«الموساد»...جرائم قذرة بهدف حماية الكيان الإسرائيلي

نشر في 03-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2013 | 00:01
No Image Caption
تمجيد أعمال الموساد القذرة وإظهار الجرائم التي يرتكبها ضد العالم كما لو أنها أعمال نبيلة تهدف إلى حماية حق دولة مغتصبة هي غاية المؤلفين ميخائيل بار زوهار ونسيم ميشعال في كتابهما «الموساد: أكبر مهام جهاز المخابرات الإسرئيلية» (الدار العربية للعلوم ناشرون)، لكن هدف نشر الكتاب باللغة العربية هو تسليط الضوء على عدوانية هذا الجهاز تجاه العرب خصوصاً والعالم عموماً، إذ يتضمن عرضاً للأفكار والأساليب الجهنمية التي مارسها قادته عبر التاريخ.

مهما كان اطلاعنا واسعاً على أعمال جهاز المخابرات الإسرائيلي من خلال وسائل الاتصال والكتب والوثائق فإنه يبقى ناقصاً إذا لم نضف إلى معلوماتنا ما جاء في كتاب «الموساد أكبر مهام جهاز المخابرات الإسرائيلي». فقد عرض هذا الكتاب لأهم الأساليب الجهنمية التي اعتمدها قادته، ولأهم تصفية حسابات بين الإسرائيليين وفلول النازية من أمثال أدولف إيخمان وهريرتز كوكورز.

محو إسرائيل

ما يثير انتباهنا أكثر عرض الكتاب لمحاولات الموساد المستمرة لإعاقة البرنامج الإيراني عبر اغتيال ماجد شهرياري وهو الرئيس العلمي للمشروع النووي الإيراني عام 2010، واغتيال الدكتور اردشير حسين بور الخبير في الكهرومغناطيسية، فضلاً عن قيامه بعمليات أخرى تهدف إلى إرسال موادّ معيبة تعيق العمل في المفاعلات النووية عند استعمالها وذلك عن طريق شركات وهمية أنشأها الموساد بنفسه لتحقيق هذه الغاية.

لقد قطع الإيرانيون وعداً صريحاً بمحو إسرائيل من الخارطة، فضاعف جهاز الموساد جهده بشن حرب خفية على إيران من خلال تخريب منشآتها النووية كما حصل عندما دمّر انفجار هائل قاعدة صواريخ سرية بالقرب من طهران في 12 نوفمبر 2011 فأسفر عن استشهاد 17 عنصراً من الحرس الثوري وتحويل عشرات الصواريخ إلى كومة حديد. أما الهدف السري للتفجير فكان تدمير محرك صواريخ يعمل بالوقود الصلب وقادر على حمل صاروخ نووي لمسافة أكثر من 6000 ميل في قاع الأرض في إيران إلى أراضي الولايات المتحدة. وأدى هذا التفجير إلى تأخير المشروع زمناً طويلاً، لكن المعركة الآن بلغت ذروتها قبل أن يتم اللجوء إلى استخدام الضربة العسكرية كملاذ أخير.

مكافحة الإرهاب

منذ سبعينيات القرن العشرين تحرّك جهاز الموساد في مجال ما يسمى بمكافحة الإرهاب، فشرع يعتقل ويقضي على العشرات من كبار الشخصيات الذين يتم وصفهم بالإرهابيين في معاقلهم في بيروت ودمشق وبغداد وتونس، وفي مراكزهم في باريس وروما وأثينا وقبرص.

واستناداً إلى وسائل الإعلام الغربية، قام عملاء الموساد بنصب كمين لعماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، واغتياله في دمشق.

كان عماد مغنية من ألد أعداء إسرائيل، كذلك كان على رأس لائحة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي أف-بي-أي فهو الرأس المدبر والمنفذ، كما يقولون، للعملية التي راح ضحيتها 241 عنصراً من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت. وقد أدت أعماله إلى مقتل مئات الأميركيين والإسرائيليين والفرنسيين والأرجنتينيين. وحتى هذا اليوم يلاحق الموساد قادة الجهاد الإسلامي والقاعدة في أنحاء الشرق الأوسط كافة.

الربيع العربي

حذّر الموساد الدول الغربية من أن الربيع العربي قد يتحول إلى شتاء عربي- وهذا ما أعلنه السيد بانكي مون في مؤتمر لم تمضِ عليه بضعة أيام- فلم يصغ إليه أحد.

