جبلا بيتون بصمة بارزة على ساحل سانت لوسيا
اجتهد الكتاب في إيجاد الكلمات المناسبة لوصف جبلي بيتون على الساحل الجنوب الغربي من جزيرة سانت لوسيا. فقد سمى ديريك ولكوت، شاعر سانت لوسيا الحائز جائزة نوبل، هاتين القمتين التوأم «القرنين». أما أوبرا ونفري، فأعلنت أنهما من أبرز الأماكن الخمسة الأهم حول العالم التي يجب زيارتها.
يرتفع جبل بيتون الكبير 771 متراً وبيتون الصغير 743 متراً فوق مياه البحر الكاريبي الخضراء الداكنة في خليج بيتون. وتكتسي حممهما وصخورهما اليوم برداء من النباتات.تنتشر صورهما في كل مكان، فتراهما على القمصان والبطاقات البريدية والماركات المحلية، ويُعتبران من ضمن أبرز الصخور التي تُلتقط صورها في الجزيرة، لذلك تكون رحلتك إلى سانت لوسيا ناقصة إن لم تتسنَّ لك فرصة زيارتهما وإن من بعيد.
يبلغ قطر قاعدة جبل بيتون الكبير ثلاثة كيلومترات والصغير كيلومتر ويربط جسر بين القمتين الشديدتي الانحدار. يُعتقد أنهما بقايا فوهتين بركانيتين من كالديرا كواليبو (معلم بركاني شبيه بالمرجل)، الذي تكوّن قبل 32 ألف إلى 39 ألف سنة.يشكل جبلا بيتون جزءاً من مجموعة بركانية يدعوها علماء الجيولوجيا مركز سوفريير البركاني، وهو بقايا بركان طبقي أكبر حجماً انهار منذ زمن. الجبلان قلبا قبتين من الحمم تآكلتا بفعل عوامل الطبيعة على أطراف البركان، وما زالا يتمتعان بخصائص بركانية عدة.تكثر في جبلي بيتون الغابات الرطبة المدارية، مع بقع تغطيها الغابات الجافة قرب الساحل وعلى الجروف الشديدة الانحدار. وتكسو القمتين غابات الإلفن الرطبة، فيما يتميز الجبلان بغابات طبيعية صغيرة لم تصلها يد الإنسان بسبب انحدار الأرض الشديد، وقد سجّل الباحثون ما لا يقل عن 148 نوعاً من النباتات على بيتون الأكبر و97 نوعاً على بيتون الأصغر.إذا رغبت، تستطيع تسلق الجبلين، إلا أن المهمة لن تكون سهلة بسبب شدة انحدارهما، فتحتاج بين أربع إلى ست ساعات صعوداً وما يماثلها نزولا. كذلك تحتاج إلى دليل سياحي محلي ليرشدك إلى الطريق. ويمكنك طلب مساعدة المرشدين في مركز الزوار في Ford Gens Libre على المنحدر الجنوبي لبيتون الكبير. تخال من بعيد أن القمتين ترتفعان جنباً إلى جنب، لكن تقترب منهما فتُلاحظ أن المسافة بينهما حوالى أربعة كيلومترات.تقع بلدة سوفريير في خليجٍ شمالي بيتون الصغير. أما بيتون الكبير، فيقع إلى الجنوب.أُدرج هذان الجبلان، فضلا عن نحو ثلاثة آلاف هكتار من الأراضي والمساحات المائية المحيطة بهما، على لائحة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة. لمزيد من المعلومات، زُر موقع http://whc.unesco.org/en/list/1161. تضم المنطقة أيضاً بعض أفخر المنتجعات في الجزيرة، ويتألف عدد منها من ثلاثة جدران كي لا يحجب عن زواره المناظر الخلابة، ومن بينها منتجعات Jade Mountain، Jalousie Plantation، Ladera، وLe Chastanet.سوفريير البحريةلا يقتصر جمال سانت لوسيا وطبيعتها الرائعة الشديدة الانحدار على ما تراه فوق سطح الماء، فتُعتبر الجزيرة موطن أحد أنظمة الأحياد الأفضل والأكثر تنوعاً في العالم. يصادف الغطاسون أكثر من 300 نوع من الأسماك و50 نوعاً من المرجان في مياهها. أما السلحفاة خطافية المنقار فتراها على الشاطئ، وقبالته تشاهد أسماك قرش الحوت وحيتان بايلوت.يتراوح مجال الرؤية تحت الماء بين ستة أمتار و60 متراً، وحرارة الماء بين 26 و30 درجة مئوية. يقع أحد أفضل مواقع الغطس عند قاعدة الجبلين، فتُعتبر «منطقة إدارة سوفريير البحرية» أحد أنجح المنتزهات المائية في البحر الكاريبي. أسست مجموعة من الصيادين المحليين ومالكي الأراضي ومشغلي الألعاب المائية هذا المنتزه عام 1995، وهو يمتد على مسافة 12 كيلومتراً تقريباً من الخط الساحلي بين منطقتَي Anse Jambon إلى الشمال و Anse Ivrogneإلى الجنوب. ويمتاز هذا المنتزه برصيف قاري شديد الانحدار، أحياد، جلاميد صخرية، وسهول رملية. وتشكل الأحياد المرجانية نحو 60% من مساحته البحرية.أُقيمت هذه المحمية للحفاظ على الأحياد وتعزيز الإدارة المستدامة بطريقة تتيح للصيادين المحليين متابعة الصيد. وتشمل الموقعين الممتازين لتأمل الحياة البحرية Anse Cochon وحيدAnse Chastanet . يُعتبر الأخير الأقرب إلى جبلَي بيتون ويضم الحياة البحرية الأجمل في سانت لوسيا، ويقع على مقربة من منتجع Le Chastanet الذي يمتاز برماله البركانية السوداء.