أنجي عاقلة جمّال: حققت حلمي في كليب «مجنون»

نشر في 19-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 19-03-2013 | 00:02
اجتهدت في إثبات ذاتها منذ انطلاقتها، وبفضل إحساسها المرهف رسمت خطًا جديدًا في عالم الكليب، عماده قصة درامية قصيرة، فنالت جوائز من بينها الـ «موركس دور».
باتت المخرجة اللبنانية أنجي عاقلة جمّال مقصد الفنانين الباحثين عن صورة جديدة ومضمون يدغدغ الإحساس. آخر أعمالها كليبان للفنانتين هيفا وهبي وسيرين عبد النور، وتستعدّ لتصوير كليب للفنانة لطيفة التونسية.
عن مسيرتها الفنية وأعمالها الجديدة تحدثت إلى «الجريدة».
كيف تقيّمين مسيرتك الفنية؟

منذ نعومة أظفاري حلمت بالدخول إلى عالم الأفلام والأضواء، فعملت في كل مرحلة من مراحل حياتي من ضمن إمكاناتي المتوافرة لتحقيق حلمي ومشاركة تجاربي مع أكبر كمّ من الجمهور، وعندما صدر كليب «مجنون» لرامي عيّاش اكتشفت أنني حققت حلمي الذي مهّدت له عبر عملي الدؤوب على مدى سنوات، رغم أن التوقيت جاء معاكسًا لتخطيطي، إذ ظننت بأنني سأحقق النجاح قبل الزواج، إلا أنه حصل بعد انجابي طفلتيْ، لتشكّل عائلتي الداعم الأكبر لي خصوصًا أن الأمومة غيّرت كثيرًا في شخصيتي.

ما الذي تغيّر في شخصيتك؟

تدفع الأمومة المرأة إلى تخطي حدود الحب واكتشاف أحاسيس جديدة. ولأن الفن مزيج من إحساس الفنان وثقافته وشخصيته، فإن أعماله تتغير مع شخصيته وأحاسيسه، لذلك ستكون أعمالي المقبلة مختلفة عن الراهنة مثلما اختلفت أعمالي الراهنة عن أعمالي السابقة.

هل تضعين استراتيجية محددة للانطلاق منها في أعمالك؟

أسعى بداية إلى التعرف شخصيًا إلى الفنان وسبر أغوار حقيقته الإنسانية لا الفنيّة لابتكار ما يليق به في قالب قصة درامية قصيرة، من ثمّ أبحث معه عن المكان المناسب للتصوير ونحدد الأفكار وكلفة الإنتاج التي تتفاوت وفق التقنيات المستخدمة في التنفيذ. أخيرًا، وهو الأساس، يجب أن أكون معجبة بالأغنية لأنها مصدر وحيي الأول والأخير، وما الكليب سوى لخدمتها.

هل تشكل الموارد المادية للكليب عاملا أساسيًا في نجاحه؟

ليست الأساس. أحببت أعمالاً كثيرة نفذّت بانتاج متواضع. من الطبيعي استغلال المخرج للموارد المادية المتوافرة لديه لتقديم فكرة جميلة، لكن يمكن الانطلاق من شخصية الفنان الحساسة والصادقة لتقديم كليب متواضع بقالب مبتكر وعميق يرتكز على هذه الأحاسيس الصادقة، فيتمكن من أسر القلوب.

هل تسعين إلى تحقيق بصمة واحدة ترافقك في أعمالك، أم تقديم بصمة مختلفة في كل عمل جديد؟

لا أسعى إلى بصمة واحدة لأن لكل فنان خصوصيته. أمّا إذا كان التعاون مستمرًا مع الفنان نفسه، فأتحدى ذاتي لتقديم عمل جديد يتميز بخصوصية مختلفة، لا سيما أن لكل أغنية جمهورها الخاص.

لكن بعض الكليبات لا يعبّر عن مضمون الأغنية.

أتحدى ذاتي لتقديم كليب يعبّر عن مضمون الأغنية لأنها مصدر وحيي الدائم، كذلك لا أحب الفصل بين الأغنية والصورة، لأنني عندما أبلغ هذه المرحلة أكون قد فشلت في مهنتي.

ما سبب تعاونك المستمر مع رامي عيّاش؟

تعاوني معه ليس ضربة حظّ، إنما فرصة أتاحت لي إثبات نفسي، وجاءت نتيجة الصداقة التي تجمعنا زوجي وأنا به، ونحن نتبادل الأفكار في كل عمل جديد ما ينعكس إيجابًا عليه.

 

أخبرينا عن كليب هيفا وهبي الجديد «إزاي أنساك».

صوّرنا المشاهد في أبو ظبي على مدى خمسة أيام، وهو أول تعاون يجمعنا على صعيد الكليب بعدما تعاونا سابقًا في إعلان ألبومها MJK. قررنا منذ عام تقريبًا تصوير الكليب وبدأنا التحضير، إلا أننا أجلنا التنفيذ بسبب إنجابي لابنتي، وكان ذلك لحسن حظنا لأننا غيّرنا فكرة الكليب وعدّلنا في مكان التصوير.

في أي قالب وضعت هيفا؟

في قالب «الأكشن» إنما في إطار عاطفي قويّ. تظهر هيفا شجاعة وقوية الإرادة وحساسة في آن، وتعتبر أن منزلها والرجل الذي تحب مرجعيتها الوحيدة. تملك هيفا خبرة واسعة ساعدتني في التنويع في صورتها، لذلك شعرت معها بتحدٍ لأنني أردت تقديمها بشكل مغاير. إلى جانب كونها إنسانة مفعمة بالحياة والحركة، تتميّز هيفا بمشاعرها الصادقة والمرهفة إلى درجة أنها بكت حقيقة أثناء تصوير أحد المشاهد ولم تكن تمثّل، فركّزت على هذه الصورة الصادقة في الكليب ولم أعدّل فيها.

