العراق: مبادرة سياسية وأمنية برعاية إيرانية

بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني الجديد جواد ظريف لبغداد أمس، كشف رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن استعدادات لعقد مؤتمر وطني لقادة الكتل السياسية العراقية، وعن عقد اجتماع أمني مخصص لبحث التوترات الأمنية المتصاعدة، ما أثار توقعات بأن تكون طهران هي الراعية لهذه المبادرة.

بعدما وصل السجال والخلاف بين القوى السياسية في العراق إلى مرحلة صعبة وحرجة، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس، أن مؤتمراً وطنياً لقادة الكتل السياسية العراقية سيعقد نهاية الشهر الجاري لتوقيع وثيقة شرف وطنية، وأن اجتماعاً أمنياً سيخصص لمعالجة التوتر الأمني المتصاعد، وذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لبغداد، ما أثار تكهنات بشأن رعاية إيرانية لهذه المبادرة.

 

زيباري وظريف 

 

وكان النجيفي اعتبر بعد لقائه ظريف أمس أن الضربة الأميركية المحتملة لسورية «غير مفيدة»، معتبراً أنها «ستشعل ناراً في العراق والمنطقة»، مشيراً إلى وجود تطابق كامل في وجهات النظر بينه وبين المالكي حول الموضوع السوري.

وقال: «نعتقد أنا ورئيس الوزراء أن الضربة ستكون عاملاً لمزيد من النار وربما تكون هناك ردود أفعال»، موضحاً أن «العراق غير مستعد أن يكون طرفا، ويدعو الجميع الى حل سلمي».

وعقد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع ظريف، ركز على «الوضع الخطير» في سورية والمنطقة. وقال زيباري في المؤتمر: «بحثنا مجموعة من الأمور حول عقد لجنة التشاور السياسي بين البلدين وعقد اللجنة الوزارية المشتركة، وهناك زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء نوري المالكي لطهران في الفترة المقبلة، وستكون هناك زيارات أخرى للمسؤولين بين البلدين». وأوضح الوزير العراقي أنه تم بحث الأوضاع الاقليمية وتطورات الأزمة السورية، معتبراً أن «تفاقم الأزمة وتصعيد النزاع في سورية سيؤدي الى توتر الدول المجاورة بشكل كبير وستتأثر بشكل كبير أمنيا وإنسانيا وتداخل المجموعات الإرهابية بين البلدين».

وشدد زيباري على أن «العراق أكد أنه لن يكون منطلقا لاعتداء على سورية أو تقديم أي تسهيلات في هذا الموضوع»، لافتا إلى أن «العلاقات العراقية - الأميركية ستستمر في حال ضرب سورية».

من جانبه، قال الوزير الإيراني إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى الى إقامة أفضل العلاقات مع العراق كونه بلدا مهماً، والعراق وإيران بلدان مهمان في المنطقة ويجب أن تكون العلاقات بينهما قوية جدا، وأن هذه العلاقات موجودة على أساس ديني واجتماعي».

وأضاف: «منطقتنا تعيش وضعاً حساساً وينبغي أن يكون التعاون والتكاتف بين الجميع لتفادي الحرب المحتملة على سورية ونحن بحاجة الى التحاور بعيدا عن الحروب الدامية ونسعى الى ألا نشاهد هذه الحرب في المنطقة»، مشيرا إلى أن «ضرب الولايات المتحدة الأميركية لسورية خطر على جميع دول المنطقة ونحاول أن نبعد هذه الحرب».

وشدد على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «دخل في فخ في رغبته الشخصية ونتمنى أن يخرج من هذا الفخ كونه ليس في مصلحته وليس في مصلحة بلدان المنطقة توجيه ضربة عسكرية لسورية».

في السياق، قال المالكي خلال استقباله الوزير الإيراني أمس، إن «الطائفية لا تقل خطورة عن السلاح الكيماوي»، مجددا «موقف العراق الداعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي تزداد تعقيدا بسبب التدخلات الخارجية». وذكر أن «إيجاد حل سياسي للأزمة السورية سيكون في مصلحة جميع الأطراف الداخلية والإقليمية».

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي)