صانع البهجة...سيد مكاوي (16): غيرة فنيَّة

نشر في 25-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 25-07-2013 | 00:02
لم يغضب  الشيخ سيد مكاوي أو يتخذ موقفاً، بعدما أعطى صديقه صلاح جاهين كلمات أغنية {والله زمان يا سلاحي}، إلى كمال الطويل ليلحنها وتغنيها السيدة أم كلثوم، والتي حققت نجاحاً مدوياً. كل ما انتابه هو الغيرة الفنية الحميدة، ليس  لجمال الكلمات فحسب، إنما لأن من غنته هي أم كلثوم، التي يحلم ليل نهار بأن تغني من ألحانه، فإذا كان قد حصل على شهادة تخرجه من خلال اجتيازه اختبارات الإذاعة كمغن وملحن، وعبر كثير من الألحان، فإنه يريد أن يحصل على شهادة الدكتوراه وهي أعلى درجة علمية يمكن أن يحصل عليها الباحث في تخصصه، فالتلحين لأم كلثوم هنا هو بمثابة الحصول على الدكتوراه.

عاتب سيد مكاوي صديقه صلاح جاهين عتاب المحبين، ولماذا لم يعطه كلمات {والله زمان يا سلاحي} ليلحنها لأم كلثوم:

= لك حق ما أنت لسه ما تعرفش هي بتفكر أزاي.

* بتفكر أزاي؟!

= أم كلثوم بتختار كل حاجة بنفسها، هي اللي بتختار الكلمات، ولو عايزة حد يكتب لها حاجة معينة هي اللي بتختاره، وتختار الملحن... تفتكر لما يكون حواليها زكريا أحمد والقصبجي، وغيرهم من اللي لحنو لها عشرات الألحان، وكمان يتمنوا رضاها، وتيجي تدي هي اللحن لكمال الطويل اللي لسه طالع إمبارح مع عبدالحليم حافظ.. حد يقدر يقولها لا... دي يا بني ولا جمال عبدالناصر نفسه يقدر يقولها لا... هي لما تقتنع بحد بتختاره لو من وسط ألف واحد.

استوعب الشيخ سيد الدرس جيداً، غير أن كلام صديقه لم يصبه بالإحباط، بل ثقته بنفسه تفوق كل هذا الكلام، وربما تفوق رأي أم كلثوم نفسها فيه.

لعل ثقته بنفسه هي التي قادته إلى بيت أم كلثوم على كورنيش النيل في منطقة الزمالك، اتصل وطلب تحديد موعد، فحددوا له موعداً في التاسعة من صباح يوم السبت، وهو موعد غاية في الصعوبة بالنسبة إلى الشيخ سيد، الذي لا ينام يومياً إلا بعد صلاة الفجر، فلم يكن أمامه إلا أن يصل الليل بالنهار حتى يستطيع الوصول في الموعد المحدد. وعلى رغم ذلك ذهب متأخراً عن موعده ما يقرب من خمس عشرة دقيقة، ورأت أم كلثوم أنه ما دام  لم يلتزم بالموعد فلن تقابله، غير أنها تراجعت عن قرارها، وقليلاً ما تفعل ذلك، بعدما علمت بأن ضيفها كفيف البصر، فوافقت على اللقاء.

دخل الشيخ سيد إلى صالون المقابلات، على استحياء، فوجدته أم كلثوم شاباً كفيف البصر نحيل القوام، يحتضن عوده كأنما يخشى أن يهرب منه:

= أهلاً أهلاً... أتفضل يا شيخ سيد.

* الله يخليك يا ست.

= انت دارس موسيقى يا شيخ سيد.

* للأسف لا... لما رحت أقدم في المعهد قالوللي أنت معلوماتك الموسيقية يمكن أن تؤهلك لأن تكون مدرسا بالمعهد وليس طالباً.

= ياااه... دا أنت هايل. وعملت ألحان إيه يا شيخ سيد.

* عملت ألحان لأغاني دينية كتير أوي... وعملت أغاني جماعية كتير برضه. وآخرها اللحن بتاع {ح نحارب} اللي كتبه أخويا صلاح جاهين.

