استرجاع عصر البخار يُنعش اكتشافات نفطية مهجورة

نشر في 16-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-04-2013 | 00:01
جعل الجمع بين أسعار النفط العالية والتقدم التكنولوجي، وبعض التسهيلات الضريبية المجزية، من المجدي اقتصادياً رفع المخزون النفطي الذي كان معروفاً في السابق، بارتفاع تكلفة استخراجه جداً في ذلك الحين، وبالتالي تُرك في أرضه.
عندما يبدأ الإنتاج في حقول النفط في يوهان سفيردروب في المياه النرويجية، في وقت متأخر من العقد الحالي، فإنه سيحدث دَفعة قوية لإنتاج النرويج المتدهور من الغاز والنفط.

كان الاكتشاف الذي تم على يد الشركة السويدية لوندين بتروليوم عام 2010، هو أكبر اكتشاف في العالم في تلك السنة، وهو من أبرز أكبر اكتشافات النرويج حتى الآن. من اللافت للنظر، أن ذلك الاكتشاف تم على بعد ثلاثة أمتار من حيث بدأت هناك بالحفر في عام 1971 الشركة الفرنسية إلف أكيتين، وهي الآن جزء من شركة توتال، لكنها لم تعثر على النفط.

وتستعد شركة شتات أويل، وهي شركة الزيت النرويجية الكبيرة التي تدير يوهان حقل سفيردروب، الآن لفتح اكتشافها الجديد.

لكن كثيراً من أعمال التطوير الأخرى المكلفة، والتي من المقرر أن تبدأ في الإنتاج في بحر الشمال في السنوات المقبلة، ليست مكتشفات جديدة.

تكلفة الاستخراج

وبدلاً من ذلك، فإن الجمع بين أسعار النفط العالية والتقدم التكنولوجي، وبعض التسهيلات الضريبية المجزية، جعل من المجدي اقتصادياً رفع المخزون الذي كان معروفاً في السابق، بارتفاع تكلفة استخراجه العالية جداً في ذلك الحين، وبالتالي تُرك في أرضه.

في فبراير، رحبت شركة شتات أويل بوزير الطاقة البريطاني إد ديفي في أوسلو، حيث تبنى رسمياً خطة الشركة للشروع في استثمار بقيمة سبعة مليارات دولار في مارينر، وهو أكبر مشروع تطويري جديد في المنطقة المغمورة في القطاع البريطاني من بحر الشمال، خلال أكثر من عقد. وقد اكتشف حقل مارينر للمرة الأولى في 1982 لكنه تُرك دون استغلال.

وأدت التكاليف اللازمة لتطوير الحقل، وهو خيار درسته في الأصل شركة يونيون أويل أوف كاليفورنيا، التي لم تعد موجودة الآن، إلى اعتباره حقلاً بوراً من قبل الوزارة البريطانية في عام 2005. لكن من المتوقع أن يشكل هذا الحقل 5 في المئة من الناتج اليومي لبريطانيا، حين يبدأ بالإنتاج بكامل طاقته بين 2017-2020.

كذلك تتوقع شركة شتات أويل خلال الأشهر المقبلة أن تتخذ قراراً بخصوص ما إذا كانت ستطور حقل بريسي المجاور الثقيل في المياه البريطانية بتكلفة مقدارها 5.5 مليارات دولار. وكان استخراج النفط يعتبر غير مُجدٍ اقتصادياً منذ أن اكتشف في 1976، لكن شركة شتات أويل تأمل في أن تغير ذلك الرأي، من خلال الاستفادة من خبرتها في استخراج الزيت الثقيل من الحقول النرويجية والبرازيلية.

إن تخصيص مليارات الدولارات من أجل حقول بحر الشمال، التي كان يُعتقد أنها غير مُجديّة اقتصادياً، لا يتوقف فقط على شركات النفط الكبرى.

استخدام التقنيات

على الرغم من مصاعب تمويل المرحلة المبكرة، فإن شركة إكسايت إنيرجي استخرجت وباعت النفط من حقل بنتلي التابع لها، والذي اكتشف أول مرة في 1977. وتتوقع الشركة، المُدرجة في البورصة الموازية في لندن، أن تكلفة التطوير الإجمالية البالغة مليار دولار، ستتم استعادتها بشكل مربح من خلال تطبيق أحدث نطاق من تقنيات استخراج النفط المُحسّنة والمعزّزة.

وتشتمل هذه التقنيات على حقن البخار، أي إدخال مواد كيميائية مع الغاز داخل المكامن لتقليص معدل لزوجة النفط، ليصبح استخراجه أسهل.

ويقول روبرت كول، الرئيس التنفيذي لشركة إكسايت، إن التقدير المُحدّث للاحتياطي يشير الآن، إلى أن قيمة احتياطيات النفط بعد الضرائب في حقل بنتلي تقع ما بين 1.5 مليار و2.8 مليار دولار.

ويضيف: «سنستمر الآن في التقدم في المشروع من خلال الدراسات المستمرة في إمكانات الاستخلاص المُعزز للنفط، والتي يجب احتسابها فيما بعد في تقييم الاحتياطي». كذلك تعتزم شركة إنكويست، شركة نفط بحر الشمال المُدرجة على مؤشر فايننشال 250، أن تبدأ بحلول نهاية العام من جديد في الإنتاج من حقل ألما/جاليا، وهو أول حقل نفط بريطاني، مُنتج في بحر الشمال.

ورغم أن الحقل تميّز بسنوات كثيرة من الإنتاج الناجح، فإن نضوب موارده وازدياد كميات الماء في محتوى النفط أدى مرتين إلى هجر الإنتاج، حيث بدأت المرة الأولى في 1975. وتتوقع الشركة الآن أن تنتج لغاية 57 ألف برميل يومياً من معادل النفط من الحقل.

وليست شركة إنكويست، التي استطاعت تأمين استثمار بقيمة 500 مليون دولار (من أصل قيمة المشروع البالغة 1.3 مليار دولار) من شركة النفط الوطنية الكويتية، هي الشركة الأولى التي أعادت إحياء الحقول الأوروبية المهجورة في السنوات الأخيرة.

في 1996 أوقفت شركتا شل وإكسون موبيل الإنتاج في الحقل التابع لهما في شونبيك على الحدود الهولندية الألمانية، بعد نحو 50 سنة أنتج الحقل فيها 350 مليون برميل من النفط.

كان تراجع الإنتاج إلى كميات ضئيلة يعني أنه سُيترك في باطن الأرض كميات تقدر بنحو 750 مليون برميل. لكن في 2011 أعاد المشروع المشترك الإنتاج باستخدام تقنيات الحقن التي يمكن عن طريقها استخراج الكميات الضعيفة من النفط. من الصعب أن نتوصل إلى تقييم صحيح لأثر الاستخدام الواسع لما يسمى التقنيات المُحسّنة والمعزّزة في استخلاص النفط، لكن جماعة الضغط «أويل أند غاز يو كيه» تشير إلى أن الاستثمارات الكبيرة، يمكن أن تضيف عشرة مليارات برميل من معادل النفط إلى احتياطيات بريطانيا.

* فايننشال تايمز

back to top