الأسد لن يتنازل مهما اشتد الضغط والخطيب يمدد لمبادرته
• مقتل 10 في انفجار سيارة على الحدود التركية و14 عنصر مخابرات في انفجار سيارتين في الشدادة• المعارضة تسيطر على سد الفرات كاملاً... و«جبهة النصرة» تقطع رأس أبوالعلاء المعري في حلب
جدّد الرئيس السوري بشار الأسد تمسكه بالسلطة، مؤكدا أنه لن يتنازل مهما اشتدت الضغوط، في وقت مدد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب مبادرته للحوار مع النظام، بينما حققت المعارضة انتصارا ميدانيا بسيطرتها على سد الفرات.أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أنه لن يتنازل مهما اشتدت «الضغوط» و»المؤامرات». وقال الأسد خلال استقباله وفداً اردنياً في دمشق إن «سورية ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات، التي لا تستهدف سورية فحسب، بل العرب جميعا».جاء ذلك في وقت لمح رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أمس إلى أن عرضه بإجراء محادثات مع الحكومة السورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهرا مازال قائما، بعد يوم من انقضاء مهلة حددها دون أن يتلقى رداً.وقال الخطيب بعد محادثات أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة: «النظام لم يعط جوابا واضحا حتى الآن. انه يقبل بالرحيل توفيرا للدماء والخراب»، مضيفاً: «لم يحصل ترتيب أي لقاء، ولم يحصل أي اتصال رسمي حتى الآن مع أي طرف».وعندما سئل الخطيب عن السبب الذي يجعل عرضه قائما رغم انقضاء المهلة، أجاب أنه مازال ينتظر رد الحكومة ثم بعد ذلك سيدرس الوضع.ومضى يقول «عرضنا المبادرة التفاوضية ليس ضعفا وإنما من باب مد اليد لرفع المعاناة عن الشعب السوري». وفي وقت لاحق قال الخطيب في صفحته على «فيسبوك» إنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلي الأسد في مناطق شمال سورية تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة دون أن يحدد مهلة.وعرض الخطيب الأسبوع الماضي إجراء محادثات مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، إذا أفرجت الحكومة عن المعتقلات كبادرة على حسن النوايا. وقلل الخطيب من شأن الانقسامات داخل المعارضة قائلا «المبادرة لم تقسم المعارضة السورية. نحن نعتبر هذا نوعاً من الديمقراطية الثورية. كل طرف في المعارضة يدلي بدلوه ويعبر عن رأيه».وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال يوم الجمعة، إن «المعارضة يمكنها أن تأتي إلى دمشق لبحث مستقبل سورية، بما يتوافق مع اقتراحات الأسد للحوار الوطني ودون شروط مسبقة». وطالب رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، أمس، في مؤتمر صحافي عقده بعد مباحثات منفصلة أجراها مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، بأن تشغل المعارضة السورية مقعد سورية في الجامعة العربية والمنظمات الدولية، مؤكداً في الوقت ذاته أن إنهاء الأزمة السورية «يتوقف على رحيل بشار الأسد». انفجار على الحدودفي غضون ذلك، قتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب نحو ثلاثين بجروح أمس في انفجار سيارة مفخخة على الحدود بين تركيا وسورية، كما اعلن رئيس بلدية بلدة ريهانلي حسين سنوردي. وأوضح سنوردي لشبكة «إن تي في» التلفزيونية أن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة تحمل لوحة تسجيل سورية. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس وقوع الانفجار، موضحا انه تسبب في احراق نحو 15 سيارة متوقفة على مقربة من اخر نقطة مراقبة تركية قبل الحدود. ووقع الانفجار على بعد نحو اربعين مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، كما اوضحت شبكة «ان تي في» ايضا.الشدادةوقتل 14 عنصرا على الأقل من المخابرات السورية الاثنين في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان أمام مفرزتين امنيتين في إحدى مدن محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد «قتل ما لا يقل عن 14 عنصرا من المخابرات العامة (أمن الدولة) والمخابرات العسكرية، وذلك اثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة سيارتين مفخختين امام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية في مدينة الشدادة»، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب «وجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة».وسيطر مقاتلون معارضون أمس على سد الفرات في شمال سورية، وهو أكبر السدود المائية في البلاد، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنها «الهزيمة الاقتصادية الأكبر» للنظام السوري منذ بدء النزاع. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن السد لايزال عاملا، موضحا أن «مقاتلين من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) وكتيبة أحرار الطبقة وكتيبة اويس القرني»، دخلوا الى غرف التحكم بالسد «قبل أن يعودوا ويتمركزوا على مدخليه، تفاديا لأن يقوم النظام بقصف هذا السد الحيوي». إلى ذلك، قام مقاتلون من «جبهة النصرة» بقطع رأس تمثال الشاعر والفيلسوف العربي أبوالعلاء المعري في حلب.صالحيفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن المعارضة السورية «موجودة بالفعل» ويعلو فيها صوت «معتدل» و»عقلاني»، في إشارة إلى رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب، بحسب حديث نشرته صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة.وقال صالحي «إذا كان أحد قد راهن أو تصور على أن تسقط الحكومة السورية فهذا تصور خاطئ والأيام أثبتت ذلك، وفي الوقت نفسه فإن المعارضة أيضا حقيقة موجودة لا نستطيع إنكارها».(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي)