فاطمة آل عمرو: أتمنى أن أستحق لقب «أغاثا كريستي السعودية»

نشر في 06-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2013 | 00:01
أصدرت الكاتبة السعودية فاطمة ال عمرو رواية «اغتيال صحافية» عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وهي أول رواية بوليسية سعودية. ميزة هذه الروائية أنها تغني خارج سرب الروايات السعودية التي باتت معروفة بتوجهها ومضامينها، وتسعى الروائية مستقبلاً إلى تقديم {سلسلة بوليسيات 1} أول سلسلة بوليسية محلية وهي أول سلسلة على مستوى السعودية تتحدث عن جرائم القتل، وتضم 10 قصص تتحدث عن مختلف الجرائم ويغلب على بعضها الطابع البوليسي. «الجريدة» حاورتها في هذا الشأن.
هل في روايتك {اغتيال صحافية} ملامح من الواقع أم كلها من نسج الخيال؟

تتحدث روايتي عن واقع الصحافة النسائية والمؤسسات الإعلامية في المملكة لكن بقالب بوليسي، وتتناول قصصاً متفرقة لشخصيات تعمل في الوسط الإعلامي، وتنقل كواليسه وواقع الإعلامية السعودية، والمكائد والمؤامرات التي قد تتعرّض لها من المجتمع والمؤسسات الإعلامية والسلطة، إضافة إلى مشاكل الصحافيات مع بعضهن البعض داخل المؤسسات، والعلاقة مع أصحاب العمل والمفسدين... أنوه في هذا المجال بأن التنوع في الرواية مطلوب.

ألا تسيء روايتك إلى المؤسسات الصحافية؟

 لا، فهي ليست مجرد رواية تتحدث عن واقع العمل النسائي في بعض المؤسسات، كما يتردد، بل فيها حبكة وخيال، ومع أن ثمة تشابهاً في بعض الشخصيات، لكنها بعيدة عن الواقع.

هل لروايتك علاقة بمهنتك في مجال الصحافة؟

طبعاً، تتحدث عن كواليس العمل الصحافي وعن حياة المرأة الصحافية في مجتمع محافظ، يرفض وجودها في ميدان العمل، فوجدت أفكاراً تستحق أن أبرزها في عمل روائي يلائمه الطابع البوليسي، فكانت تجربتي الأولى التي أتمنى أن تكون مدخلاً إلى الهدف المنشود، ولا أخفي أنني كتبت عن المجتمع الصحافي أو الإعلامي تحديداً، وهو الوسط الذي عملت فيه، وأعرف جيداً ما يدور في كواليسه، لذا لا أحتاج إلى دافع استثنائي للمضي قدماً في الموضوع.

لماذا اطلقت على نفسك لقب «أغاثا كريستي السعودية»، أليس من المبكر حمل الألقاب، وبماذا تشبهين أغاثا كريستي؟

لم أطلق على نفسيى لقب أغاثا كريستي على الإطلاق، إنما وضعت إحدى المجلات عنواناً بعيداً عن ردي على سؤال طرحته علي: هل يُسعدني هذا اللقب بعدما صار الجميع ينادونني {آغاثا كريستي السعودية}، وكانت المفاجأة عندما أعلن هذا اللقب على الهواء مباشرة في إذاعة المملكة، إذ قلت: أتمنى أن أستحقه يوماً ما، ولن استحقه إلا بعد أن أضع بصمتي في هذا المجال.

 من يقرأ روايتي سيفهم ما أقصد، وقد استغرقت في كتابتها خمس سنوات ونصف السنة؛ لتكون أول رواية بوليسية سعودية، وتعتبر تجربة جديدة في المملكة وخطاً جديداً للنقاد، لا أن أكون نسخة طبق الأصل من شخصية أخرى، فكل كاتب يُمثل نفسه، وأنا في طور تأسيس الأدب البوليسي سعودياًً، في وقت ندر فيه وجود كتاب بوليسيين، وتهميش هذا الأدب في المملكة.