يمكنك بلوغ الجزء الضحل من الحيد من الشاطئ، يقع على عمق متر ونصف المتر إلى خمسة أمتار تحت الماء، ويفضي إلى حوالى 42 متراً من الجدران المرجانية المميزة ممتداً إلى مسافة قريبة من مرفأ سوفريير.يحتوي الحيد على كثير من مرجان المخ والمرجان الطري والمروحي والإسفنج، فضلاً عن 150 نوعاً من الأسماك. يعشقه المصورون بسبب وفرة حياته البحرية وغنى ألوانها. كذلك يسهل عليهم التقاط صور المرجان في المياه الصافية حيث أسماك البوق والسلاحف العملاقة.لا شك في أن الحدائق المرجانية عند قاعدة حبل بيتون الكبير مميزة جدّاً، لكننا تأملنا الحياة البحرية في المياه عند قاعدة جبل بيتون الصغير وقرب شاطئ الرمل الأبيض، الذي يُعرف بشاطئ السكّر في منتجع Jalousie Plantation. استُقدم الرمل من غويانا واستُخدم لتغطية الرمل البركاني الأسود. الشواطئ كافة في سانت لوسيا مفتوحة أمام العموم. كذلك تقدّم شركةScuba St. Lucia للغطس رحلات حول جبلَي بيتون.جزيرة خضراءسانت لوسيا الشبيهة بحبة الأفوكادو، التي كانت في الماضي أرض حيوانات الإغوانا، جزيرة خضراء غضة لا تزال في طور النمو. يضم قلبها غابات مطيرة تزخر بالحياة البرية وقمماً جبلية يصل ارتفاعها إلى ألف متر تقريباً. ويقتصر النمو الحضاري فيها على الساحل، حيث تمتد الطرق ببطء وتلتف.تشكّل سانت لوسيا مقصد العرسان في شهر العسل، والسياح الذين يجدون في منتجعاتها الفاخرة كل ما يرغبون فيه. لكن ثقافة الشاطئ لم تسيطر على هذه الجزيرة، على غرار كثير من جزر الكاريبي، فلا تزال تحتفظ بطابعها الريفي، خصوصاً مزارع الموز وجوز الهند، علماً أنها كانت في الماضي جزيرة منتجة لقصب السكّر.كان فرانسوا لو كليرك، قرصان فرنسي بساق خشبية عاش في القرن الخامس عشر، أول المستوطنين الأوروبيين في الجزيرة. تمتاز سانت لوسيا بغنى تاريخها، وكانت ساحة معارك كثيرة بين إنكلترا وفرنسا اللتين تنازعتا ملكيتها نحو 14 مرة لتفوز في النهاية إنكلترا عام 1814. في عام 1979، أصبحت سانت لوسيا دولة مستقلة تابعة للكومنولث البريطاني، والإنكليزية هي اللغة الرسمية، مع أن تأثير الفرنسية أكبر.يتألف 13% من الجزيرة من غابات مطيرة محمية تضم أكثر من 32 كيلومتراً من دروب الأدغال، الشلالات المخبأة، والخصائص البركانية، بما فيها الوحول الحارة وفوهات البخار.تبلغ مساحة محمية غابة سانت لوسيا 7600 هكتار تقريباً، وهي موطن ببغاء سانت لوسيا المهدد بالانقراض.تنظم دائرة الغابات والأراضي في سانت لوسيا رحلات في الغابات المطيرة يقودها مرشدون سياحيون، ويُعتبر درب تيت بول الطبيعي الأفضل (www.tetpaulnaturetrail.com). للحصول على معلومات إضافية عن الغابات المطيرة، زر موقع www.stlucia.org/activity/rainforest.asp.كذلك تقدّم مؤسسة St. Lucia Trust (758- 452- 5005 أو www.slunatust.org) رحلات في الغابات المطيرة يقودها مرشدون. وتستطيع قيادة السيارة إلى بركان ترى فيه الوحول الحارة والتشققات التي تخرج منها الغازات الكبريتية قرب منطقة Castries.في خليج Pretty Marigot صُوِّر فيلم «دكتور دوليتل» الأصلي من بطولة ريكس هاريسون. أما خليج رودني في طرف الجزيرة الشمالي الغربي، فقد تحوّل إلى مقصد للسياح من محبي الرياضات المائية.تشتهر منطقة Anse la Raye بحفلات أكل السمك والرقص ليلة الجمعة، وتنظم قرية دينيري على الساحل الشرقي حفلات مماثلة أيام السبت.تقدم شركتان قرب سوفريير جولات سياحية، هما Soufriere EstateوMorne Coubaril، وتتوافر في سانت لوسيا أيضاً حدائق وشلالات وحمامات وحل.يغطي منتزه Pigeon Island الوطني مساحة 16 هكتاراً، ويضم شاطئين وبقايا حامية عسكرية بحرية تعود إلى القرن الثامن عشر، فضلاً عن حصن بريطاني.للحصول على مزيد من المعلومات، اتصل بمكتب السفر في الجزيرة على الرقم 212- 867- 2950 أو زر الموقع الإلكتروني www.stlucianow.com.يمكنك أيضاً الحصول على معلومات من جمعية الفنادق والسياحة في سانت لوسيا بالاتصال على الرقم 758- 452- 5979 أو 758- 453- 1811 أو زيارة الموقع الإلكتروني www.slhta.org.