شيخ دين وإبليس

نشر في 03-08-2013
آخر تحديث 03-08-2013 | 00:01
 عقيل فيصل تقي إبليس هذا الشيطان الذي عصى الله عز وجل أصبح شيخاً متبحراً في الدين، فبعد نزوله إلى الأرض تفنن إبليس في خداع بني البشر، أطلق لحيتة وبدأ يتكلم عن الدين يفسر ما يحلو له، يختار ما يناسبه لتحقيق مصلحته، يكفر كل من يخالفة، يفرق بين أبناء الدين الواحد فيجعلهم مذاهب ويكسر تلك المذاهب إلى فرق لتتناحر في ما بينها، يحرم للناس ما يشاء ويحل له ما يشاء، أباد الشباب بدعواته لقتال الكفار بينما يرسل أبناءه لتلقي أفضل أنواع التعليم لديهم.

وأد المرأة وهمشها من الحياة، ليعود ويمجدها لا بل يقدسها حينما يجد أنها جسر عبور للوصول إلى مصلحته، حصن نفسه بالكثير من الخطوط الحمراء بحجة أنه لا جدال في الدين وفي حقيقة الأمر أن هذه الخطوط ليست سوى بعض العادات والتقاليد التي كانت في زمان مضى واندثرت، فكم من إبليس بيننا أوهم بني البشر بأنه رمز ديني، وهو لا يمت للدين بصلة.

فالدين الحق هو الدين الذي يتسامح مع الأديان والمذاهب كافة، والدين الحق هو الدين الذي يقوم على أساس العدل والمساواة، إضافة إلى التحلي بحسن الخلق والرقي في المعاملة الإنسانية.

وإذا ما نظرنا حولنا اليوم نجد أن هناك أبالسة كثرا متنكرين في زي شيوخ دين من الديانات والطوائف كافة يعيثون الفساد ويتلفون كل بستان مزهر أمامهم ليحولوه إلى جحيم ويحاربوا كل من يخالف معتقداتهم حتى يتناحر الناس مع بعضهم بعضا، متناسين بذلك أن حرية الاعتقاد حرية مطلقة لكل فرد، هناك الكثير ممن يظنون أن هؤلاء الأبالسة هم فعلاً شيوخ للدين حتى أصبح من السهل سفك الدماء وإزهاق أرواح العديد من الأطفال والشباب حتى الطاعنين في السن من أجل إرضاء هذا الإبليس ليعيش مسروراً في حياته؛ بحجة أنه هو من يمثل الدين بسبب تنكره على هيئة شخص ملتزم يؤدي عباداته أمام الناس، لكنه تغاضى عن أمر مهم غير العبادات ألا وهو الأخلاق.

وعلى الطرف المقابل قد نجد بصيصاً من الأمل في شيوخ لربما يحاولون قدر المستطاع إصلاح ما يفسده الأبالسة بنبذ الكراهية وتقبل اختلاف الرأي، برقي الأخلاق ولملمة الفرق المتناحرة، ولكن أين هم من الساحة؟ ولماذا تركوا الساحة وحدها لإبليس فقط؟ هل لأن قدرته على النفاق جعلت الجمهور يتجه إليه أم أن أسلوب الكراهية والتفريق أصبح السمة الملازمة لبني البشر فاتجهوا إليه؟

فلنحكم العقول ونبذ الخلافات لكي يسقط قناع إبليس الديني حتى نعود متحابين متآخين متكاتفين.

back to top