«الطاقة الدولية»: أسعار النفط أكبر مصدر قلق للاقتصاد العالمي

نشر في 01-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-02-2013 | 00:01
No Image Caption
مكاسب قياسية للنفط رغم بيانات أميركية «مفاجئة»
يأتي الارتفاع في أسعار النفط في الوقت الذي يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي يتوقع أن يتمسك ببرنامج التيسير الكمي من أجل مزيد من التحفيز، وهو ما أعطى دفعة من التفاؤل في أوساط المستثمرين بالأسواق العالمية.
قال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية أمس، إن ارتفاع سعر مزيج برنت قد ينال من التعافي الاقتصادي العالمي، في حين سيكون الاقتصاد الأوروبي عاملا مؤثرا في تحديد الطلب العالمي على النفط في 2013.

وتأرجح سعر خام برنت قرب 115 دولارا للبرميل أمس غير بعيد عن أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر، بعدما تعهد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بالتمسك بخطته للتحفيز المالي المتمثلة في شراء السندات، وأثارت بيانات من منطقة اليورو التفاؤل بشأن الطلب على النفط.

وقال بيرول في طوكيو قبيل مؤتمر لصناعة النفط «مصدر القلق الأكبر بالنسبة لي هذه الأيام هو سعر النفط».

وأضاف لـ«رويترز»: «الأسعار الحالية مرتفعة خصوصا في ضوء هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي».

وتابع «الوضع الاقتصادي الراهن ليس مشرقا بالصورة التي نأملها، وأعتقد أن أسعار النفط المرتفعة نسبيا في الوقت الراهن تمثل تحديا كبيرا في حد ذاتها لجهود إنعاش الاقتصاد العالمي».

وفي وقت سابق في يناير رفعت الوكالة التي تقدم النصح للدول الصناعية الكبرى بشأن سياسات الطاقة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2013 بمقدار 240 ألف برميل يوميا إلى 90.8 مليون برميل يوميا، أي بزيادة نسبتها واحد في المئة عن مستواه في 2012 رغم المخاوف المتعلقة بحالة الاقتصاد العالمي.

وقال بيرول إن الوكالة قد تعدل بالزيادة توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام تبعا للاقتصاد الأوروبي الذي سيؤثر انتعاشه على مناطق أخرى.

وتابع «السؤال المهم في رأيي هو إن كان الاقتصاد الأوروبي سينتعش هذا العام وكيف. الحلقة الأضعف هي أوروبا. إذا رأيت صعوبة كبيرة في أوروبا فإن التداعيات ستكون على الاقتصاد العالمي وبالتالي على الطلب على النفط».

وقال بيرول إن الانتعاش البطيء التدريجي للاقتصاد الأوروبي مصحوب مع إشارات على التحسن من الصين والولايات المتحدة قد تؤدي لمعدل نمو افضل مما تتوقعه وكالة الطاقة العالمية وتدفعها لإعادة النظر في بياناتها.

وينتظر المستثمرون بيانات مهمة مثل مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين، وتقرير العمالة غير الزراعية الشهري الأميركي يوم الجمعة.

مستويات قياسية

ارتفعت أسعار النفط ليومين متتالين مسجلة مستويات قياسية مرتفعة لم تسجلها منذ عدة شهور، حيث اخترق النفط الأميركي حاجز الـ98 دولاراً للبرميل في بورصة نايمكس، وذلك للمرة الأولى منذ نحو عام كامل، فيما توقع خبير نفطي تحدث لـ"العربية. نت" أن تواصل الأسعار ارتفاعها العام الحالي وأن يواصل النفط تحركه فوق المئة دولار.

ويأتي الارتفاع في أسعار النفط في الوقت الذي يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي يتوقع أن يتمسك ببرنامج التيسير الكمي من أجل مزيد من التحفيز، وهو ما أعطى دفعة من التفاؤل في أوساط المستثمرين بالأسواق العالمية.

وسجل النفط الأميركي أعلى مستوى له خلال تداولات الأربعاء عند مستوى 98.27 دولاراً للبرميل، وذلك بعد يوم واحد من ارتفاعه بنسبة زادت على 1%، أما خام برنت فتجاوز مستوى الـ115 دولاراً مرتفعاً بنحو ربع نقطة مئوية.

وواصل النفط ارتفاعه على الرغم من البيانات المفاجئة للناتج المحلي الأميركي، التي أظهرت أول انكماش للاقتصاد الأميركي منذ ثلاث سنوات ونصف، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1%، لكن التفاؤل الذي يسود أوساط المستثمرين في انتظار اجتماع الفيدرالي الأميركي يبدو أنه ظل طاغياً، وحافظت أسعار النفط على مستوياتها المرتفعة، وإن كان الخام الأميركي عاد وهبط إلى ما دون 98 دولاراً، وهبط خام برنت إلى ما دون 115 دولاراً.

توقُّع مواصلة الصعود

وتوقع الخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور أن تواصل أسعار النفط ارتفاعها خلال العام الحالي، كما توقع أن يخترق الخام الأميركي مستويات المئة دولار ويحافظ على ذلك لمدة طويلة خلال العام.

وأشار بوخضور في حديثه لـ"العربية. نت" إلى أن النفط ذاهب إلى تسجيل ارتفاع في الأسعار يتراوح بين 5% و10% خلال عام 2013 مقارنة بأدائه خلال العام الماضي.

وأرجع بوخضور الارتفاع في أسعار النفط إلى جملة من الأسباب، من بينها انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي، حيث وصل إلى مستويات قياسية متدنية أمام اليورو والعملات الرئيسية الأخرى، ما أثّر إيجاباً على أسعار النفط.

كما أشار بوخضور إلى أن كلاً من مخزونات البترول الأميركية، وكذلك الأحوال الجوية في العالم، تلعب دوراً أيضاً في تحريك أسعار النفط.

إلا أن بوخضور يرى أن النفط تحول من "سلعة" إلى "أداة مالية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تستخدم هذه الأداة من أجل خفض العجز في ميزانها التجاري، وذلك بدفع النفط لمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تمثل ثلث الاقتصاد العالمي، وهي صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم، كما أنها أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلا أن الصين تحل في المرتبة الثانية وتشهد طلباً متزايداً على النفط نتيجة نسب النمو الاقتصادي القوية التي تسجلها.

وأشارت أحدث التوقعات إلى أن الطلب الصيني على النفط سيشهد خلال العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 4.8% عن العام السابق ليصل الى 10.28 ملايين برميل يومياً، وذلك بحسب معهد الأبحاث التابع لمؤسسة "سي إن بي سي" في تقريره السنوي عن الصين.

(رويترز - العربية نت)

back to top