صورة لها تاريخ: الشيخ أحمد عطية الأثري فقيه وقاضٍ وشاعر ورسام وخطاط

نشر في 23-08-2013
آخر تحديث 23-08-2013 | 00:02
قبل أن نتناول تفاصيل حياة الشيخ أحمد عطية الأثري، يجب أن نوضح للقراء الكرام أن الاسم الصحيح لشخصية حلقتنا اليوم هو أحمد بن علي بن عبدالحميد التميمي، أما لقب عطية فقد أُطلِق عليه بعد أن توفي لوالديه ولدان قبله قبل إتمامهما السنة الثالثة بسبب الأمراض، وعندما عاش الشيخ أحمد إلى ما بعد سن الثالثة، أُطلِق عليه أحمد عطية، أي أنه هبة من الله تعالى، أما لقب "الأثري" فقد أطلقه هو نفسه على نفسه، واشتُهِر به بعد ذلك حتى أصبح لقباً عائلياً له.

ولد الشيخ أحمد عطية الأثري عام 1903 في فريج المطبة بالحي الشرقي في مدينة الكويت، وكان جده قد نزح من نجد إلى "أبوالخصيب" بالبصرة واستقر فيها سنوات عديدة، ثم قدم إلى الكويت في منتصف القرن الثامن عشر وقرر الاستيطان فيها، وكان يعمل في النقل التجاري على سفينة يملكها اسمها "مريم خيل". تلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ أحمد الفارسي والشيخ عبدالله الخلف الدحيان والشيخ أحمد الخميس، والشيخ عبدالعزيز العلجي، وغيرهم.

بدأ العمل مع والده في النقل التجاري البحري، ثم امتهن التعليم بمدرسة الشيخ عبدالعزيز حمادة فترة من الزمن، ثم فتح مدرسة خاصة به في جزء من منزله في فريج العليوة. وبعد عدة سنوات عينته الحكومة قاضياً في دائرة المحاكم، فكان من أوائل القضاة في هذه الدائرة، وكانت له آراء فقهية يذكرها التاريخ ولا ينساها. يقول ابنه إبراهيم إن والده كان ينظر إلى الأمور بانفتاح واعتدال، وكان يرفض التطرف والتشدد، ومن مظاهر ذلك أنه كان الشيخ الوحيد الحليق رغم أنه كان إماماً لمسجد الدماك (مسجد هلال) لخمسة عقود إلى جانب كونه قاضياً شرعياً.

ويضيف أيضاً أن والده، رحمه الله، أفتى بجواز قيادة المرأة للسيارة في فترة الخمسينيات عندما تساءل الناس حول ذلك، وأفتى بجواز تأسيس شركة السينما الكويتية عندما سأله الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله، رئيس دائرة الشرطة آنذاك، حيث طلب منه أن يمهله يوماً واحداً، فعاد بعد يوم ومعه شهادة مساهمة في الشركة للتأكيد على رأيه بجواز القيام بذلك. ولا ننسَ أيضاً موقفه من استخدام أرض المقابر لأمور أخرى بعد مرور فترة زمنية كافية، وبناء على فتواه، تم تحويل مقبرة الدهلة إلى حديقة عامة، وهي حديقة البلدية بمدينة الكويت.

وإلى جانب نبوغه في العلم الشرعي، كان الشيخ أحمد عطية الأثري فناناً مبدعاً في الرسم، وخطاطاً ترك لنا العديد من الأوراق الجميلة التي خطها بقلمه، كما أنه كان شاعراً بالفصحى، وله بعض القصائد التي يحتفظ بها ابنه إبراهيم. توفي رحمه الله عام 1961 وله من الذرية إبراهيم، الذي زودني بمعظم هذه المعلومات، وهو من مواليد عام 1938، وله أيضاً عدد من البنات.

back to top