ابتسام شاكوش: الرواية العربية «تغلي» على نار الأحداث

نشر في 12-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 12-02-2013 | 00:02
No Image Caption
تعيش الروائية السورية ابتسام شاكوش حالة من الحزن على شعبها السوري وبسبب التخاذل العربي والدولي الواضح لمناصرة حق الشعب في حياة ديمقراطية كريمة، وترى أن الأدب العربي تغير كثيراً بعد تلك الثورات وسينهض بشدة في المستقبل القريب. التقتها «الجريدة» أثناء زيارتها القاهرة أخيراً وكان هذا الحوار.
كيف تقدم ابتسام شاكوش نفسها بعد الأحداث في سورية المواطنة أم الأديبة؟

أنا مواطنة قبل أن أكون أديبة وكنت أعمل في دائرة السجل المدني في سورية وعضو اتحاد الكتاب العرب ولكني لا أفصل المواطنة عن كوني أديبة وقد بدأت الاهتمام بالأدب منذ سن مبكرة من أجواء المدارس في مدينة حماة حيث كان معظم المعلمين من الأدباء أو المهتمين بالأدب، أذكر منهم الشاعر عبد الوهاب الشيخ خليل وآخرين ممن تعلمت منهم كثيرا وكنت في المراحل الأولى من التعليم ثم بعد ذلك توسعت مطالعتي وتنوعت  لتشمل كل التيارات الفكرية والأدبية باجتهاد شخصي مني ومن وقتها وأنا أهتم بالأدب والثقافة بشكل عام.

كيف ترين الأوضاع في سورية راهناً؟

الوضع في الحقيقة صعب وسيئ للغاية والخوف الحقيقي يكمن في أن يتحول الصراع في سورية إلى صراع طائفي، فضلاً عن أن عملية  التهجير مستمرة وعشرات الشهداء يسقطون يومياً وآلاف الجرحى ينزفون، وقد زرتهم في ملاجئ تركية حيث الكثير  من الحالات الحرجة التي تحتاج إلى علاج وأدوية وتوفير أبسط سبل الحياة لهم.

كيف خرجت من سورية؟

واجهنا صعوبات كثيرة وتم اعتقالنا وتهجيرنا بالقوة من منازلنا ومن أرضنا في مدينة الحفة الخاوية تماماً اليوم من السكان. ثم ذهبت عن طريق التهريب إلى تركيا على الحدود مع سورية مع معاناة ومشقة وسفر بين الجبال، ثم من تركيا جئت إلى مصر ولا أعرف المحطة المقبلة.

كيف ترين واقع الأدب العربي الحالي؟

الأدب العربي قبل الثورات العربية يختلف عن الأدب بعدها. قبل الثورات، كانت مهمة بعض الكتاب الكتابة لأجل التقرب إلى السلطان وحاشيته والمرور على أكتاف الآخرين، وكان هذا المشهد واضحاً لدينا في سورية بشكل فج.

هل تتوقعين أن تفرز الثورات العربية مشروعا تنويريا للأمة؟

بدأت المشاريع التنويرية فعلاً وثمة مشاريع في سورية ومصر وبعض الدول العربية الأخرى وقد أعطتها الثورات قيمة واسعة. كذلك ثمة مشاريع عربية ستظهر في العالم العربي جيلاً بعد جيل وستخرج الكثيرين أمثال محمود عباس العقاد وغيره.

ما رأيك في وضع الرواية العربية؟

محصورة دائماً داخل الوطن العربي وبين القراء العرب لعدم توافر المؤسسات المتخصصة في الترجمة ونشر الأعمال العربية خارج حدود الوطن العربي، وهذه مهمة المترجمين العرب. أشير هنا إلى أن بعض الأعمال المترجمة يغلب عليه علاقة المترجمين بأصحابه.

مقولة عصر الرواية، هل تناسب الوضع الحالي؟

بالطبع. نعيش في عصر الرواية لأنها تسجل التاريخ الأصدق للأمم وليس التاريخ الذي تكتبه الحكومات، وهي اليوم أقوى من الشعر وأكثر قراءة وحضوراً.