 

ماذا عن كليب «حبايبي» لسيرين عبد النور؟

لم يكن من الوارد الابتعاد عن شخصيتها كممثلة، لذا قدمنا فكرة رومنسية تحكي قصة حب حصلت في جزيرة «سانتوريني» اليونانية، وتتمحور حول فتاة أغرمت برجل من المدينة ولكنها رفضت عرضه للزواج لأنه طلب منها ترك الجزيرة والانتقال إلى المدينة، فندمت لاحقًا وهنا تبدأ قصة الكليب.

هل من تعاون مع فنان عربي؟

سأصوّر كليبًا للطيفة التونسية في دبي قريبًا، وسنقدم فكرة فريدة من نوعها في الكليب تعالج موضوعًا دقيقًا، لن أدخل أكثر في التفاصيل.

تعاونت مع فنانين يتميزون بموهبة التمثيل، فكيف تتعاملين مع فنان جدّي بعيد عن هذا الجوّ؟

يدرك الفنانون الذين يقصدونني سلفًا في أي أطار سأضعهم. أما إذا طلب مني فنان معيّن عدم تقديمه في كليب يتطلب منه التمثيل، فسيستفزني لتقديم مشروعٍ مفاجئٍ للجمهور، لأن الفنان بطبعه كتلة إحساس بغضّ النظر عن شخصيته الجامدة أو الجديّة، فأسعى إلى استخراج ما وراء هذا الجمود من أحاسيس مخبأة.

هل من المعيب أن يعكس المخرج في أعماله صورة أعجبته في إعلان أو فيلم؟

 

طبعًا لا. يتأثر كل شخص بما يحيط به في مجتمعه وما يراه في إعلان أو فيلم، فكيف بالأحرى المخرج الذي يتابع كل ما يدور من حوله ليستوحي أفكاره، هذا ليس عيبًا لأن عالم الكليب يهدف إلى ترفيه الجمهور، لكن المعيب أن يكون عمله، مجرد عملية استنساخ لأعمال سواه بدل أن يستوحي من لوحة معينة فكرة مغايرة ليقدمها في قالب جديد. شخصيًا، أعتبر أنني أثبت نفسي وأصبحت في مرحلة يصفني فيها الناس بالمبدعة، وأتحمل مسؤولية هذه الصفة وأعمل انطلاقًا منها.

أيهما أصعب: التعامل مع فنان أو مع فنانة؟

للفنانة أولويات أكثر لأنها تعتمد على الإطلالة والأداء أكثر من خامة الصوت بينما يعتمد الفنان على قوة صوته ويسعى إلى إثبات نفسه من خلاله، لذلك يسلط المخرج الضوء على أولويات الفنانة كونها تشكل مجتمعة مفتاح نجاحها، ما يتعبه في التعامل معها أكثر من التعامل مع الفنان.

تقدمين  قصصًا درامية قصيرة في الكليب، فهل تطمحين إلى إخراج مسلسل درامي؟

نعم، إنما بشروط معينة. أتعمّق في أي مشروع أتحمّل مسؤوليته وأؤمن بأن فريق العمل هو أساس نجاحه وليس شخصًا واحدًا. فضلا عن أن الانطلاق في هذه الخطوة، يحمّلني مسؤولية تقديم ما يتوقع الجمهور مني بعدما حمّلني مسؤولية جائزة الـ «موركس دور»، لذلك لا يمكن الدخول في أي عمل، ما لم أتأكد من توافر الشروط المطلوبة لنجاحه.

هل تملك الدراما اللبنانية مؤهلات لتقديم عمل ناجح؟

طبعًا، لا ينقصنا شيء سواء في إطار التمثيل أو الإخراج أو الإنتاج لتسويق أعمالنا في الخارج.

تعتمد تركيا على الدراما لتسويق السياحة في بلادها، فلماذا لا تصورين أعمالك في لبنان لتسويق السياحة اللبنانية، خصوصًا أن الكليبات تعرض عبر الفضائيات؟

يشكل مكان التصوير خمسين في المئة من صورة الكليب، ونحن نختاره لسبب واضح. من الطبيعي أن نصور أغاني في لبنان رغم أن أماكن كثيرة تم تصويرها سابقًا، لكن لا مانع من تصويرها مجددًا بروحية مختلفة.

 

حكي عن تعاون سينمائي مع جورج خباز، فأين أصبح هذا المشروع؟

أؤمن بقدراته الفنية وأحب عمقه في معالجة المواضيع، ثم نصه حقيقي وقادر على دغدغة الأحاسيس في البكاء والضحك على السواء. بالنسبة إلى فيلم «ضو زغير» لم نجد التمويل اللازم لتصويره، فضلا عن أن لكل عمل توقيته المناسب ولم يحن بعد لنتعاون معًا.

ماذا عن I know who killed Rafic Hariri؟

فيلم وثائقي ودرامي في آن يتناول قصة حقيقية عن امرأة دخلت مصحًا عقليًا بسبب انهيار عصبي ألمّ بها وجعلها تدعي أنها تعرف من قتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. يُظهر الفيلم مدى تأثير الإعلام في حياة الناس والانطباع السلبي الذي يتركه في نفوسهم، ومن هؤلاء هذه المرأة المثقفة التي فقدت أعصابها من الوضع السياسي العام ومن أمور حدثت معها في الماضي. أنجزت تصوير حالتها النفسية وأنتظر المستجدات إلى حين أنجز المعالجة الدرامية في الفيلم لذلك لا توقيت محددًا بعد لإطلاقه.

back to top