إيوان مارين لـ الجريدة•: الجماعية سر تفوق العميد

حقق الفريق الأول لكرة القدم بنادي الكويت لقب بطولة الدوري الممتاز للموسم الحالي الذي اختتم منافساته مساء أمس الأول عن جدارة واستحقاق شديدين، خصوصاً أن الأبيض نافس نفسه في تحقيق الأرقام القياسية، سواء في عدد الفارق في النقاط بينه وبين الوصيف (القادسية)، والذي وصل إلى 12 نقطة، وهو الفارق الأكبر في

البطولة منذ انطلاقتها، بالإضافة إلى امتلاكه هجوما فعال نجح في إحراز 54 هدفا، ودفاعا صلدا اهتزت شباكه بـ13 هدفا فقط، والخطان هما الأقوى، بالإضافة إلى نجاح الفريق في الظفر باللقب من دون هزيمة.

لذلك كان منطقياً أن تأتي فرحة رجالات النادي ومجلس إدارته والأجهزة الفنية والادارية والطبية واللاعبين والجماهير مضاعفة، لا سيما أن اللقب المستحق جاء بعد غياب أربع سنوات متتالية لم يخرج خلالها من خزائن نادي القادسية.

"الجريدة" التقت في هذا الحوار مع مدرب الأبيض الروماني ايوان مارين الذي لفت إليه الأنظار بقوة كواحد من المدربين الأكفاء من خلاله نجاحه منقطع النظير في قيادة الأبيض ... فإلي الحوار

• نبارك للكويت ولك التألق هذا الموسم، ونود التعرف على سر تفوق الكويت هذا الموسم؟

شكرا على التهنئة، وأحب أن أبارك لجميع العاملين في النادي وإدارة الكويت واللاعبين وزملائي في الجهاز على ما تحقق حتى الآن، وأطالب الجميع ببذل مزيد من الجهد حتى ننهي الموسم بقوة كما بدأناه.

أما سر تفوق الأبيض هذا الموسم فهو يكمن في الجماعية وعقلية الفوز الموجودة في النادي، فالاصطفاف كان من الجميع منذ بداية الموسم والكل يعرف ما له وما عليه، وبكل صراحة الأجواء كانت مهيأة للنجاح، فالأبيض يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين، وإدارة كرة تساعد بقوة وتذلل كل العقبات أمام الفريق.

• كيف رأيت المنافسة هذا الموسم خصوصا مع حامل اللقب القادسية؟

المنافسة كانت كبيرة مع القادسية وأيضا العربي والعديد من فرق الممتاز، لكن تميز الكويت بشكل لافت هذا الموسم كان له العامل الأكبر في حسم بطولة الدوري الممتاز قبل النهاية بجولات عدة، والأرقام تشهد على ذلك.

• لكن هناك من يرى أن تراجع مستوى القادسية كان عاملا أساسيا في حسم الكويت اللقب بهذا التفوق؟

 كما قلت الكويت كان مميزا واستطاع أن يحسم اللقب والتفوق لأنه كان الأفضل وليس لتراجع مستوى القادسية أو العربي.

• تتمسك بطريقة لعب هجومية منذ توليك المهمة هذا الموسم لماذا؟

 الكويت يلعب بطريقة متوازنة دفاعا وهجوما، وحسب كل مباراة ندفع بالتشكيلة المناسبة، وأتوقع أن تسجيل أكثر من مئة هدف حتى الآن مؤشر جيد لنجاح أسلوب الكويت في المباريات التي دخلها هذا الموسم.

• هل تسمح بتدخل أحد من خارج الجهاز الفني في عملك مع الأبيض؟

أنا أتقبل أي معلومة من أي شخص حتى لو جاءت من على دكة البدلاء أثناء سير المباريات وأحاول تطوير هذه المعلومة بما يصب في مصلحة الفريق، وهذا ليس عيبا فالأغبياء فقط هم من يرفضون المساعدة، لكن يبقى القرار في يد الجهاز الفني ولا غبار في ذلك في نادي الكويت.

• هناك من يقول ان إدارة الكرة في النادي تملي في بعض الأحيان أسماء بعينها لدخول التشكيلة الأساسية في الكويت؟

 هذا لا يحدث في الكويت، ونحن في الجهاز الفني نلجأ الى إدارة النادي لمساعدتنا كثيرا إذا عجزنا عن حل مشاكل الفريق في وقت من الأوقات، وأحب أن أوضح أن من أهم تفوق الأبيض هذا الموسم هو زوال كلمة لاعب أساسي وآخر احتياطي فالجميع كان له دور ملموس هذا الموسم، وجميع اللاعبين باستثناء المصابين شاركوا وكان لكل دوره في المباريات على مدار الموسم.