وخلال العام 2011 احتفل الغرب بما اعتقد أنه بزوغ لفجر جديد من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط. وعلى أمل نيل رضى المصريين، ضغطت الدول الغربية على الرئيس مبارك للاستقالة من منصبه علماً بأنه أفضل حليف لها في الدول العربية، لكنّ الحشود الأولى التي اجتاحت ميدان التحرير لم تتوان عن إحراق العلم الأميركي واقتحام السفارة الإسرائيلية مطالبةً بإنهاء معادلة السلام مع إسرائيل، كما اعتقلت نشطاء المنظمات غير الحكومية.

جلبت الانتخابات الحرة التي جرت في مصر الإخوان المسلمين إلى السلطة، واليوم تترنح هذه الدولة على حافة الفوضى والكارثة الاقتصادية.

أما في تونس فإن نظاماً إسلامياً يترسخ يوماً بعد آخر، ومن المرجح أن تتبعه ليبيا. وفي اليمن تسود الاضطرابات بينما يقوم الرئيس الأسد في سوريا بقتل شعبه.

والنتيجة أن الدول العربية المعتدلة تشعر أنها تعرضت للخيانة من حلفائها الغربيين، وأن الآمال قد تضاءلت بالنسبة إلى حقوق الإنسان وحقوق المرأة والقوانين الديمقراطية وسيادة القانون وهي التي ألهمت هذه الثورات التاريخية. لقد حطمت الأحزاب التي تولّت السلطة جميع هذه الأحلام وخصوصاً أنها هي المجموعات الأكثر تنظيماً واتصالاً بالجماهير.

مهام الموساد الخطيرة

حوّل الربيع العربي الذي أمسى شتاء منطقة الشرق الأوسط إلى قنبلة موقوتة اعتبر الشعب الإسرائيلي وحلفاؤه في العالم الغربي أنها أكبر تهديد لوجوده. لذلك، تصبح مهام الموساد مع تطور الأحداث أكثر خطورة، وفي الوقت نفسه أكثر أهمية بالنسبة إلى الغرب.

هذه النظرة الراهنة إلى الأحداث تعتبر أن الموساد يشكل أفضل دفاع ضد التهديد النووي الإيراني، والإرهاب وكلّ ما يمكن أن ينشأ عن الفوضى السائدة في الشرق الأوسط. والأهم من ذلك كله أنه يشكل الملاذ الأخير في ظل غياب حرب مفتوحة.

رجال الموساد ونساؤه يخاطرون بحياتهم ويعيشون بعيداً عن أسرهم بهويات مزيفة لتنفيذ عمليات في البلاد التي يدعونها عدوّة، وإن أي هفوة بسيطة ترتكب قد تعرضهم للاعتقال أو التعذيب أو الموت. خلال الحرب الباردة كان أسوأ ما يمكن أن يواجهه عميل سري يتم القبض عليه في الغرب أو في الكتلة الشيوعية هو تبادله مع عميل آخر على جسر بارد وضبابي في برلين. وسواء أكان عميلاً روسياً أو أميركياً، بريطانياً أو ألمانياً شرقياً، فقد كان يعرف دائماً أنه ليس وحيداً، وأن هناك من سيعيده إلى برّ الأمان. لكن، بالنسبة إلى عملاء الموساد الوحيدين، ما من تبادلات ولا جسور باردة، بل إنهم يدفعون حياتهم ثمناً لأعمالهم.

إضاءة

يسلّط الكتاب الضوء على أكبر مهام الموساد، فضلاً عن الأخطاء والإخفاقات التي وصمت الوكالة أكثر من مرة وهزت أسسها. وقد كان لهذه المهام دور كبير في صياغة مصير إسرائيل، لا بل ومن نواح عدة، مصير العالم.

ولا بد في الخاتمة أن نذكر الملاحظة التي وضعها الناشر العربي في نهاية المقدّمة إذ قال: «يهدف نشر هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على العمليات القذرة التي ارتكبها عملاء الموساد في شتى أنحاء العالم وخاصة في الدول العربية وضد قادة ومجاهدين وثوريين عرب يصفهم الموساد وفقاً لأدبياته بالإرهابيين ويتباهى بالأفعال الإجرامية التي نفذها عملاؤه والتي هي في الحقيقة عمليات إجرامية».

back to top