صراع النجوم على أفيشات الأفلام... حروب طاحنة

نشر في 22-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 22-02-2013 | 00:01
صراع النجوم على الظهور في الأفيشات إحدى السمات المميزة لأفلام هذا الموسم، فمن الذي يحدد مكان هؤلاء على الأفيش، المنتج أم النجم؟ على أي أساس يتم ذلك؟ هل تؤدي الأقدمية دورًا في ترتيب الأسماء أم النجومية والأجر؟ هل يحق للممثل الاعتراض على عدم ظهوره على الأفيش؟
 بمجرد طرح أفيش فيلم «على جثتي» الذي يتصدره النجم أحمد حلمي، تردّد أن الفنانة غادة عادل غاضبة لعدم ظهورها فيه ولأن حلمي انفرد فيه كونه شارك في الإنتاج، إلا أن غادة، رغم اعترافها بأنها كانت تتمنى تقديرها أدبيًا، نفت تأثير ذلك على صداقتها بحلمي.

تعاني الفنانة رانيا يوسف «ظلمًا شديدًا»، على حد تعبيرها، من القيمين على فيلم «هو في كده»  بعد اختزال مشاهدها لصالح الوجه الجديد روان فؤاد التي ظهرت في الأفيش على أنها البطلة، وقد سبق ليوسف أن عانت المشكلة نفسها في فيلم «ريكلام» الذي طُرح باسم غادة عبد الرازق، واعتُبرت رانيا نجمة ثانية، ما أثار غضبها أيضًا.

أعلى الإيرادات

يؤكد المخرج علي إدريس أنه لا يتدخل في ترتيب الأسماء على الأفيشات، ويترك الأمر  للمنتج الذي يحدد الأسماء  وفق النجم الذي يحقق له أعلى الإيرادات، ويقرر ما إذا كان سيظهر في الأفيش نجم واحد أو أكثر.

بدوره يقول المنتج هاني ويليام إن النجومية أهم ما يستند إليه عند اختيار النجوم الذين يظهرون في الأفيش وفي مقدمة التتر، إلى جانب العقود التي يوقعها معهم، «لكني لا أكتب ذلك تفصيلا في العقد، كي لا  يجبرني فنان على وضع معين قد لا يرضيني ويمنعني من تنفيذ ما أراه صحيحًا من وجهة نظري الإنتاجية»، موضحًا  أن الأفيش مجرد التزام أدبي بين المنتج والفنان الذي بإمكانه الاعتراض عليه لكن من دون فائدة.  

أما المنتج ممدوح الليثي فيرى أن ظهور النجوم على الأفيشات يتدرج حسب القيمة الفنية والجماهيرية لهم، يقول: «غالبًا يظهر نجوم الدرجة الأولى في الأفيش ويأتي بعدهم ممثلون من الدرجة  الثانية وربما الثالثة، هكذا يتم التدرّح وفقًا لرؤية المنتج والمخرج معًا».

يضيف: «ثمة حالات يعترض فيها الفنان على حجم ظهوره على الأفيش، «وهو العيب الوحيد لدى النجوم، لأن كل واحد منهم يبالغ في تقييم ذاته معتقدًا أنه صاحب قيمة كبيرة، عكس الواقع، وهنا تحدث صدامات، لكن مهما جرى يستحيل حذف أفيش وإعادة تصميمه، وقد يحاول فريق العمل إرضاء الفنان المعترض بلصق صورة له بحجم معين على الأفيش».

أساسيات ورموز

تعتبر إيمان خليل، المدير التنفيذي لشركة «إيمدج للإنتاج الإعلامي»، أن ظهور نجوم الفيلم، تحديدًا البطل والبطلة، من الأساسيات التي تطلبها من مصمم الأفيش، أما بقية الممثلين فيظهرون حسب أهمية دورهم وتأثيرهم في الأحداث.

تستشهد خليل بأفيش فيلم «حظ سعيد» الذي أشرفت على تصميمه، وتقول: «كان من المنطقي ظهور أحمد عيد ومي كساب لأنهما البطلان الأساسيان في العمل، ذلك أن فكرة الفيلم تتمحور حول  شاب وخطيبته غير مهتمين بالبلد وما يحدث فيها، وفي المقابل يظهر نموذجان من الشباب الثوري تمثلا بأحمد صفوت والوجه الجديد غرام، وأمامهم جميعًا الكرسي الذي يرمز إلى السُلطة التي يتصارع حولها كثيرون»، مشيرة إلى أن المصمم يقرأ السيناريو كاملا للوقوف على أهم النقاط والتفاصيل الواجب عرضها في الأفيش عبر صور ترمز إليها .

من جهتها ترى الناقدة ماجدة خير الله أن النجم يشارك جهة الإنتاج الرأي في الأفيش إذا كان ذا قيمة فنية كبيرة، أما التتر فيحدده المنتج مع المخرج.

تضيف أن النجومية والأجر الأعلى يحددان اختيار نجوم الأفيش، «يستحوذ النجم الذي يباع باسمه الفيلم على الأفيش أو يتقاسمه مع نجم آخر قد يساويه في المكانة، وفي بعض الحالات توضع صور بقية النجوم، مثلما حدث في أفيش فيلم «ساعة ونص»، لأن الممثلين فيه يتساوون في النجومية، ولا يمكننا اعتبار أحدهم بطلا على حساب الآخرين، كون الفيلم يعرض قصصًا متنوعة».

تشير خير الله إلى أنه من حق أي ممثل الاعتراض على حجم اسمه ومكانه في الأفيش، لكن لن تُستجب طلباته إلا إذا كانت له أهمية وشأن فني، خلاف ذلك سيُعتبر راغبًا في الشهرة بأي وسيلة.

تلفت إلى أن قيمة الفنان تتحدّد وفقًا لعمره الفني ومدى مساهمته فيه، ومحبيه الذين سيشاهدون الفيلم لأجله، «كل هذه الأمور تعطي للنجم مكانة مادية وأدبية كبيرة، منها ظهوره على الأفيش والأجر الذي يحصل عليه بل وقد يفرض شروطه، لكن إذا كان النجوم المشاركون في العمل من المستوى نفسه كما هي الحال في فيلم «هو في كده»، تصنع جهة الإنتاج الشكليات بمفردها من دون اشتراك النجم والاستماع إلى رأيه، وعلى كل فنان أن يعي ذلك ولا يتقدّم بشكوى إلى نقابة الممثلين».

إمام والشريف

يذكر الناقد نادر عدلي أنه قديمًا كان الأفيش من اختصاص المنتج، ولكن بعد ارتفاع الأجور أصبحت الكلمة العليا للنجم وحده، وقد يتم إلغاء أفيش وتصميم غيره إذا لم ينل إعجابه، مشيرًا إلى أن النجم عادل إمام أول من بدأ ظاهرة الاكتفاء بوضع صورة النجم من دون أسماء بقية الممثلين المشاركين، وهو أمر مستحدث على الوسط الفني، فيما كان يستحيل في الماضي طرح أفيش فيلم من دون أسماء نجومه.

يروى عدلي واقعة شهيرة للنجم نور الشريف الذي سُئل مرة عن الاسم الذي قد يوافق على كتابته قبل اسمه، فقال: «من يأخذ أجرًا أكبر مني يسبقني»، وهو الآن يشارك الشباب في أفلام ولا يمانع أن يسبقوه أو يتساووا معه في الظهور، في المقابل رفض هاني رمزي الذي شارك النجم كمال الشناوي في بطولة فيلم «ظاظا»، أن يسبق اسمه اسم الشناوي لقيمته وتاريخه الفني الكبير، وبالفعل حدث ذلك في التتر.

يضيف عدلي: «من حق الفنان الاعتراض على حجم ظهوره في الأفيش والتترات إذا كان ذلك مدرجًا  في العقد الذي أُبرم ويفيد بأنه سيكون رقم واحد في التتر، وغالبًا لا تحدث مشكلات مع نجوم الدرجة الثانية لأنهم يعلمون أن مكانتهم متساوية، ولا يرغبون في افتعال مشاكل مع منتج قد يطلبهم في أعمال جديدة، فيحاولون إرضاءه إلى أقصى درجة».

back to top