= هايل يا شيخ سيد... طب ها تسمعني إيه.

* فيه لحن كنت عملته للشيخ محمد الفيومي... اسمه {حيارى على باب الغفران}

= طب اتفضل.

أمسك الشيخ سيد بالعود، وعزف مقدمة موسيقية للحن، فصفقت بعدها أم كلثوم، ثم غنى الشيخ سيد اللحن، وما إن انتهى حتى صفقت أم كلثوم مرة أخرى، وشعر الشيخ سيد أنها وقفت في مكانها، فوقف، اقتربت منه ومدت يدها سحبت يده وصافحته:

= أنت هايل يا شيخ سيد... عندك إحساس حلو والجمل اللحنية بتاعتك حلوة ومظبوطة، وصياغة اللحن على بعضها فيها توافق هايل... استمر يا شيخ سيد أنت هيبقى لك مستقبل كبير... أنا واثقة من كدا. ربنا يوفقك... شرفت يا شيخ سيد.

على رغم كلمات الترحيب والثناء والتشجيع، وثقتها الكبيرة بأنه سيكون له مستقبل كبير، وأنها صرفته مجبور الخاطر، فإن الشيخ سيد اعتبر أن اللقاء قد فشل، وكان لا بد من أن يراجع حساباته المتسرعة شديدة الطموح، فوجد أنه قد أخطأ وأن أم كلثوم لا يصح أن تكون هدفه الأول، بل يجب أن يلتقي بها بعد أن يصبح له اسم كبير، بل وربما كان عليه أن ينتظر حتى تطلبه هي، ولا يكرر ما فعله ثانية.

على رغم أنه لم يرد أن يتوقف طويلاً عند هذه المحطة، فإنها تركت أثراً مهماً في نفس الشيخ سيد، ولم يزل هذا الأثر، إلا أن صديقه صلاح جاهين عندما التقى به في المقهى، وشعر بمدى تأثره بهذا اللقاء. لم يلمه، ولم يرتد ثوب الواعظين، بل أراد أن تصل إليه الرسالة بطريق غير مباشر، وأن يتخذ معه خطوات عملية تجاه ما يجب أن يفعله.

اصطحب الشيخ سيد صديقه صلاح إلى بيته، كعادته اليومية لاستكمال السهرة هناك، وفيما هما يصعدان السلم، إذا بالتيار الكهربائي ينقطع فجأة، وإذا بالشيخ سيد يقول:

* الله هو النور عملها تاني. طب خللي بالك بقى يا صلاح علشان فيه سلمه مكسورة عندك في الدور اللي جاي دا. زمان أخونا اللي في البيت القديم بيقولوا إني أنا السبب.

= أخوانك مين اللي في البيت القديم.

* أصل انت مش فاهم. البيت القديم اللي كنت ساكن فيه ماكنش فيه كهربا... ورحت قدمتلهم على الكهربا ولسه موصلينها النهارده. يقولوا عليا إيه... متفق مع شركة الكهربا.

= وتوصلهم الكهربا ليه... انت مش سبت البيت القديم خلاص.

* أيوا ياعم صلاح سبت البيت بس ماسبتش الناس اللي فيه... ولا الناس اللي في الحتة.

نظر إليه صلاح جاهين في دهشة وذهول ولم يرد عليه، وما إن جلسا واستقرا في الشقة، وفرغا من تناول العشاء، حتى بادره صلاح:

= انت يا أخي هتطير البرج اللي فاضل في راسي.

* إيه دا؟ هو لسه فاضل عندك برج... يا بختك. أصل أنا كل اللي عندي طاروا.

= لا بجد انت خلتني أشك أنك مفتح.

* اخص عليك يا أبو صلاح. انت شايفني مقفل.

= دلوقت وإحنا طالعين ع السلم من شوية عرفت أزاي أن النور انقطع.

* هو دا اللي طير البرج اللي فاضل. أصل انت مش واخد بالك... أنا ما باشفش فطبيعي أمشي ازحف على الأرض وخطواتي تعمل صوت. لكن انت لما تعمل كدا... يبقى أكيد ماشي في ضلمه وما انتش شايف قدامك... فصوت رجليك هو اللي عرفني أن النور أنقطع.

