«مجازر الشرق» تسحب البساط من «11 سبتمبر»

نشر في 11-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-09-2013 | 00:01
بلمختار يظهر ويتوعد بالانتقام... والجزائر تواجه معضلة التصدي له
خيّمت الأحداث الملتهبة والمجازر، التي يشهدها الشرق الأوسط بشكل شبه يومي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي قبل أكثر من عامين ونصف، على الذكرى الثانية عشرة لكارثة "11 سبتمبر"، التي ضرب زلزالها قلب الولايات المتحدة وهزّت توابعه دول العالم. ففي حين انشغلت الإدارة الأميركية بالحشد محلياً ودولياً لدعم الضربة العقابية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بدا أن الأميركيين أنفسهم منهمكون في متابعة تطورات الأحداث في المنطقة، عبر استطلاعات الرأي التي تؤكد انقسامهم حول كل ما يجري في تلك البقعة البعيدة عنهم. 

في المقابل، وجدت الجزائر نفسها أمام معضلة التصدي لأي هجمات قالت استخباراتها قبل أيام إن تنظيم القاعدة يعتزم تنفيذها في ذكرى تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001، وضاعف شكوكها ظهور الإسلامي المتشدد مختار بلمختار في فيديو مع مسلحين هاجموا منشأة عين أميناس للغاز، وهو يثني عليهم ويتحدث معهم ويدربهم على عمليات جماعته في شمال إفريقيا.

وبعد أن دعت الجزائر السلطات التونسية إلى تشديد الرقابة على سواحلها وحدودها، وتنشيط العمل الاستخباراتي داخل البلاد، إثر رصدها استعداد المجموعات الإرهابية في الجزائر وليبيا وتونس لتنفيذ اعتداءات دموية كبرى مع حلول هذه الذكرى، شدد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس على أن بلاده ستضطلع بمسؤولياتها لحماية حدودها، داعياً إلى ضرورة "التحلي باليقظة وتحمل المسؤولية كاملة من أجل حماية الجزائر".

واعتبر مدلسي أن هدف الجزائر بالنسبة لدول الميدان وبلدان منطقة الساحل هو العمل على تبادل المعلومات، ومساندة كل بلد في الإجراءات التي يتخذها لحماية حدوده.

وأكد أن "مفهوم الإرهاب الجهادي قد تغير، حيث إن البلدان باتت تواجه إرهاباً جديداً"، معتبراً أنه "لا يمكننا الجزم بأننا حققنا أقصى الدرجات، فعلينا المزيد من العمل حتى نقضي على العنف الإرهابي الذي لا يوجد بلد في مأمن منه، بعدما أضحى شريكاً للجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر والمخدرات".

وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ناقش في وقت سابق أمس الأول مع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الوضع الأمني، بعد تواتر أنباء عن وجود اتحاد حركة "التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا" مع حركة "الموقعون بالدماء" في معسكرات تدريب ليبية.

وظهر بلمختار في الفيديو، الذي كشف موقع "سايت" لمتابعة مواقع الإسلاميين على الإنترنت عنه أمس الأول، وهو يناقش العمليات ويدرب المقاتلين، ويعد للهجوم على منجم فرنسي لليورانيوم في النيجر في مايو، إلى جانب صور لمتشددين يتدربون على عمليات. وقال بلمختار للمقاتلين إنهم سيحاربون المسؤولين عن سقوط الحكم الإسلامي وأوصاهم بقوة العزيمة والانتقام.

وأذيع الفيديو في الوقت الذي تستمر فيه المناقشات حول شروط عودة الموظفين الأجانب إلى حقل إن أميناس بعد سبعة أشهر من هجوم شنه 40 مقاتلاً إسلامياً مسلحين ببنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ على المنشأة القريبة من الحدود مع ليبيا في يناير، مطالبين بوقف الهجوم الفرنسي على متمردين إسلاميين في دولة مالي المجاورة.

وردت الجزائر بعد ذلك بأيام بعملية عسكرية لإنهاء الأزمة. وقتل أكثر من 60 شخصاً أغلبهم من الرهائن الأجانب. وكان من بين القتلى موظفون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان والنرويج والفلبين.

back to top