أيهما بدأت الكتابة به أولا وما الأقرب إليك القصة القصيرة أم الرواية؟

بدأت حياتي الأدبية بكتابة القصة القصيرة ثم الرواية، لكن الأولى هي في مقام ابنتي وحبي لها كبير جدا وعندما تأتي فكرتها أترك كل شيء وأتفرغ لها. أعتقد أن القصة القصيرة تصلح للمنابر وللصحف والمجلات وتلقى قبولاً كبيراً من القراء.

ماذا عن علاقتك بالأديب السوري الراحل عبد السلام العجيلي؟

بدأت الكتابة متأخرة. في عام 1994، كتبت أول قصة قصيرة وهي «إشراقة أمل» ولم تكن لدي فكرة آنذاك عن النشر والكتابة. نصحني أحد أصدقائي بالمشاركة في مسابقة «البتّاني» المحلية وفوجئت بفوز قصتي بجائزة المسابقة، لكنني لم أحضر حفلة توزيع الجوائز خوفاً من الصحافيين لأنني لم أكن أملك رصيداً أدبياً أتحدث عنه.

بعد مرور أسبوع على الحفلة، كنت قد سافرت إلى الرقة لزيارة الدكتور عبد السلام العجيلي في عيادته بعد موافقته على طلبي في التعلم منه والنصيحة، وفعلاً نصحني ألا أبحث عن شهرة أو مال من خلال الكتابة وألا أستمع إلى كلام النقاد  فلو استطعت الاستمرار في الكتابة فأنا كاتبة وإن لم أستطع فعليّ تركها فوراً. كان رجلاً عظيماً بحق وطبيباً ماهراً، فحتى آخر لحظات حياته كان يعالج المرضى في مقابل أجر زهيد جدا.

رغم كثرة إنتاجك القصصي فإن رواياتك هي التي حصدت الجوائز، لماذا؟

صحيح، لكن ثمة جوائز منحت لي على بعض قصصي القصيرة منفردة وليس كمجموعة قصصية، لغياب المسابقات المحلية في سورية المهتمة بالقصة القصيرة.

ثرت في كتاباتك على الواقع المعيش. اليوم بعد الثورة، على ماذا ستثورين؟

ما كتبناه قبل الثورة لم يعد نافعا الآن لأنه كان انتقاداً لحالة الموت السريري التي تعيشها الشعوب العربية وأدت إلى الثورة الآن. لكن اليوم، أكتب عن النماذج المشرقة من المرأة والطفل والرجل الذي قام بالثورة، فالرواية التي أكتبها الآن «قشرة البيضة» بطلها رجل كردي له مواقف وطنية مشرفة، أؤكد من خلال أحداثها على الوحدة الوطنية التي يريد النظام تفتيتها.

كيف ترين مستقبل المرأة العربية بعد ثورات الربيع العربي؟

متفائلة جداً... فها أنا قد سافرت من سورية إلى تركيا إلى مصر لوحدي، وأتواصل مع السوريين كلهم في مصر، وأؤمن للاجئين المسكن والعمل. كذلك أتواصل مع الجرحى في تركيا، إضافة إلى أنني أعيش من أجر كتاباتي.

ما أقرب أعمالك إليك ولماذا؟

روايتي الأولى هي «الوجه المكسور»، ودائماً أول الأعمال الأدبية يحمل الكثير من البصمات الشخصية، وهي فعلاً تتضمن الكثير من تجاربي وهي الأقرب إليّ، بالإضافة إلى بقية الأعمال الأخرى بالطبع.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

بدأت في كتابة رواية تحكي عن ثورتنا في سورية والهجرة من قرانا سواء إلى الداخل أو إلى الخارج، وتتناول مشروع تقسيم سورية الذي لن ينجح لأن سورية أبقى وستظل قوية.

back to top