= انت حاجة مذهلة يا أبو السيد.

* يا راجل ما تكبرش الموضوع. بس قوللي صحيح أنا أول مرة أعرف النهارده أنك متجوز. انتم تجوز بقالك كتير؟

= أبدا اتجوزت من سنة وشوية تقريباً من رسامة في دار الهلال اسمها سوسن زكي. فنانة موهوبة ومثقفة وكمان ست جدعة ومخلصة... ودي أهم حاجات في الست.

* دا شيء عظيم أوي أنك تتكلم عنها بالشكل دا.

= المسؤول عن كده أمي. دي بقى أعظم ست في الدنيا. ما تتخيرش عن الست أم سيد. أمي علمتني وثقفتني... أدتني كل اللي أتعلمته وأكتر. وغير كدا أنا اكتشفت أني شاعر من خلالها. لما بقت تشوف اللي بكتبه وتحاول تنميه.

* ربنا يخليهالك.

= ويخليلنا الست أم سيد وأكلها البديع. أنا بقى اللي عايز أسألك... انت إيه اللي مزعلك من كلام أم كلثوم... بالعكس أم كلثوم من مميزاتها أنها جريئة وما بتعرفش تجامل... وكونها تقولك الكلام دا معناه أنها معجبة بالموسيقى بتاعتك فعلاً... بس هي عندها وسواس بيخلها تفكر ألف مرة قبل أي خطوة... علشان كدا بقت أم كلثوم.

* بس أنا أني أقدر أعمل أكتر من كدا ألف مرة... لكن حاسس أني مسجون جوايا.

سمع منه صلاح جاهين هذا الكلام وأدرك أن الشيخ سيد لا ينقصه الفن، فهو فائض عنده، لكن ما ينقصه أن يتم تقديمه للوسطين الصحافي والثقافي بشكل جيد، وأخذ على عاتقه أن يفعل ذلك من دون أن يسبب حرجاً للشيخ سيد.

انضمام إلى الحرافيش

كانت البداية من بيت الكاتب الصحافي محمد عفيفي، المعروف بكتاباته الصحافية والمسرحية الساخرة، التي تنقد المجتمع والحياة بموهبة تلقائية تشبه إلى حد كبير ما يكتبه الكاتب الإيرلندي جورج برنارد شو، كانت سهرة الخميس تقام في بيت أحدهم، أو في أحد المقاهي، وجاءت هذا الخميس في بيت محمد عفيفي بحضور جماعة من الكتاب والفنانين والأصدقاء أطلقوا على أنفسهم لقب {الحرافيش}، وهي مجموعة أشبه بتجمعات الفرسان في القرون الوسطى، وكانت المجموعة تضم الكاتب الكبير نجيب محفوظ والضابط أحمد مظهر الذي اتجه للتمثيل في ما بعد، والمخرج توفيق صالح، ومعهم صلاح جاهين، والكاتب المحامي عادل كامل، إضافة إلى عدد من الزملاء والأصدقاء ممن يحترفون النقد ويكتبون من خلال الأبواب الفنية في الصحافة، حرص صلاح جاهين أن يجمعهم في هذه الليلة.

لم تكد جلسة {الحرافيش} تلتئم وتبدأ حتى بدأ صلاح جاهين بطاقته التعبيرية الهائلة وروح الفنان الذي يبدع سواء كان يكتب شعراً، أو يمثل موقفاً، أو يغني أغنية على نغمات البيانو، فقدم للجمع الشيخ سيد مكاوي، مشيراً إلى أنه موهبة جديدة في دنيا الطرب والألحان والغناء.

التفت الجمع ليجدوا شاباً نحيل الجسد يرتدي قميصاً وبنطلوناً ويضع على عينيه نظارة سوداء، ليكتشفوا في ما بعد أنه كفيف. غير أنه ليس فيه شيء من سمات {المشايخ} حليق الذقن، لديه يدان معروقتان تناول من جانبه عوداً داخل كيس من القماش أخرجه واحتضنه وراح يضبط أوتاره وإيقاعاته.

لم يكن أكثر الحضور تفاؤلا يعتقد أن هذا الشاب يمكن أن يكون مطرباً أو ملحناً، لكنه بدأ يعزف على العود أنغاماً ذات وقع خاص في النفوس، تبدو مألوفة وحية، خصوصاً لمن هو شغوف بالتراث الغني.

رد عزف الشيخ سيد مكاوي الحضور إلى عصر الثراء والتراث الموسيقي بنغماته الشرقية الأصيلة، وعمق إيقاعاته وتأثيرها في الوجدان كما لو كانت سحراً... ثم غنى الشيخ سيد فأخرس كل الموجودين... على رغم أنهم جميعاً أصحاب جلبة وضوضاء في الحديث والضحك... خرسوا كأن على رؤوسهم الطير. تصوروا أنه يغني أحد ألحان المطرب القديم عبد الحي حلمي الذي كان يحمل صفة الصوت الذهبي... وضوحاً وعرضاً وقوة وعذوبة في صوته وسحراً في غنائه. وتخافت غناء الشيخ سيد وأنهى أغنيته، فصفق الجميع، ثم جاء من آخر الغرفة صوت الكاتب نجيب محفوظ:

= الله يفتح عليك يا شيخ سيد. أنا اسمي نجيب محفوظ.

* غني عن التعريف يا أستاذ.

= الله يخليك... بس أنا اتراهنت وتوفيق صالح. هو بيقول دي أغنية لعبد الحي حلمي، وأنا بقول إنها لمحمد عثمان.

* هاهاها... يبقى أنا اللي أكسب الرهان لأن دي بتاعتي أنا يا أستاذ. طبعاً أنا ما فيش حاجة تسعدني وتشرفني أد غنائي لأي عملاق من الاتنين، وأنا بدوب عشقا فيهم هما الاتنين، وكمان أنا حافظ عبده الحامولي، وسلامة حجازي، وسيد درويش، وأبو العلا محمد، والشيخ زكريا أحمد، ويوسف المنيلاوي، ورياض السنباطي، وكمان محمد عبد الوهاب.

جلس الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض وهم في حالة من الذهول والانبهار بهذا الشاب، وكيف يحمل في داخله كل هذا الكم من الموسيقى والتراث، وكيف تخرج موسيقاه الخاصة بهذا الشكل المبهر، فأراد الشيخ سيد أن يؤكد هذا المعنى لديهم، فعزف وغنى لحن {أفديه إن حفظ الهوى} الذي لحنه الشيخ أبو العلا محمد وغنته أم كلثوم:

أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعه

ملك الفؤاد فما عساي أن أصنع

من لم يذق ظلم الحبيب

كظله حلوُ فقط

جهل المحبة وادعى

يا أيها الوجه الجميل

تدارك الصبر الجميل

فقد وهى وتضعضع

هل في فؤادك رحمة لمتيم

ضمت جوانحه فؤاداً موجعاً

هل من سبيل أن أبث صبابتي

أو أشتكي بلواي أو أتوجعا

ما إن جاء الشيخ سيد إلى الشطرين الأخيرين حتى سالت دموعه، فصفق الحضور بحرارة لم تقل عن تلك التي استقبلوا بها هذه الأغنية من أم كلثوم نفسها.

بداية {الحدوتة}

خرج الشيخ سيد من اللقاء أكثر قوة وصلابة، وأكثر ثقة بنفسه وفنه، والأهم من ذلك أن الرسالة التي أراد صلاح جاهين أن تصله وصلته، فبدأت الصحافة تكتب عن هذا الاكتشاف الجديد، الذي سيكون له شأن كبير في الموسيقى والغناء الشرقيين، وأراد صلاح جاهين أن يؤكد على هذا المعنى، فأعطى له أغنية جديدة كتبها للمطرب الشاب محمد قنديل، بعنوان {حدوتة}:  

