الخالد: اتزان السياسة الخارجية حصّن البلاد من تأثيرات المشهد العربي القائم
ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد كلمة في مؤتمر البعثات الدبلوماسية رفع في مستهلها، بالنيابة عن منتسبي وزارة الخارجية، الى سمو الامير صادق مشاعر العرفان والامتنان والتقدير لمباركة سموه للمؤتمر.وقال الخالد مخاطبا سمو الأمير: «بناتكم وابناؤكم المجتمعون اليوم يتوجهون الى سموكم بطلب سديد توجيهاتكم وحكيم تعليماتكم، وكما عودتموهم دائما، وذلك من اجل استمرار مسيرة العمل الدبلوماسي الكويتي التي سارت دوما تحت ظلكم الوارف واستهدت بهديكم المبارك فكان لها هذا التميز والرفعة المشهودان، فالسياسة الخارجية التي ارسيتم دعائمها منذ اوائل ستينيات القرن الماضي ورسختم مبادئها طيلة تلك العقود قد وضعت الكويت في مكانتها المرموقة اقليميا ودوليا، حيث بات تفاعلها الايجابي والبناء مع قضايا البشرية ومشاغلها سمة اساسية لمنهجها النبيل، ما كان له بصمة مشهودة في الجهود الدولية الخيرة الساعية الى امن واستقرار ورخاء شعوب المعمورة».
وأضاف: «منذ مؤتمرنا الأخير عام 2008 الذي بورك برعايتكم العزيزة شهد العالم الكثير من التطورات والمتغيرات المتسارعة واجهها بناتكم وابناؤكم وبعثات سموكم في الخارج، باعتبارهم خط الدفاع الاول عن امن الوطن وكيانه بكل اليقظة والحذر رصدا وتشخيصا وتحليلا لمجرياتها وانعكاساتها على امن بلادنا واستقرارها». واعتبر وزير الخارجية أن الحفاظ على امن الكويت واستقرارها والعمل الدائب على نمائها وازدهارها «هو رائدنا في عملنا الدبلوماسي وهو عهد والتزام ثابت بتوجيهات سموكم السديدة الهادفة الى توطيد منظومة روابط الكويت الخارجية وتقوية نسيج شبكة علاقاتها الدبلوماسية»، مبيناً أن «الفترة التالية لعقد مؤتمرنا السابق عام 2008 شهدت تأسيس 22 بعثة دبلوماسية كويتية، بحيث اصبح اجمالي عدد البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج 98 بعثة دبلوماسية غطت العديد من مناطق العالم الهامة، كما استقبلت البلاد 30 بعثة دبلوماسية ومكتبا تمثيليا، بحيث اصبح اجمالي عدد البعثات والمكاتب والمنظمات الدولية والاقليمية المعتمدة لدى الدولة 124 بعثة، مما يدلل جليا على ما تمثله الكويت من اهمية اقليمية ودولية».ولفت إلى أنه «مواكبة لهذا التطور الكمي والنوعي قامت الوزارة خلال تلك الفترة بتعيين 193 دبلوماسيا وباحثة سياسية اتموا البرامج الاكاديمية والدورات التدريبية، كما سيتم تخريج 89 دبلوماسيا وباحثة سياسية الاسبوع المقبل ليشاركوا اخواتهم واخوانهم في تحمل مسؤوليات العمل الدبلوماسي في ادارات الوزارة وبعثاتها في الخارج». زخم دبلوماسيوأشار الخالد الى انه «مواصلة لزخم الدبلوماسية الكويتية وحيويتها وتعزيزا لحضورها العربي والاقليمي والدولي، استضافت البلاد خلال الفترة اللاحقة لمؤتمرنا الدبلوماسي السادس عددا من القمم والمؤتمرات والمنتديات المحورية، كالقمة العربية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية الاولى ومؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي، والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى حوار التعاون الاسيوي، فضلاً عن منتدى المستقبل الثامن بمشاركة الدول الصناعية الثماني الكبرى (جي8) والمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لإعمار وتنمية شرق السودان، واخرها المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية الذي حقق النتائج المرجوة من انعقاده وحظي بتقدير دولي كبير».ورأى الخالد ان «اتزان السياسة الخارجية واعتدالها وسعيها الدائم للارتقاء بالمضامين الانسانية الخيرة والسمو بالاعراف والمبادئ النبيلة والمستندة وطنيا على قاعدة صلبة من الامن والحرية والديمقراطية والعدل والرخاء ورشاد الحكم قد حصن البلاد من اي تاثيرات وخيمة حملها وما زال يحملها المشهد العربي القائم فكما عبرتم سموكم رعاكم الله بان ما ننعم به من رخاء واستقرار جعلنا نعيش ربيعا دائما».وبيَّن أن هذا المؤتمر يمثل مناسبة سانحة لتجديد الدبلوماسيين الكويتيين فروض الولاء والطاعة للالتزام بتوجيهات سمو الأمير السديدة، خدمة للكويت ودفاعا عن مصالحها واعلاء لشانها في جميع المحافل الدولية. وقد شهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة علي الراشد، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ورئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ محمد الخالد وكبار المسؤولين بالدولة.