برأيك هل ثمة رواية بوليسية عربية، وفي أي الروايات تجدين ملامح رواية بوليسية عربية؟

طبعاً توجد روايات بوليسية عربية، لكننا مقصّرون في هذا الأدب المفقود في عصرنا الحالي، اقرأ للكاتب المصري نبيل فاروق والأديب نجيب محفوظ في مجموعته {الجريمة} التي اخذت طابعاً بوليسياً، وقد تأثرت بكتابات رواد الرواية البوليسية من بينهم: أغاثا كريستي، وآرثر دويل، وتابعت المسلسل الأميركي المفتش Columbo للممثل بيتر فولك . أما الرواية البوليسية في المملكة فهي مفقودة وأسعى إلى تأسيسها.

هل غياب الرواية البوليسية يرتبط بغياب المدينة العربية الحقيقة؟

القارئ هو الناقد الحقيقي للرواية العربية الحالية، وأنا مع مقولة: {يجب على الكُتاب المزج بين الواقع والذات المبدعة}، أي أن يكتبوا إبداعاً من أجل الإبداع.

هل فاجأت الرأي العام بإصدار رواية بوليسية سعودية في وقت اعتاد الجمهور والنقاد الروايات السعودية المتمحورة حول الممنوعات وكواليس النساء وأمور التابو؟

استغرب الجميع لأني كنتُ السباقة سعودياً، ككاتبة بوليسية سبقت الجيلين القديم والجديد، ولله الحمد حصدت أعلى نسبة مبيعات، وقد أثارت الرواية تساؤلات أثناء المعرض الدولي للكتاب في الرياض، حتى أنهم احتجوا على عنوان روايتي وروايات أخرى، ولم يتم الإعلان عنها، ومنع بعض القنوات من عرضها أثناء مشاركتي في المعرض.

 المجتمع السعودي بخصوصيته وتميزه، يرفض كل سلوكٍ مُشين، وكل عملٍ إجرامي، لذا أثقُ بأنه يدعم كل بنانٍ معينٍ للأمن، وكل توجه منبه لخلل، وأعتقد أنه يقبل روايتي.

 لا ننسى أن الجرائم التي يشهدها العالم وتقشعر لها الأبدان، ربما كانت منفذة من النواعم، وربما كانت عناصر التحري من الشرطيات، فما الذي يمنع النواعم من منازلة الرجال في كتابة الرواية البوليسية؟ والتفوق عليهم في بعض الأحيان؟

برأيك هل خفت بريق الروايات السعودية بعد الضجيج والمنع ووصول بعضهن إلى الأكثر مبيعا، وكتابة بعضهن الآخر بأسماء مستعارة، وهل استنفدت هذه الظاهرة وعاد الأدب إلى الهدوء؟

كل ممنوع مرغوب في مجتمع محافظ.

في روايتها {اغتيال صحافية}، تختار السعودية فاطمة آل عمرو حكاية من صميم الواقع لتُعالجها في سياق بوليسي. وعلى طريقة أغاثا كريستي تسرد الكاتبة حكايات تُنسج خيوطها في كواليس العمل الصحافي، من خلال قصّة صحافية تُقتَل اعتقاداً من المجرمين الذين قتلوها بأنّ السرّ الذي كشفته سيُدفن معها أيضاً.

لكنّ الصحافية الجريئة سندس تصرّ على أن تكتشف سرّ مقتل زميلتها والمضي في سبيل كشف الحقيقة. وسندس هي الابنة الوحيدة لوالدتها التي حرصت على رعايتها بعد وفاة والدها إلى أن أصبحت صحافية ناجحة، هدفها تصحيح ما ينبغي تصحيحه والمساهمة في حلّ مشاكل الفقر الذي يعانيه بعض أفراد المجتمع. وسندس هي المرأة الوحيدة في عائلتها التي تجرأت على الدخول إلى قلب المجتمع من خلال المجال الصحافي الذي لا ترضاه العائلة لابنتها. لكنّ حبّ التحدّي لديها جعلها تنجح خلال سنتين فقط في أن تُثبت نفسها وتتطوّر في عملها إلى حدّ وصولها إلى صندوق خاص يضمّ أسراراً نادرة.

تبحث الرواية إذاً، من خلال رصد سيَر أبطال هذا العمل، في واقع المجتمع المحافظ، الذي لا يتقبّل ببساطة فكرة عمل المرأة في المجال الصحافي.

back to top