مرحلة الرياض... تأسيس شخصية الأطفال واكتساب المهارة
دلال العازمي: ضرورة استخدام تصوير الفيديو بشكل إيجابي لتشجيع الطفل على إبراز مواهبه
يكتسب التعليم في مرحلة رياض الأطفال أهمية قصوى، بوصفه اللبنة الأولى في بناء شخصية الطفل، والمسؤول عن وضعه على سكة التربية واكتساب المهارات والمعلومات.
التعليم في الصغر، كما قال الأولون، كالنقش على الحجر، والطفل في مرحلة الرياض عجينة طرية سهلة التشكيل، فإذا كان المشكل فناناً بارعاً كانت المحصلة إبداعاً وتألقاً ووطناً ناهضاً. وقبل البدء في تعليم الطفل وإكسابه المهارات والخبرات المطلوبة لابد أن يشعر بحنان المعلمة وحبها، وأن يشعر أيضاً بالأمان والاستقرار، وأن معلمته أم ثانية له تقوم برعايته وتعليمه، عندها تنال ثقته ومحبته، ومن ثم يتفاعل معها فيبدأ اكتساب المهارات والمعلومات، وتنشأ ألفة حقيقية في الفصل والمدرسة. ولمرحلة رياض الأطفال طبيعة خاصة، لذا فهي تتطلب مجهوداً مضاعفاً من المعلمة، باعتبارها مرحلة تأسيسية تؤدي الدور المهم في بناء شخصية الطفل، ودخول عالمه الخاص، وتنمية مهاراته السلوكية والذهنية، لذا من اللازم أن تخضع معلمة رياض الأطفال لدورات واختبارات تؤهلها لهذه الوظيفة، لتكون على دراية عالية بكيفية التعامل مع الأطفال، ومن اللازم أيضاً أن تتحلى ببعض الصفات الجاذبة للطفل كالابتسامة والاحتواء وإظهار الحب والحنان له حتى يشعر بالراحة في بيئته المدرسية، ما ينعكس إيجاباً على سلوكه. وتحدثت المعلمة دلال العازمي من روضة سيد عمر عن هذا الأمر قائلة: إن الدور التربوي للمعلم والمعلمة أهم من الدور التعليمي، مدللة على ذلك بمسمى وزارة التربية، والتي لم يتم تسميتها بوزارة التعليم، مشيرة الى أن الدور التعليمي يأتي بعد الدور التربوي للمعلم. وشددت العازمي على أن الدور البارز والمهم للمعلم بشكل عام ومعلم الرياض بشكل خاص هو زرع السلوكيات الحميدة، وأهمها الاحترام والأدب بينه وبين معلميه وبينه وبين الأطفال، لافتة الى ان الأطفال سريعو اكتساب الخبرات. وأكدت العازمي أهمية احترام الطفل وافكاره وسلوكياته وآرائه وخصوصيته، مشددة على ضرورة استخدام تصوير الفيديو وغيره بشكل ايجابي لتشجيع الأطفال على إبراز مواهبهم. مجهود مضاعف من جانبها، أشارت معلمة رياض الاطفال في روضة سيد عمر هنوف الفرج إلى ان مرحلة رياض الاطفال تتطلب مجهودا مضاعفا من قبل المعلمة، لأنها مرحلة تأسيسية تؤدي الدور المهم في بناء شخصية الطفل، حيث يبدأ منها حب المدرسة والدراسة، مؤكدة ان المعلمة في هذه المرحلة تؤدي دورا مشابها لدور الأم في احتواء الطفل في جميع حالاته. وأضافت الفرج "المعلم يستطيع خلق البيئة الجاذبة من خلال شخصيته ومقومات العملية التعليمية المتاحة بعيداً عن الديكورات والبهرجة"، مؤكدة ضرورة استخدام لغة الخطاب والنقاش مع الطفل لإقناعه، إضافة إلى توفير بيئة دراسية سليمة، لافتة الى اهمية اختيار المعلمة لأدق التفاصيل التي تؤثر في نفسية الطفل، حتى اختيارها للون الفصل الدراسي. ولفتت المعلمة إيمان القلاف إلى أن المعلمة لها دور ايجابي في خلق بيئة دراسية جاذبة للطفل للتأثير الايجابي في نفسيته واحتوائه بعيدا عن البيت، مؤكدة ان هؤلاء الاطفال ما هم الا امانة في ايدي المعلمات، وعلى المعلمات حفظها كالأم تماماً. بدورها، بينت المعلمة نورة الجمعة اهمية احترام الطفل وشخصيته وعقليته، مؤكدة ان جميع المعلمات يسعين الى تطوير انفسهن، وذلك لتطوير عملية تعليم الطفل وتربيته بشكل صحيح يواكب ويتماشى مع العصر الحالي، لافتة الى ان المعلمة في هذه المرحلة دقيقة في اختيار كل ما يؤثر من في نفسية الطفل من ملبسها وسلوكها، لكونها تعلم تماماً مدى تأثير ذلك في الطفل. ارتقاء المجتمع ومن روضة السرة قالت المعلمة فاطمة الكندري: "في الحقيقة أجد أن هذه المرحلة العمرية التي تبدأ من 3-5 سنوات مرحلة نمو للطفل، ينمو من خلالها ادراكه ومواهبه إضافة إلى اكتسابه للخبرات الحياتية والتعليمية، فضلاً عن أنها مرحلة تحتاج إلى متطلبات عديدة لابد أن تعيها المعلمة جيداً حتى يتسنى لها التعامل مع الطفل في هذه المرحلة التعليمية. وأضافت الكندري: "يتضمن الفصل 20 طفلا تقريباً، وتتعامل المعلمة مع مستويات إدراكية مختلفة، وتلاحظ فروقا فردية في القدرة على استيعاب واكتساب الخبرات الجديدة لدى كل طفل، فتعمل على مراعاة هذه الفروق، وبعد ذلك تبدأ في تعليم الأطفال، علاوة على ذلك فإن المعلمة تواكب طرق التعليم الحديث واستخدام التكنولوجيا والاجهزة الحديثة لتعليم الطفل.