• كيف وجدت عقلية اللاعب الكويتي؟

تغير عقلية اللاعب الكويتي أمر صعب، وعليك كمدرب إذا أردت النجاح أن تفهم عقليته ومن ثم تبدأ من هذه النقطة في التعامل لتستطيع أن تنتج وأن تنجح.

• إذاً من الصعب دخول اللاعب الكويتي عصر الاحتراف بمعناه الحقيقي؟

أعتقد أن اللاعب الكويتي قانع بما هو فيه وغير مستعد لأكثر من ذلك.

• ماذا عن خططتك المستقبلية لتطوير أداء الأبيض في الموسم المقبل؟

سنستمر في العمل بكل قوة بنفس الروح والعزيمة، وسنحاول الإبقاء على المجموعة الحالية من اللاعبين مع تصعيد مزيد من الناشئين، كنوع من زيادة الانسجام بين العناصر المتواجدة حاليا.

• هل ترى أن الكويت لا يحتاج الى مزيد من الصفقات في الموسم المقبل؟

أي فريق في العالم يحتاج للتدعيم للمحافظة على مستواه متقدما، لكن جلب اللاعبين ليست غاية نسعى إليها من دون النظر لما يقدمه هذا اللاعب طالما أن هناك من يقوم بهذه المهمة داخل الفريق.

• كيف ترى حال الكرة الكويتية من خلال المنتخب الأول؟

أرى أن مشكلة الكرة الكويتية تنحصر في مدى تفوق المنتخب الأول وهو ترمومتر خادع، فالأولى الاهتمام بالقاعدة، وبناء منتخبات على أسس صحيحة، بدلا من انتظار ضربات حظ تصعد بالكرة الكويتية أحيانا الى الأعلى، لتأتي الصدمة بعد ذلك بنتائج مخيبة.

• إذا ما هي أزمة المنتخب الأول؟

أعتقد أن أزمة المنتخب الكويتي لا تتوقف عند اسم المدرب الذي من المنتظر أن يقود الأزرق خلال الفترة المقبلة خلفا للصربي غوران، المشكلة أكبر من ذلك بكثير فالتخطيط لا بد أن يكون متكاملا من جميع النواحي لفرز منتخب قوي يستطيع المنافسة على البطولات.

• كيف يجب أن تكون مواصفات مدرب المنتخب المقبل؟

على المختصين في اتحاد كرة القدم البحث عن مدرب طموح، ولديه فكر متطور أفضل من التركيز على جلب مدربين يملكون رصيدا من البطولات الكثيرة، لأن الكرة في الكويت وفي بلدان كثيرة تحتاج لمن يعمل بجد واجتهاد، لأن الاسم الكبير يحتاج لإمكانات كبيرة يستطيع من خلالها العمل والنجاح.

• ماذا لو عرض عليك تدريب منتخب الكويت هل ستقبل المهمة؟

تدريب المنتخب الكويتي شرف لأي مدرب، لكن أنا لم أتلق عرضا لهذا الغرض، وبالمناسبة لا أملك عروضا أخرى، وعقدي مستمر مع الكويت حتى نهاية الموسم المقبل، ولذلك فأنا لا أفكر نهائيا في هذا أمر تولي مهمة منتخب الكويت، وكل تفكيري منصب على كيفية تطوير فريق الكويت لنظل على القمة التي وصلنا إليها بجهد وعمل متواصل.

• ما هي طموحات إيوان مارين المستقبلية؟

أمام الكويت بطولة كأس سمو الأمير، وأيضا ما تبقى من منافسات الدوري الممتاز حيث نسعى لإنهاء البطولة من غير هزيمة، ثم كأس الاتحاد الآسيوي حيث نسعى للمحافظة على اللقب، هذا ما أتطلع إليه في الوقت الحالي.

البطاقة الشخصية لمارين

الروماني إيوان مارين من مواليد 16 سبتمبر 1953، متزوج ويعول، حقق عددا من الألقاب مع دينامو بوخارست، ودرب الاتفاق السعودي، والخليج الإماراتي قبل القدوم الى الكويت، وتولي مهمة تدريب الكويت المرتبط معه بعقد حتى نهاية الموسم المقبل.

مارين في معسكر عمل بالكويت!

أكد مارين أثناء حواره أن وقته في الكويت مقسم ما بين العمل في نادي الكويت، ومن ثم العودة الى منزله حيث يفضل قضاء وقته الباقي برفقة أسرته، وقال مارين انه يحب عمله كثيرا، وهذا ما يجعله يشعر أنه في معسكر من أجل العمل داخل الكويت، مشيدا في الوقت نفسه بالأجواء الأسرية في الكويت والتعامل الراقي من الجماهير على مختلف انتماءاتها، والتطور العمراني الكبير في البلاد.