أخطار الحفر النفطي في المنطقة القطبية

نشر في 09-03-2013
آخر تحديث 09-03-2013 | 00:01
مع توقف منصة النفط «كولوك» عن العمل سوف يهدد المشرعون والهيئات التنظيمية مصدراً بيئياً مهماً ما لم يراجعوا خطواتهم بشأن الإجراء اللازم للحفر بشكل آمن في ظروف بيئية مليئة بالتحديات.
 لوس أنجلس تايمز ثمة قدر قليل من الأخبار الجيدة التي تنطوي عليها خطوة إيقاف منصة "كولوك" النفطية عن العمل في بحر بيفورت قبالة آلاسكا. إذ تبين أن توقفها على مقربة من جزيرة كودياك لم يفض على ما يبدو إلى حدوث تسرب نفطي وذلك بفضل هيكلها الصلب المدعم والمضاعف الذي بلغت سماكته 3 بوصات. غير أن الدرس الذي تعلمناه من المنصة المذكورة التي انفصلت عن القوارب التي كانت تحاول جرها إلى سياتل بعد أول موسم لها في بحر بيمونت، هو أنه بعد كل الخطوات الاحترازية التي اتخذتها شركة "شل" لم يكن الرؤساء التنفيذيون في الشركة ولا الهيئات التنظيمية الفدرالية على استعداد تام لمواجهة الظروف الخطرة في المنطقة القطبية الشمالية.

وقد تم سحب المنصة التي تفتقر إلى نظام دفع ذاتي لأغراض الصيانة قبل أن تبدأ في موسم الحفر التالي في فصل الربيع- وكان يفترض أن تكون تلك عملية روتينية تنطوي على سحب المنصة بعد انتهاء موسم الحفر الربيعي- الصيفي في 31 أكتوبر إلى منطقة معتدلة الطقس في فصل الشتاء. ولكن حصل تأخير بسبب مشاكل تتعلق بالطقس والمعدات المانعة للتجمد على المروحيات التي كان يفترض أن تنقل معظم الطاقم من المنصة قبل تحركها. ونتيجة لذلك لم تبدأ عملية الجر حتى بلغنا أيام الشتاء الصعبة.

وتمثل هذه أحدث مشكلة من بين قائمة من المشكلات التي تتعرض لها شركة "شل". وقد أخفقت في بناء قبة احتواء تصلح للمنطقة القطبية الشمالية- كما وجد خفر السواحل الأميركي في شهر نوفمبر عيوباً خطيرة في شهر نوفمبر في أجهزة التحكم بالتلوث والمعدات الخاصة بسلامة الطاقم على متن سفينة الحفر "نوبل ديسكفرر" التي استخدمتها "شل" في بحر تشاكتشي.

غير أن تلك السفينة غادرت تشاكتشي في ذلك الوقت لأن موسم الحفر هناك ينتهي في 24 سبتمبر قبل أن تسنح الفرصة للجليد والبحار الهائجة والعواصف العاتية لتهديد العمليات. ولنأخذ في الاعتبار، كحد أدني، ما حدث لمنصة "كولوك" في أكتوبر، وبالتالي فإن الهيئات التنظيمية سيكون بوسعها الإقرار بالموعد المشابه للمضي قدما إلى "بحر بيوفورت".

وقد تم إيقاف منصة "كولوك" على بعد 50 ميلاً من منشأة رئيسية لخفر السواحل ما سهل عملية الاستجابة السريعة هناك، ولكن ماذا لو أن الحالة ذاتها حدثت على بعد 800 ميل؟ وربما كان يتعين على المنصات النفطية عدم العودة الى المنطقة القطبية الشمالية في فصل الربيع المقبل قبل التأكد من سلامة الإجراءات بصورة تامة، لما ينطوي عليه مثل هذا الأمر من مخاطر بيئية تؤثر على مصدر بيئي معرضة للكثير من التحديات.

Francisco Toro

back to top