الديو الغنائي... طريق نجاح أم فخ للإيقاع بالنجومية؟

نشر في 06-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-09-2013 | 00:01
كيف يمكن أن يكون الديو علامة فارقة للفنانَين اللذين يؤديانه؟ وكيف يمكن أن يكون علامة سيئة رغم أن الفنانين يتمتعان بشعبية عارمة؟ سؤالان يطرحان بقوة اليوم، مع ازدياد ظاهرة أغاني الديو التي تجمع فنانين من بلدان عربية مختلفة، ولعل هذه الإيجابية تحسب لهذا الفن الذي كان موجوداً منذ بداية عصر الأغنية في العالم العربي وبرز في السينما.
لم يكن نجاح الديو يوماً مرهوناً بشهرة الفنان نفسه، بدليل أن الديو الذي قدمه الفنان المعتزل فضل شاكر مع المطربة نوال الكويتية لم يحظَ بنجاح يذكر، رغم شهرة النجمين، كذلك الحال بالنسبة إلى الديو الذي قدمه مع إليسا، يومها قيل إن ملكي الرومنسية اجتمعا ليقدما أجمل الأغاني الرومنسية على الإطلاق، ولكن مرّ الديو مرور الكرام ولم يسجل أي علامة فارقة في تاريخ الثنائيات الغنائية، في وقت نجح ديو “خدني معك”  الذي جمع فضل مع يارا، وكانت فنانة صاعدة في ذلك الحين، وساهم في شهرتها وسجل لها خطوات متقدمة في الفن، فيما حققت أغنيته مع شيرين “عام سعيد” نجاحاً عادياً.

كذلك لم يحقق  ديو راغب علامة مع الفنانة التركية أزكين نوريانغي “أنا ضايع من دونك حبيبي” النجاح الذي كان يتمناه، إذ حاول علامة استغلال الهجمة التركية الدرامية على العالم العربي وتعلق الناس بالوجوه التركية، ليقدم ديو يضيف إلى رصيده الفني.

اختلاف المقاييس

حقق ديو رامي عياش مع مايا دياب نجاحاً بالمقاييس كافة، نظراً إلى عفويته، فيما لم ينجح الديو الذي قدمه مع هيفا وهبي رغم  مراهنة الجميع على توافر عناصر النجاح  له، وهذا ما لم يحصل على الإطلاق.

 ربما اعتبر الطرفان أن النجاح الذي حققاه في أغنية “بلغي كل مواعيدي” التي قدماها على مسرح “ستار أكاديمي” ونالت شهرة، يمكن أن يتحقق مرة أخرى من خلال ديو خاص بهما، وهذا ما لم يحصل على الإطلاق، وربما قدما الأغنية في الوقت الخطأ لأن المشاهد العربي منشغل بالأخبار السياسية أكثر من تركيزه على الأعمال الفنية الجديدة.

“بحب الناس الرايقة”، الديو الذي قدمه رامي عياش مع أحمد عدوية كان الأنجح على الإطلاق، وأعاد رامي إلى الغناء بقوة بعد فترة من الركود. كذلك نجح ديو “بلدنا” الذي قدمه هشام الحاج مع الفنانة الشعبية أمينة وحقق نجاحاً منقطع النظير بين مصر ولبنان، رغم أن شهرة هشام الحاج لم تصل بقوة إلى مصر ولم يعرف اللبنانيون أمينة سوى من خلال هذه الأغنية، وحصد جوائز منها جائزة “موركس دور”. في المقابل، لم يوفق عاصي الحلاني بالديو الذي قدمه مع رويدا عطيه، علماً أنه ليس بحاجة إلى تقديم ديو لزيادة شعبيته، ولا مبرر منطقياً له.

ثمة فنانون يقدمون ثنائيات في مسيرتهم الفنية تشكل علامة فارقة مثل الديو الذي قدمته نجوى كرم مع العملاق وديع الصافي، وديو “بتغيب بتروح” الذي قدمته إليسا في بداية انطلاقتها الفنية مع راغب علامة وقربّها من الجمهور، وآخرون يشكلون حالة تكامل في ما بينهم من خلال الديو الذي يقدمونه، على غرار مروان خوري وكارول سماحة عندما قدما ديو {إنت}.

 

خطوات مقبلة

من المنتظر أن يقدم شادي فرح ديو غنائياً مع ميرفا القاضي، مستغلا نجاحها في برنامج “الرقص مع المشاهير” وجمالها كوجه إعلاني لإحدى مستحضرات المياه الغازية، بالإضافة إلى كونها عازفة بيانو ماهرة، على أمل أن يكرس الديو نجاحه كمغن وملحن في آن.  

كذلك ثمة ديو بين وائل كفوري ونانسي عجرم وآخر بين وائل ويارا، بالإضافة إلى الديو الذي أعلن عنه ملحم بركات وسيجمعه مع جورج وسوف، على أمل أن يكون حقيقياً وألا يدرج في خانة رفع معنويات الوسوف الذي ما زال أسير مرضه.

مواصفات الديو

ابراهيم كبول أحد المنتجين الفنيين في مجال الموسيقى يؤكد أن نجاح الديو لا يرتبط بشهرة الفنان، ولكن الشرط الأهم أن يكون ثمة تناغم بين الصوتين بالإضافة إلى جمالية الفكرة. صحيح أن معظم الديوهات يتمحور حول قصة حب ولكن المفردات تؤدي دوراً مهماً في نجاحه.

يضيف: “يتمتع فنانون كثر بالذكاء فيقنعون فنانين زملاء لهم بالغناء معهم  للاستفادة من شعبيتهم، كما حصل مع يارا عندما أقنع مدير أعمالها طارق أبو جودة فضل شاكر بأن تشاركه في كليب شكل نقطة فارقة في حياتها الفنية. بالنسبة إلى نجوى كرم، فرغم نجاحها الكبير فإن الديو الذي قدمته مع العملاق وديع الصافي شكل علامة فارقة في مسيرتها الفنية”.

يلاحظ أن الجمهور بات يميل إلى الأغنية الثنائية الإيقاعية الراقصة مثل “بحب الناس الرايقة”، موضحاً أنه لا يمكن لرامي عياش أن ينكر أنه مرّ قبل هذه الأغنية بفترة من الركود الفني، مشيراً إلى أن “ثمة ديوهات أخرى تأتي عكس ما يؤمل منها، على غرار الديو الأخير بين رامي عياش وهيفا وهبي، فالاثنان يتمتعان بشعبية كبيرة ولهما سحر خاص، إلا أن الديو لم يأت بجديد لكليهما، ولا يمكن أن يتحججا بالأوضاع السياسية، لأن العمل الفني الناجح يفرض نفسه”.

back to top