صراعات الفنانين مع عائلاتهم... ثمن إضافي لشهرتهم؟

نشر في 11-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-02-2013 | 00:01
قدر النجوم أن يعيشوا في توتر دائم، إذا لم يكن بسبب الفن قد يكون بسبب خلافات عائلية وما أكثرها لديهم، لا سيما أنها تتخذ أبعاداً تفوق ربما تلك التي تتخذها لدى الناس العاديين، وخير مثال على ذلك خلافات هيفا مع شقيقتها، أصالة مع شقيقها، ومي حريري مع طليقيها...
رفعت هيفا وهبي شكوى لدى المحاكم المختصة تتهم فيها شقيقتها رولا يموت بجرم القدح والذم والتهجم عليها، وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها هيفا مع شقيقتها في صراع يصل إلى القضاء. فرولا تريد أن تكون هيفا الثانية، والأخيرة تريد أن تثبت أن الطلاق لم يؤثر عليها وأنها ما زالت قوية وقادرة على المواجهة، وربما هذه رسالة توجهها إلى كل من يحاول التربص بها. تسعى الوالدة باستمرار إلى التدخل لإصلاح ذات البين بين الشقيقتين، لكن لا حياة لمن تنادي.

معروف أن هيفا تنفق على شقيقتها وتدفع أقساطها الجامعية، وقد حاول كثر استغلال هذا الخلاف فشجعوا رولا على خوض مجال الغناء لأجل القول لهيفا إنها ليست الوحيدة على الساحة وثمة من يهدد عرشها، وفي كل مرة تنجح هيفا في كبح جماح شقيقتها عن طريق إرضائها مادياً و معنوياً، لكن بعد أن تكون المعركة وصلت إلى أوجها وقالت كل واحدة منهما ما في قلبها ضد الأخرى، وتدخّل أولاد الحلال لإصلاح ذات البين إنما بعد خراب مالطا.

أصالة ومي

ليست هيفا الوحيدة التي تعيش توتراً مع أحد أفراد عائلتها، فقد احتفلت أصالة نصري بخطوبة ابنتها منذ أكثر من شهر في غياب والدها أيمن الذهبي، ما يكرس القطيعة بين الطرفين، وظهرت شام مع والدتها وزوج والدتها وإخوتها فيما لم يصدر عن والدها أي تعليق كأن شام ليست ابنته الوحيدة.

منذ وقت ليس بطويل وقع خلاف بين أصالة وشقيقها أيهم، ووصل الأمر إلى القضاء، عدا الاتهام السياسي بين الطرفين، فأيهم يتهم شقيقته بقلة الوفاء تجاه عائلة الأسد التي ساهمت في علاجها. في المقابل، تتهم أصالة شقيقها بمساندة النظام القاتل لشعبه، وما زالت القطيعة مستمرة بينهما رغم محاولات العائلة رأب الصدع ولم شمل العائلة.

لا يختلف الأمر في عائلة مي حريري، فالموسيقار ملحم بركات ترك لطليقته أمر تربية ابنهما ملحم جونيور، ورغم محاولات مي إبراز أن العلاقة بينها وبين ملحم بركات طبيعية لأجل ابنهما الذي يعاني ظروفاً صحية ويعيش خارج لبنان مع عائلة مي، إلا أن الجميع يعلم أن الموسيقار يرفض التقرب منها، كذلك الحال بالنسبة إلى زوجها الثاني والد ابنتها سارة، إذ تعيش حالة قطيعة تامة معه.  

ظاهرة وضحية

«العلاقات المعقدة بين مي وطليقيها تعود إلى عدم قدرتها على الإمساك بزمام الأمور في حياتها الشخصية نتيجة إما طيبة القلب أو ضعف في الشخصية»، توضح  الدكتورة هبة الصغير، اختصاصية علم النفس العيادي، وتضيف: «ثمة مشاهير يهوون الظهور بمظهر الضحية أمام الدائرة الصغرى أي عائلتهم وأمام الدائرة الكبرى أي جمهورهم، وهذا ينطبق على حالة مي حريري التي تريد أن تبدو أمام الجميع بأنها الحاضنة الوحيدة لولديها ليس عاطفياً فحسب إنما مادياً أيضاً».

أما بالنسبة إلى علاقة هيفا وهبي بشقيقتها، فتعلق الدكتورة الصغير بأن هيفا شكلت في فترة من الفترات ظاهرة قلدتها الفتيات فكيف بالحري شقيقتها، فضلاً عن أنها من نوع النساء اللواتي لا يقبلن الهزيمة على الإطلاق، خصوصاً إذا أتت من المقربين منهن.

 تشير الصغير إلى أن هيفا لا تنفق على شقيقتها من باب الالتزام العائلي فحسب بل من باب أنها قادرة على القيام بواجباتها العائلية في وقت يعجز بقية أفراد العائلة عن ذلك، «هذا أمر طبيعي بالنسبة إلى شخصية مثلها تتسم بالقوة والقدرة على المواجهة. قد تسامح الضعيف ولكنها لن تسامح أبداً القوي أو المستقوي».

أما في حالة أصالة نصري، فترى الصغير أنها تريد الظهور كالمظلومة سواء في بداية حياتها أو مع زوجها الأول الذي تؤكد أنها ذاقت الأمرين منه، «ربما هي صادقة وربما تبالغ لتبرر أي تصرف يصدر عنها اليوم تجاه طليقها أو تجاه شقيقها. حتى شام التي تساند والدتها في كل كبيرة وصغيرة، يبيّن تصرفها تأثير أصالة الكبير عليها وقدرتها على توجيهها كما تريد».

توضح الصغير أن أصالة سعيدة بالدور الذي تؤديه كمساندة للثورة السورية ليس من باب السياسة فحسب، ولكن على غرار أي نجم في العالم يحب أن يكون حديث الناس، فلا يتردد في الدخول إلى أروقة المحاكم حتى لو كان غريمه أحد أفراد عائلته. وتعزو الصغير ذلك لأسباب عدة من بينها: الدعاية التي يمكن أن يجنيها النجم سواء بالسلب أو الإيجاب، حرصه على الظهور كضحية لغريمه، لأن وسائل الإعلام ستهتم بأخذ رأيه بالدرجة الأولى، عدا عن المعجبين الذين سيساندونه في مواقفه سواء كان على خطأ أو على صواب.

رولا سعد

حول الفنانة رولا سعد التي لطالما أظهرت نفسها ضحية هيفا وهبي وظروفها العائلية القاهرة، تقول الصغير إنها قرأت حول تردد سعد إلى طبيب نفسي، في حوار أجري معها، واستنتجت أنها تهوى الظهور ضعيفة وضحية بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى نفسها، وتتابع: «ربما عندما تقف أمام المرآة ترى نفسها أقوى امرأة في العالم، وتكمن قوتها في الضعف الذي تظهره أمام الجمهور وهي على يقين بأنه سيتعاطف معها».

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نجحت رولا في كسب تعاطف الجمهور معها، أم كفت عن الظهور بمظهر الضحية عندما شعرت بأن هدفها لم يتحقق بالطريقة التي تريدها؟

back to top