وسائل التواصل أم التفكك الاجتماعي؟!

نشر في 20-04-2013
آخر تحديث 20-04-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي انتشر في ما بيننا اليوم "تويتر" و"فيسبوك" و"واتس اب" ويوتيوب" وغيرها من البرامج التي اندرجت تحت مسمى "وسائل التواصل الاجتماعي"، وهو المسمى الذي انتشر صيته واستخدامه عالمياً، ولا يكاد أحد فينا اليوم لا يستخدم إحدى تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة، بل حتى الأطفال الصغار أصبحوا محترفين في استعمالها، وأصبح لكثير منهم حسابات فيها، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل يصح فعلاً أن نطلق مصطلح "وسائل التواصل الاجتماعي" على تلك البرامج المنتشرة حولنا؟!

إن المتأمل لواقع الناس اليوم بعد استخدامهم اليومي والمتواصل لمثل هذه البرامج يجد أنها أدت إلى خلق مشاكل عديدة بين الناس، وأثرت في عادات وموروثات كانت سائدة بينهم، فعلى سبيل المثال أصبحت صلة الأرحام اليوم ليست كما كانت عليه قبل دخول "واتس اب" و"فيسبوك" و"تويتر" إلى حياتنا اليومية، فاليوم أصبحت تهنئة الأهل والأقارب لأي مناسبة اجتماعية لا تتم إلا عن طريق إرسال "واتس اب" مشترك لكل من في "القروب"، حتى الاتصال الهاتفي للتهنئة يكاد ينعدم اليوم أمام تلك الوسائل الحديثة.

بل الأدهى والأمر من ذلك أنه عندما يتعاتب شخصان على موضوع قلة التواصل وصلة الأرحام أو الاتصال الهاتفي، فإن رد أحدهما على الآخر يكون "دزيتلك واتس اب... شتبي أكثر من جذيه"!

ليس ذلك فحسب، فقد أدت تلك البرامج الحديثة إلى انتشار الخصومة الشديدة بين الناس بل حتى بين الأهل والأصدقاء، وذلك من خلال كثرة السب والشتم والطعن في الأشخاص من خلال هذه البرامج.

والمحاكم اليوم تشهد على أمثال هؤلاء الناس الذين تخفوا تحت حسابات وهمية وبدأوا بسب الناس والطعن في أشخاصهم وقبائلهم ومذاهبهم. كما أن هذه البرامج كـ"تويتر" و"واتس اب" أدت أيضاً إلى انتشار الشائعات المغرضة في المجتمع، إضافة إلى سهولة تداول وانتشار الأخبار الكاذبة بين أوساط كبيرة من الناس، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع كله.

وأمام كل ما سبق ذكره والتأثيرات السلبية لبرامج "واتس اب" و"تويتر" و"فيسبوك" على عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا، هل يصح حقاً أن نطلق عليها مسمى "وسائل التواصل الاجتماعي"؟!

back to top