نداء للجميع... الكويتيون ليسوا هكذا!

نشر في 04-05-2013
آخر تحديث 04-05-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي يحل علينا بعد شهرين من الآن شهر رمضان المبارك الذي ترتبط معه كثير من المسلسلات التلفزيونية التي ينتظرها كثير من المتابعين سواء كانوا داخل الكويت أو خارجها.

والغريب في الأمر أن أغلب المسلسلات الكويتية التي تعرض في رمضان إن لم تكن جميعها تدور حول أفكار متشابهة، وإن اختلفت السيناريوهات، فهي غالباً ما تصور المواطن الكويتي بأنه تاجر ومليونير ويسكن في بيت ربما لم يسكنه أشهر ملوك الأرض، ودائماً ما نشاهد بطل المسلسل يمتلك شركات ومؤسسات يرأس مجالس إداراتها ويركب أفخم السيارات، ثم تحدث اختلاسات وسرقات داخل هذه الشركات يكتشف فيما بعد أن مدبريها هم أشقاء عادة ما يكونون أبناء رئيس الشركة، لتبدأ بعدها مسيرة الخصومة والتناحر وتدبير المكائد فيما بينهم، وكل منهم يحاول الوقيعة بشقيقه!

ثم تتطور الأمور بينهم لتبدأ مشاهد الضرب والعنف والشتم بأبشع الألفاظ مع صراخ الزوجات والأبناء وارتفاع العويل ثم مشاهد دخولهم المستشفى من جراء تأثرهم بهذا الشجار و... و... و... إلخ. من المشاهد التي تتكرر هي نفسها في كل مسلسل كويتي رمضاني.

وبعد كل ذلك نتساءل: لماذا ينظر غيرنا من شعوب العالم إلينا نظرة الحسد؟ ولماذا يعتبرون الإنسان الكويتي كأنه "بنك" متنقل مليء بالأموال والمجوهرات الثمينة؟!

إنني من خلال هذا المقال وكوني مواطناً كويتياً حالي كحال عامة الشعب لا أمتلك شركة ولست مليونيراً، فإنني أوجه نداءً لشعوب العالم أجمع من الذين يتابعون المسلسلات الكويتية الرمضانية بأن السواد الأعظم من الكويتيين ليسوا كما تشاهدونهم في مسلسلاتنا الرمضانية، فهم لا يمتلكون شركات ولا يسكنون في منازل كالقصور، ولا يمشون مشية المتغطرسين كما يمشيها أبطال مسلسلاتنا الكويتية، ولا يركبون جميعهم سيارات فخمة!

بل على العكس من ذلك، فكثير من الكويتيين يعانون الأقساط الشهرية التي تأخذ أغلب رواتبهم، كما أنهم يعانون كثيراً من ارتفاع الأسعار، وكثير منهم لا يقدر حتى على تأجير شقة له ولعائلته بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات عندنا في الكويت.

لقد عكست مسلسلاتنا الكويتية مع الأسف الشديد صورة غير مطابقة لواقع أغلبية الشعب الكويتي وصورتهم بأنهم "طلابة مشاكل"، كما أنها نشرت قيماً غير أخلاقية من خلال مشاهد العنف الجسدي واللفظي بين الأشقاء والأقارب... ولهذا أقول للعالم بملء الفم: الكويتيون ليسوا هكذا.

back to top