تسكين الألم... تناول المضادات بأمان

نشر في 18-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 18-10-2013 | 00:01
عندما تؤلمك مفاصلك وينهش الصداع رأسك، ربما تلجأ إلى الأسبرين، أو الإيبوبروفين (Advil أو Mortin)، أو النابروكسين (Aleve) للحصول على بعض الراحة. يعتمد ملايين الناس على هذه المضادات وغيرها من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية كل يوم. قبل أن تلجأ إلى مسكنات الألم المعتادة، تأمّل مخاطرها المرتبطة بالقلب وتأثيراتها الجانبية بدقة.
يشيع استعمال مضادات الالتهاب هذه لأنها تؤدي دورًا مزدوجًا. توضح الدكتورة لوسي تشن، بروفسورة مساعدة في كلية الطب في جامعة هارفارد وطبيبة في قسم طب التخدير، العناية الدقيقة، والألم في مستشفى ماساتشوستس العام: «لا تخفف هذه الأدوية الألم فحسب، بل تحدّ من الالتهاب أيضًا».

تعمل الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية على وقف إفراز مواد كيماوية في الجسم تعزز الشعور بالألم والالتهاب. وعلى غرار كل الأدوية، لهذه المضادات تأثيرات سلبية وقد لا تكون ملائمة للجميع.

مساوئ

بما أن نساء كثيرات يتناولن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية يوميًّا طوال أشهر أو سنوات للتخفيف من الألم المزمن (مثل التهاب المفاصل أو ألم أسفل الظهر)، من المهم الحذر من تأثيراتها الجانبية. تشمل بعض مخاطر هذه الأدوية ما يلي:

• القلب: ترتبط مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بارتفاع خطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، والموت جراء مضاعفات في القلب. صحيح أن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية تزيد من احتمال الإصابة باضطرابات في القلب، لكن تشير الدراسات إلى أن مضاد الالتهاب اللاستيرويدي « ديكلوفيناك» (Voltaren وCataflam)، الذي يحتاج إلى وصفة طبيب، يؤدي على الأرجح إلى مشاكل في القلب، في حين أن النابروكسين يُعتبر الأقل ضررًا في هذا المجال. وكلما طالت الفترة التي تتناول فيها مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ارتفع خطر تعرضك لمشاكل في القلب.

• المعدة: يُعتبر مَن يتناولون مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بانتظام أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المعدة، وأحيانًا قرحة ونزف في الجهاز الهضمي. ويرتفع احتمال معاناتك مشاكل في الجهاز الهضمي إن كنت متقدّمًا في السن وتتناول أكثر من نوع من مسكنات الألم (مثل مضاد للالتهاب لاستيرويدي وجرعة منخفضة من الأسبرين).

الكليتان: يمكن لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية أن تحدّ من تدفق الدم إلى الكليتين، ما قد يعرّض هذين العضوين اللذين ينقيان الدم، لمخاطر عدة بمرور الوقت.

يجب ألا تتناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية إن كنت تأخذ الوارفرين (Coumadin) أو الكلوبيدوغريل (Plavix). كذلك عليك توخي الحذر، إذا كنت تأخذ dabigatran etexilate (Pradaxa). ويُعتبر المتقدمون في السن الذين يعانون حالات طبية معينة أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية أو المضاعفات، إن تناولوا مضادات الالتهاب اللاستيرويدية. استشر طبيبك لتعرف ما إذا كان بإمكانك تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية إن كنت تعاني:

• داء كرون أو التهاب القولون التقرحي.

• ارتجاع المريء.

• مرض القلب أو أصبت سابقًا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

• مشاكل في الكليتين.

• تلف في الكبد.

• قرحة، التهاب بطانة المعدة، أو نزف في المعدة.

تناولها بأمان

يجب ألا يسبب تناول حبة إيبوبروفين أو نابروكسين من حين إلى آخر مشاكل بالنسبة إلى معظم الناس. ولكن قبل أن تتناول هذا النوع من الأدوية مدة طويلة، استشر الطبيب. تنصح الدكتورة تشن: «من الضروري أن تستشير طبيبك أولا بشأن تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، الجرعات التي يجب أخذها، الفترة التي يمكنك تناولها خلالها».

تناول هذه المضادات بأدنى جرعة ممكنة ولأقصر فترة ضرورية لتخفف من ألمك. تذكر الدكتورة تشن: «لا ننصح عادة بأن يأخذ المرضى مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لوقت طويل. فإذا كان المريض يعاني نوبة حادة من التهاب المفاصل، فننصحه بتناول هذه الأدوية طوال أسبوع أو اثنين. أما إذا كنت بحاجة لتناول هذه المضادات فترة أطول، فاحرص على أن يراقب الطبيب حالتك عن كثب تفاديًّا لأي عوارض جانبية. كذلك إجرِ فحوصًا مسبقة للكليتين، واخضع لفحوص مسبقة للتحقق من أنك لا تعاني قرحة أو نزفًا في المعدة».

فضلا عن البقاء متيقظًا والتنبه للعوارض الجانبية، ثمة خطوات يمكنك اتخاذها للحدّ من المخاطر عندما تتناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية فترة طويلة. على سبيل المثال، تستطيع تناول أحد أنواع مثبطات مضخة البروتون (PPI)، مثل الأوميبرازول (Prilosec) للحدّ من مخاطر الإصابة بقرحة. كذلك تستطيع تقليل مخاطر مشاكل القلب بتناول غذاء صحي، التمرن بانتظام، ومعالجة الاضطرابات الصحية التي تساهم في مرض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والداء السكري.

صحيح أن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية تنجح في التخفيف من الألم، إلا أنها لا تُعتبر الخيار الوحيد.

فمن يعانون من أوجاع التهاب المفاصل وآلامه، يستطيعون اللجوء إلى مضاد التهاب لاستيرويدي موضعي يفرك على البشرة، مثل ديكلوفيناك صوديوم (Voltaren gel). فلا تقل هذه الأدوية فاعلية عن مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، فضلًا عن أن تأثيراتها السلبية في الجهاز الهضمي محدودة.

يمكنك أن تلجأ أيضًا إلى العلاجات التالية:

الوخز بالإبر.

الارتجاع البيولوجي (biofeedback).

التمرن في ماء دافئ (العلاج المائي).

الحرارة (من زجاجة ماء ساخن أو حمام دافئ).

الثلج.

العلاج الفيزيائي.

التمطط/اليوغا.

خسارة الوزن لتخفيف الضغط عن المفاصل.

back to top