقربين من الإدارة الأميركية الباب أمام المعارضة المصرية للضغط على النظام لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

فاجأت تحركات أميركية أمس القوى السياسية المصرية، من خلال فتح ملفات الفتنة الطائفية وقضية حرية الأقليات للضغط على نظام الرئيس محمد مرسي، لإجراء تغيير سياسي قد يصل إلى حد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وفقاً لتصريحات مقربين من إدارة الرئيس باراك أوباما، اعتبروا هذه التحركات إعادة تقييم أميركي للعلاقات مع جماعة «الإخوان المسلمين» لكبح جماح مشروع «أخونة الدولة».

وفي حين أكدت مصادر مطلعة تزايد مخاوف «الإخوان» من تخلي الإدارة الأميركية عن تأييدها، اتخذ النظام المصري موقف الدفاع أمام واشنطن، لتبديد مخاوفها، حين نفى مساعد الرئيس للتواصل المجتمعي رئيس حزب «الوطن» السلفي عماد عبدالغفور خلال لقائه وفداً من لجنة «الحريات الدولية» بالحكومة الأميركية، أمس في القاهرة، وجود اضطهاد منظم لأيّ أقلية دينية أو عرقية.

واتفق الطرفان على أن التقرير الجديد من اللجنة، الذي سيتضمن بعض المسائل التي ترى فيها اضطهاداً منظماً ضد المسيحيين، سيقوم عبدالغفور بالرد عليه، خصوصاً أن اللجنة أوصت في تقرير سابق لها بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية لمصر، بسبب ما قالت إنه ترد لأوضاع حقوق الإنسان الدينية.

وواصلت الإدارة الأميركية ضغوطها عبر زيارة قامت بها السفيرة آن باترسون أمس الأول إلى مدينة الإسكندرية، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، استغرقت نحو 10 ساعات، لم يصاحبها خلالها أي مسؤول مصري.

وكان لافتاً تشديد باترسون خلال زيارة كنيسة «القديسين»، التي شهدت عملية إرهابية مطلع العام 2011 وراح ضحيتها 21 قتيلاً، على اهتمام الإدارة الأميركية بملف القضية، ذات البعد العالمي، على حد وصفها، مبدية استعداد بلادها للمساندة في القضية، في إشارة توحي بإمكانية تدويل الملف القبطي استناداً إلى حادثة القديسين.

ودخل الجيش المصري على الخط، حيث أجرى وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، مباحثات مع قائد القيادة المركزية الأميركية جيمس ماتيس أمس بمقر وزارة الدفاع ، وبحسب بيان رسمي، فإنه جرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع في المنطقة والمتغيرات خلال المرحلة الراهنة.

كبح الأخونة

وفسر المفكر المقرب من الإدارة الأميركية سعد الدين إبراهيم تغير الموقف الأميركي خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان مايكل بوزنر، مطلع هذا الأسبوع، بقوله لـ»الجريدة»: «كشفت الخريطة الكاملة لطبيعة الصراع السياسي في مصر مؤخراً للمسؤول الأميركي، واستشعرت بعدها استحسان الإدارة الأميركية للوقوف بجانب «جبهة الإنقاذ الوطني».

وأضاف: «نقلت للمسؤول الأميركي رغبة المعارضة في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد إقرار دستور جديد للبلاد، وأعلن الرجل صراحة دعم واشنطن لهذه الفكرة». ومضى قائلاً: «استشعرت نية واشنطن التخلي عن الإخوان بعد أن أثبتوا غباء سياسياً في التعامل مع الأزمات».

وقال الكاتب المحلل السياسي عبدالله السناوي لـ»الجريدة» إن «التغير المحسوس في تعامل الإدارة الأميركية مع الإخوان المسلمين لا يعد رفعاً لغطاء الدعم الأميركي السياسي عن الجماعة»، وأضاف: «إدارة أوباما تسعى لوضع كوابح أمام مشروع أخونة الدولة المصرية لأنه يفتح صراعات قد تهدد المصالح الأميركية، خصوصاً بعد ما جرى في مدن القناة، وتآكل شعبية مرسي».

التنحي

ميدانياً، ساد هدوء مشوب بالحذر العاصمة المصرية أمس، فيما واصل المعتصمون في ميدان التحرير إغلاق «مجمع التحرير» الحكومي، أمس لليوم الثاني على التوالي، في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، الذي يرقد حالياً في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، لقضاء عقوبة الحبس المؤبد، في قضية قتل متظاهرين سلميين خلال الثورة.

وتضمنت فاعليات الأمس تنظيم أربع مسيرات ليلية حاشدة انتهت في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي، وطالب المشاركون من مختلف قوى المعارضة، بإسقاط النظام، والقصاص للشهداء، ومحاكمات ثورية لكل رموز الفساد، وإقالة الحكومة، وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية، وتطهير وزارة الداخلية وحل مجلس الشورى.

قضائياً، تواصلت الدعاوى التي تطالب بإقالة الرئيس محمد مرسي، حيث تقدم محام بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة يطالب فيها بعزل الرئيس من منصبه.

back to top