لو كنتِ ست الحسن و الجمال

يكون أمير أحلام غرامك أنا

ليكي أول الحدوتة في الدلال

وأنا آخر الحدوتة ليا الهنا

دقيت عليكِ الباب كتير

رد الصدى وقال يا أمير

ما بينكم البحر الكبير

دقيت على الباب بالإيدين

رد الصدى وقال لي يا زين

بينك وبينها بلدين

أنا قلت لو بيني وبينها السما

مغرم بها وهي كمان مغرمة

وأنا آخر الحدوتة ليا الهنا

آه من طريقك الطويل

ولا ليا غير قلبي دليل

عطشان يا مية سلسبيل

حالي يا ست الحسن حال

أرخي شعورك الطوال

خديني من حر الجبال

وإن ما لقيت عندك لقلبي دواه

لاعشق عيون الشمس وأهوى الهوا

صبرت لما الود بان

عملت أنا تختروان

وحملت قلبي شمعدان

دوِّبت لك بحر الهوى

في كلمة هنقولها سوا

ونقول دا عنقود و استوى

والناس تشوفنا تقول يا ست البنات

حدوتة آخرتها التبات و النبات

 أنا آخر الحدوتة ليا الهنا

****

حققت الأغنية دوياً كبيراً، وبدأت الصحافة تكتب عن هذا الموسيقار الشاب الذي يقدم موسيقى مختلفة، ما جعل المطربين الجدد من الشباب يتهافتون عليه طالبين تقديمهم بألحان جديدة، فقدم الكثير من الألحان للإذاعة من أغان خفيفة وشعبية، فقدم للمطرب محمد عبد المطلب أغنيتي {اتوصى بيا} و{قلت لأبوكِ عليكِ وقالي} ثم أغنية {كل مرة لما أواعدك} التي غناها محمد عبد المطلب، ثم غناها الشيخ سيد بصوته:

كل مرة لما أواعدك

ألتقيك توعد وتخلف

وأما أقابلك واجي أعاتبك...

التقيك تسبق وتحلف

إن ده كان غصب عنك كل مرة

ليه تملي بتواعدني

لما مش عايز تجيني

انت يعني بتعاندني

والا بتزود حنيني

بكره ياما تشوف آسية

لو هواك هان يوم علية...

وأما أقابلك وأجي أعاتبك

التقيك تسبق وتحلف

ان ده كان غصب عنك كل مرة

ياللي خليت الأحبة

ع المحبة بيلوموني

خللي صدك فيه محبة

ده انت روحي ونور عيوني ..

يا ليلي يا ليلي يا ليل

الليل أهو طال وعرف الجرح ميعاده

وجف دمعي وجفني من ده ميعاده

لهفي على القلب في حبه وأوعاده

لا نار أقول نار ولا هي من الفؤاد تبرح

وإن باح بشكواه لا زاده ولا عاده

ياللي خليت الأحبة

ع المحبة بيلوموني

خللي صدك فيه محبة

ده انت روحي ونور عيوني

بكره ياما تشوف آسية

لو هواك هان يوم عليه

واما أقابلك واجي أعاتبك

التقيك تسبق وتحلف

إن ده كان غصب عنك كل مرة

سيبني أفكر فيك لوحدي

كل ساعة وكل يوم

لو علي الود ودي

انشغالي فيك يدوم...

بكره ياما تشوف آسية

لو هواك هان يوم عليه...

واما اقابلك واجي أعاتبك

التقيك تسبق وتحلف

إن ده... كان غصب عنك كل مرة

****

ثم تأتي بداية الشهرة الحقيقية للشيخ سيد مكاوي من خلال اللحن الذي قدمه للمطربة الشابة شريفة فاضل {مبروك عليك يا معجباني يا غالي} التي كتب كلماته حيرم الغمراوي، فدوت الأغنية في جميع أنحاء مصر، ولم يعد هناك عرس يقام في مصر، سواء كان في حي شعبي أو حتى حي راق، إلا وغنوا فيه هذا اللحن الذي أصبح بمثابة {نشيد وطني للأفراح} في مصر، ويتردد معه في كل مرة اسم الملحن الذي وضعه، ليسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ الذي تتجلى عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته.

(البقية في الحلقة المقبلة)

back to top