عندما تدخل الصحافة إلى مخادع النجوم ونواياهم

نشر في 25-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-08-2013 | 00:01
إلى أي مدى مسموح أن تتجاوز أقلام بعض الصحافيين الخطوط الحمراء وتدخل مخادع النجوم، وتقتنص اللحظات الخاصة بالفنان وتنشرها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات الفنية؟ سؤال يطرح نفسه بعد وقائع كثيرة تتالت في الأيام الأخيرة لها علاقة مباشرة بمواقف الفنانين وتصرفاتهم على ضوء الأحداث التي تعصف بالدول العربية.
هيفا وهبي إحدى أكثر النجمات اللواتي حاول الصحافيون معرفة كواليس زواجها وطلاقها، فراح كل صحافي يدلي بدلوه ويذكر أن المعلومات التي يملكها وقف عليه وحده، وأن أسباب الطلاق سياسية مع دخول الإخوان المسلمين على الخط، وغيرها من أسباب جعلت الطلاق قضية سياسية بامتياز، في وقت حاولت فيه هيفا، في البداية، بالتوافق مع أحمد أبو هشيمة إظهار هذا الطلاق، كأنه حضاري، فيما أصرّ صحافيون على أن دولة قطر قالت لأبو هشيمة بالحرف الواحد: {إذا أردت أن تكون ملكاً للحديد في بلدك يجب أن تطلّق هيفا وهبي}.

هيفا وهبي، الأكثر نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تردّ على هذه الأقوال المجهولة المصدر والتزمت الصمت فترة طويلة، وكانت تردّد أنها ستختار الوقت المناسب للرد، خصوصاً أنها اختبرت الصحافة والصحافيين منذ دخلت عالم الشهرة وكانت لها صولات وجولات معهما.

اليوم وبعد زوال حكم الإخوان المسلمين، ردّت بجملة واحدة مفادها أن أحمد أبو هشيمة طلب منها العودة إليه وحتى الآن لم تبدِ رأيها.

إليسا وراغب

منذ أيام قامت القيامة على إليسا ولم تقعد بسبب تصريحاتها حول انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية في بيروت، إذ حوّر الصحافيون كلامها وأظهروها بمظهر الشامتة لما حصل في الضاحية، وكأن الصحافي اليوم لم تعد لديه قدرة على الاستماع حتى النهاية، فهو يريد أن يحكم على النوايا ويسجّل سبقاً صحافيا على حساب الفنان وشعبيته ونظرة جمهوره اليه، عندها يصبح الفنان ألعوبة في يد الصحافة ويكون لديه خياران لا ثالث لهما، إما يلتزم الصمت ويدفع ثمن افتراء الصحافة عليه، أو يردّ بنفسه على وسائل الإعلام، مثلما فعلت إليسا.

في هذا الإطار، يسجل للفنان راغب علامة دفاعه عن إليسا، ولراغب في هذا المجال حيثية لا يمكن تجاهلها، فهو من الطائفة الشيعية المنكوبة في وقت تجاهر إليسا بموقفها غير المساند للبيئة الشيعية الحاضنة لـ{حزب الله}. وكأن أهل الفن، في ظل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الوطن العربي، أصبحوا أهل سياسة بامتياز ويحاسبهم الصحافيون على كل ما يدلون به.

ماجدة وعمرو

 اتهمت الصحافة ماجدة الرومي بأنها تخلت عن مبادئها الثورية ودعواتها للثورة على الحكام الظالمين، لتتحول بين ليلة وضحاها إلى متهمة بمحاباة الحكام وأصحاب النفوذ، ما جعلها تردّ بسرعة من خلال بيان رسمي، بالإضافة إلى تقارير تلفزيونية دافعت عن الرومي ذات الجذور الفلسطينية والجنسية اللبنانية.

عمرو دياب لم يسلم من براثن الصحافة. رغم الأوضاع السيئة التي تمر بها مصر  وبحر الدماء الذي يسيل يومياً، لم يتوانَ عن إحياء حفلة في اليونان، فهبت الصحافة هبة رجل واحد وهاجمت {الهضبة} الذي ضرب عرض الحائط كل ما يحصل في بلده، وخضع لسلطان المال، ووصفت حفلته بأنها تضمنت مظاهر خادشة للحياء، وتساءلت: أين وطنية عمرو دياب وأين إحساسه بأبناء وطنه أم المال أقوى من أي شعور وطني أو إنساني؟  

دياب الذي يمتنع عن الرد على أي هجوم يطاوله أو إشاعة أو أي أمر من هذا القبيل، تؤكد مصادره بأنه لم يكن بالإمكان إلغاء الحفلة، ولا يتعلق ذلك بإعادة  جزء من المال الذي تقاضاه، بل بمصير فرقة كاملة تعتاش من عائدات حفلات دياب التي غالباً ما تكون كبيرة، كونه الأعلى أجراً في العالم العربي. فهل يهاجم دياب على فعلته أم جمهوره الذي يقدّر بالملايين سيكون قادراً على الدفاع عنه في وجه الصحافة التي شنت هجوماً غير مسبوق عليه؟

 

تدخّل وتحامل

حول ظاهرة تدخل الصحافيين أو تحاملهم على الفنانين تقول الناقدة إيناس الشواف: {ليس الصحافي متطفلاً باستمرار كما يصوره الفنانون، لأن الجمهور يريد معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الحادثة أو تلك، فمع وجود مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الفنان قادراً على إيصال ما يريده إلى جمهوره بشكل مباشر، ومن دون الحاجة إلى أي وسيلة إعلامية، فيما يعتبر الصحافي نفسه الأداة الأبرز في إيصال الخبر الصحيح إلى القارئ، لأن الفنان، بنظره، يوصل ما يريد إلى الجمهور بغية تحسين صورته أمامه}.

تضيف: {يودّ الصحافي أن يقول للقارئ عبر قلمه، هذه هي الحقيقة المجردة التي لا يجرؤ الفنان على إعلانها، لذلك يصبح الصحافي والفنان في مواجهة بعضهما البعض، ويبقى الجمهور في هذه الحالة الرابح الأكبر، لأنه يسمع ويقرأ من خلال منطقين مختلفين، وعليه أن يكتشف بنفسه الحقيقة}.

تشير إلى أن كفة الفنان هي الراجحة حتى لو كان الصحافي على حق، لأن كمّ المعجبين الذين ينساقون وراءه بطريقة عمياء لا يستهان به، وينصرونه ظالماً كان أم مظلوماً، فعلى سبيل المثال نسي الجمهور قضية تهرّب تامر حسني من التجنيد الاجباري وتهمة التزوير، ولا يتذكر اليوم سوى نجم الجيل تامر حسني. كذلك سينسى الجمهور بعد فترة أن عمرو دياب أحيا حفلة في اليونان في وقت كانت بلاده في حداد.

للإنصاف لا بد من القول إن  الصحافي ليس على حق دائماً، يحاول كثر بناء شهرة واسم عبر الإساءة إلى هذا الفنان أو ذاك، فالذين أجروا مثلا مقابلات مع رولا يموت شقيقة هيفا، كانوا يبغون من وراء ذلك معرفة خبايا العلاقة بين شقيقتين العداء ثالثهما. مع أن رولا لا تملك جديداً تقوله، ولكن كل صحافي أجرى حواراً صحافياً معها كان لبناء اسم له. اللافت أن معظم هؤلاء الصحافيين ما زالوا في بداية الطريق ويحاولون إثبات وجودهم ولو على حساب سمعة الآخرين.

back to top