زيارة الأمير لتركيا تدشن مرحلة جديدة من التعاون
27 اتفاقية تعاون بين البلدين والكويت الخامسة في استثمارات الأجانب بتركياشهدت العلاقات الكويتية - التركية محطات بارزة من التعاون والتطور السياسي
لا سيما خلال العقدين الأخيرين، ومن المرجح أن تشهد هذه العلاقات طفرة جديدة مع الزيارة المرتقبة لسمو الأمير إلى أنقرة أواخر الشهر الحالي.أعربت الجهات التركية الرسمية عن تفاؤلها بالنتائج المرتقبة للزيارة التي سيقوم بها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الى تركيا اواخر الشهر الحالي، مؤكدة انها ستدشن مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم بين البلدين في المجالات كافة.ويشير باحثون سياسيون في انقرة الى ان الجانب التركي يتطلع خلال زيارة صاحب السمو الى تفعيل هذا التعاون المؤطر في اتفاقيات ثنائية والى تحديث بعض هذه الاتفاقيات لمواكبة تطور العلاقات بين البلدين والتي مرت منذ نشأتها قبل حوالي 44 سنة بمحطات بارزة.ففي مقابل العلاقات التي بقيت على وتيرة واحدة طوال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي من دون ان تتطور تبدل الوضع في التسعينيات اذ شهدت العلاقات تطورا غير مسبوق في اعقاب تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي في عام 1991 وعودة الشرعية الكويتية مع الاعتراف الدولي بسيادة الكويت واستقلالها.وما عزز هذا التطور هو موقف للقيادة التركية التي نددت بالغزو العراقي للكويت كما ساهمت مع قوى التحالف الدولي في تحرير البلاد من نير الاحتلال العراقي في عام 1991. وعرفانا من الكويت بهذا الموقف المشرف حرصت القيادة السياسية الكويتية على اقامة علاقات متميزة مع تركيا في المجالات المتبادلة سياسيا واقتصاديا وتجاريا وثقافيا وسياحيا وطبيا وفي الطاقة والنقل والدفاع والامن والاعلام.وخطت الكويت نحو توقيع اتفاقية للتعاون القانوني والقضائي في عام 1997 واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي واخرى للتعاون التجاري واتفاقية تعاون بين المقاولين في العام نفسه.وتوج عام 1998 بتوقيع اتفاقية تعاون بين غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد الغرف التجارية والصناعية التركية وهي الاتفاقية التي ساهمت في تشجيع القطاع الخاص الكويتي على دخول السوق التركية واقامة مشاريع مشتركة مع القطاع الخاص التركي.وبلغت حصيلة الاتفاقيات التي وقعتها دولة الكويت مع تركيا حتى الان 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم كان ابرزها سبع اتفاقيات ابرمت خلال زيارة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد لتركيا في مارس من عام 2008 في زيارة هي الاولى من نوعها لهذا البلد منذ تولي سموه مقاليد الحكم في عام 2006.وشملت هذه الاتفاقيات مجالات عدة من بينها اتفاقية التعاون الاقتصادي واتفاقية التعاون العلمي الفني واتفاقية تشكيل لجنة عليا مشتركة للتعاون بين الكويت وتركيا وهي اللجنة التي ستعقد دورتها الاولى في الكويت العام المقبل برئاسة وزيري خارجية البلدين علاوة على اتفاقية التعاون في المجال الصحي واخرى في مجال تبادل الايدي العاملة.واستمرت المشاورات بين البلدين لرفع مستوى العلاقات العسكرية بين جيشيهما وتكللت في عام 2009 بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تبادل الخبرات والتدريب والتعليم العسكري واجراء المناورات.ويعتبر عهد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد هو الابرز على صعيد اتفاقيات التعاون المبرمة مع تركيا اذ بلغ عددها في عهد سموه حتى الان 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم تركزت على تقوية العلاقات في المجالات التي كان التعاون فيها محدودا.واظهرت البيانات الرسمية التركية لعام 2013 ان المواطنين الكويتيين من الاوائل عربيا والاعلى نسبة بين الجنسيات الاخرى في تملك العقارات بكافة أنواعها خصوصا في المناطق المشهورة سياحيا اذ أتوا في المرتبة الخامسة من حيث عدد العقارات المستملكة من الأجانب في تركيا.كما تظهر هذه البيانات زيادة مطردة في اعداد السياح والمصطافين الكويتيين في تركيا خلال السنوات الاخيرة حيث تجاوز العدد حوالي 60 الفا في العام الماضي مع توقعات بأن يصل الى 100 الف في غضون عامين.