«البدون»

نشر في 07-06-2013
آخر تحديث 07-06-2013 | 00:01
 بدر سلطان العيسى في روايته "ساق البامبو" الحائزة جائزة البوكر لعام 2013 صور الروائي الكويتي سعود السنعوسي معاناة البدون بطريقة تظهر تلك المعاناة التي يتكبدها الكويتي البدون، وعلى لسان بطل الرواية عيسى راشد الطاروف، والكويتي البدون غسان صديق راشد الطاروف، والد عيسى، الذي استشهد أثناء الغزو في الحوار التالي:

عيسى الطاروف موجهاً كلامه إلى غسان: أنت قلت لأمي إن هناك ما يمنعك من السفر

 غسان: نعم عيسى فأنا لا أستطيع السفر لأني لست كويتياً.

عيسى الطاروف: ما العلاقة بين أن يكون الإنسان غير كويتي وعدم قدرته على السفر، سأله عيسى بفضول من أين أنت إذن إذا لم تكن كويتياً.

أجاب غسان على الفور "بدون"

قال له عيسى والحيرة تملأ رأسه: حقاً حسبتك كويتيا، ثم أضاف أنه لم يسمع بهذه الدولة من قبل "دولة البدون".

وأضاف عيسى هل "البدون" من ضمن دول الـ (G.C.C)، ضحك غسان ضحكة تشبه البكاء.

ويقول عيسى الطاروف: لقد تعرفت من خلال السيد غسان على نوع جديد وفريد من البشر، فصيلة جديدة ونادرة، اكتشفت أناساً أغرب من قبائل الأمازون أو القبائل الإفريقية التي يتم اكتشافها بين الحين والآخر، أناسا ينتمون إلى مكان لا ينتمون إليه، أو أناساً لا ينتمون إلى مكان ينتمون إليه، استعصت الفكرة على فهمي وأرهقت غسان في طلب التوضيح.

وأضاف عيسى الطاروف، ولكنك كنت مسافرا على تلك الطائرة التي تم اختطافها ذات يوم (الجابرية)، أجاب غسان لا أجد مبرراً، كانت الأمور أقل تعقيدا مما هي عليه الآن.

والكلام لعيسى: واحتشدت كل المعلومات التي سمعها عيسى من والدته عن غسان.

وأضاف لكنك كنت عسكرياً (موجها كلامه لغسان) أجاب غسان كنت في يوم ما!

ألححت بالأسئلة وحاصرته إلى أن عرفت من (غسان) كل شيء ومعرفتي لكل شيء، لا تعني بالضرورة فهمي لكل شيء، ولا ذلك الحزن الذي على وجه (غسان) رغم ترجمة غسان له، فهو بلا جنسية خلق هكذا! ولو كان سمكة سردين منشأها المحيط الأطلسي لأصبح سمكة أطلسية، ولو كان طائرا في إحدى غابات الأمازون لأصبح طائرا أمازونياً، أما أن يولد أبوه في الكويت ويولد هو الآخر حيث ولد أبوه، ولا يعرف أرضا سواها يعمل في سلكها العسكري ويدافع عنها زمن الاحتلال فهو... بدون... وله خمسة إخوة كويتيين! سأله عيسى بحق الرب ما هذا يا غسان؟

ضحك غسان ضحكة باهتة وكأن ما يعيشه لا يستحق البكاء.

واصل عيسى الطاروف موجها كلامه لغسان: ولدت وأبوك هنا - شغلت وظيفة في الجيش الكويتي، شاركت أبي (أبا عيسى الطاروف) بالدفاع عن الكويت، وبالأمس كنت (عذرا على التطفل) كنت أراقبك تبكي أميرها الراحل؟ ويكمل غسان:

البدون يا عيسى الطاروف جينة مشوهة تتعطل بعض جيناتها ولا تصل للأبناء أو تتجاوزهم لتظهر في الأجيال اللاحقة من ذريتهم إلا هذه الجينة فإنها لا تخطئ أبداً، تنقل من جيل لآخر محملة آمال حامليها وإحباطاتهم.

back to top