كلوديا مرشليان: كتابة سيرة وديع الصافي في فيلم تحدٍّ لي

نشر في 09-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 09-05-2013 | 00:02
أخذت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان على عاتقها وضع الإصبع على جراح المجتمع اللبناني ومحاولة تفكيك عقده من خلال قصص درامية حققت نجاحاً، آخرها {جذور}، مسلسل لبناني مصري صوّر بين لبنان ومصر وفرنسا من اخراج فيليب أسمر وإنتاج شركتي MR7
وEndemol Middle East، ويُعرض على قناة أبو ظبي وشاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال. راهناً تنكبّ مرشليان على التحضير لفيلم سينمائي يتناول سيرة الفنان الكبير وديع الصافي، فضلا عن الفيلم السينمائي {بالصدفة} إخراج باسم كريستو. عن مسلسل {جذور} ومجمل أعمالها تحدثت كلوديا مرشليان إلى {الجريدة}.
ما ردود الفعل على مسلسل «جذور» بعد عرض حلقاته الأولى؟

سجّل نسبة مشاهدة مرتفعة في الدول العربية، رغم أنني لم أتناول فيه قصة عامة أو مجتمعاً عربياً معيّناً، بل قصة لبنانية جريئة، فضلا عن تسجيله نسبة مشاهدة مرتفعة عبر «يوتيوب» أيضاً.

هل شاركت في اختيار الممثلين؟

طبعاً، ففي أي عمل درامي يشارك الكاتب والمخرج والمنتج في اختيار الممثلين. المميز في المسلسل، أن الممثلين الذين اخترتهم أرادهم المنتج مفيد الرفاعي أيضاً، فجاء «الكاستينغ» متكاملا لأن كل ممثل وُضع في مكانه المناسب.

كيف تقيّمين الثنائية بين باميلا الكيك ويوسف الخال؟

ناجحة، وذلك ليس بمستغرب لأنّهما موهوبان ومتمكنان من أدائهما وينجحان معاً بسهولة بفضل التناغم التلقائي بينهما، فيقتنع بهما الجمهور ويتبنى قصتهما.

هل أنت راضية عن تنفيذ المسلسل، وهل تابعت شخصياً المونتاج؟

تابعت مونتاج الحلقات الأولى عندما كان المخرج فيليب أسمر يصوّر المسلسل، ومن ثم أشرف شخصياً على هذا الأمر ليضفي لمسته الأخيرة على الحلقات قبل عرضها. عندها اكتفيت بمتابعة المسلسل في منزلي كأي مشاهدة عادية لأستمتع به وأتفاعل مع أحداثه.

ما أهمية التكامل بين نص الكاتب ورؤية المخرج في أي عمل فني؟

الثقة مهمة بين فريق العمل ككل. تعاونا أسمر وأنا في أعمال عدّة نالت استحساناً لدى الجمهور، لذلك نحن مستمران في التعاون.

برأيك هل أصبحت الدراما اللبنانية أقرب إلى الجمهور العربي؟

طبعاً، هكذا يجب أن تكون في الأساس، وما تحقيق المسلسلات اللبنانية راهناً نسبة مشاهدة مرتفعة عبر القنوات العربية إلا الدليل على اقترابنا من الجمهور العربي، بغضّ النظر عما إذا أحب أعمالنا أم لم يحبها.

كيف تقيّمين التعاون مع المنتج مفيد الرفاعي؟

جميل وجيّد. تعبنا في أثناء التحضير للمسلسل، لأنها المرة الأولى التي يعمل فيها الرفاعي في لبنان وغيره من الدول العربية، ولم يكن فريق عمله جاهزاً بعد ولم يكن معتاداً على فريق التقنيين الأردنيين وفريق العمل اللبناني، فأنجزنا معاً تركيبة ملائمة لتنفيذ المسلسل وسعينا إلى تحقيق الأفضل، ما أدى إلى اكتساب الرفاعي خبرة أوسع في هذا المجال، خصوصاً بعد المشكلات التي اعترضتنا في الكواليس، لكنّ الأهم توافر نية طيبة في تقديم أعمال جيدة وإنتاجها بمستوى راقٍ.

هل سيؤسس «جذور» إلى تعاون جديد معه؟

طبعاً، إن شاء الله.

ما جديدك بعد «جذور»؟

أحضّر مسلسلين، أحدهما لشاشة «أم بي سي» والثاني لشركة «مروى غروب»، بالإضافة إلى  مشاريع أخرى، من ضمنها عمل مع المنتج مفيد الرفاعي.

هل ترك رحيل المنتج أديب خير فراغاً على صعيد الإنتاج؟

مع أن تعاوننا اقتصر على مسلسل «روبي»، إلا أن أديب خير ترك فراغاً على الصعيدين المهني والشخصي، لأنه كان مميزاً بطبعه، وأصبح صديقاً مقرباً وشقيقاً لي وخططنا معاً لأعمال جديدة ومستقبل درامي مشرق، لكنه رحل تاركاً فراغاً في حياتي المهنية واليومية على حد سواء.

ما ارتدادات الإنتاجات العربية المشتركة على الدراما اللبنانية؟

ترفع من شأن الدراما اللبنانية وتدعمها لتنافس الدراما العربية. من هنا على المنتجين اللبنانيين التحضير لإنتاجات عربية مشتركة، ذلك أن بيع المسلسل لشاشة محلية فحسب، لا يسد الحاجات المادية للحلقة الدرامية الواحدة، فيضطر المنتج إلى تمويل الحلقات عبر بيعها كعرض أول إلى شاشات عدّة.

هل يقاس نجاح العمل الدرامي بمدى السخاء الإنتاجي عليه؟

لا، لأن القصة هي العنصر الأهم الذي يؤمن نسبة مشاهدين مرتفعة، فإذا كانت سطحية ولا تلامس إحساس المشاهد تُظهر الممثل سطحياً وفاشلا في أدائه مهما عظمت كلفة إنتاج المسلسل، من ثمّ يأتي {الكاستينغ} الذي يضع الممثل المناسب في الدور المناسب، والإنتاج الضخم الذي يؤمن إمكانات لوجستية للمخرج فيضيف الكماليات عبر رؤيته الإخراجية الجميلة. لذلك يتطلب المسلسل الناجح تكاملا بين عناصره كافة، أي النص والكتابة والإخراج والتمثيل والإنتاج والتسويق، اضافة إلى مستوى الشاشة التي تعرض المسلسل.

تطرحين قضايا ذات خصوصية لبنانية، كيف تجذبين المجتمعات العربية إليها؟

ينجذب الجمهور العربي إلى مشاهدة قصص تتعلق بمجتمعات عربية أخرى  لاكتشاف خصوصيتها والاطلاع على حياتها اليومية، فما الفائدة في تقديم مسلسل لبناني مستنسخ عن مجتمع خليجي أو مصري وعرضه في تلك المجتمعات؟ فهو لن يجذب الجمهور العربي ما دام يفتقد إلى المصداقية.

ما مصدر إلهامك؟

الكتابة هوايتي وهي موهبة صعبة إما أن نملكها أو لا نملكها، بالإضافة إلى أنها  أصعب المهن، لذلك يقلّ عدد الكتاب في المجتمع. وما دامت هي هوايتي وموهبتي وامتلك القدرة، فسأستمر في تحديد خيوط كل قصة تخطر في بالي وكتابتها. ثم مجتمعنا غنيّ بالقصص ومتنوع بطبقاته الاجتماعية وأديانه، ويحوي تناقضات كثيرة وتتوافر فيه مبادرات فردية في ظل غياب الدولة، بالتالي يمكن أن نستوحي من هذه الأمور قصصاً من دون التجريح بأي كان.

أخبرينا عن الفيلم حول السيرة الذاتية للفنان الكبير وديع الصافي.

عندما عرضت عليّ الفكرة  وافقت عليها، من ثم أعددنا دراسة طويلة معمّقة عن الصافي ارتكزت عليها وعلى خيالي وتقديري لهذا الفنان الكبير ومسيرته الطويلة لأكتب فيلماً سينمائياً أتمنى تنفيذه وتصويره قريباً، وهو من إنتاج شركة «شيرا» (خازن أبو شهلا)، مدته ساعة ونصف الساعة، يتناول أهم المراحل التي مرّ فيها هذا الفنان القدير حتى وصل إلى القمة، من ضمنها التجربة العظيمة التي اختبرها في حياته.

ألا يشكل هذا العمل تحدياً ومسؤولية في آن؟

طبعاً. وديع الصافي فنان مهم وينتظر جمهوره الكبير صدور الفيلم. رغم اعتباري أي عمل أقوم به تحدياً جديداً، إلا أنني شعرت تجاه الفيلم بمسؤولية كبيرة، لأنني جمعت تسعين عاماً من حياة هذا الفنان العظيم  في ساعة ونصف الساعة، وهذا ليس بالأمر السهل.

من سيؤدي شخصية «وديع الصافي»؟

لم نحدد فريق التمثيل بعد.

وماذا عن فيلمك السينمائي «بالصدفة» مع المخرج باسم كريستو؟

كتبته منذ فترة لكن انشغالنا باسم وأنا أخّر إنجاز التحضير، خصوصاً أن إنتاجه غير مدعوم مادياً وبالتالي يحتاج إلى بعض الوقت للتنفيذ، يفترض بدء تصويره بعد شهرين تقريباً. أما بالنسبة إلى تفاصيله، فأنا أتحفظ عليها لأن نشرها يضرب الفيلم ولا يساعد في تسويقه، إذ يفقد المشاهد عنصر المفاجأة ولذّة المتابعة. لذلك يجب الحفاظ على خصوصية العمل الفني والإبقاء على عنصر المفاجأة فيه وعدم الإفصاح عن التفاصيل.

back to top