أفضل منتجات الحبوب الكاملة

نشر في 30-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 30-03-2013 | 00:01
No Image Caption
أصبحت عبارة «الحبوب الكاملة» رائجة جداً في مجال الأكل الصحي، ولا تخجل الشركات الغذائية من استعمالها لحثنا على شراء المنتجات. يكفي أن تراجعوا قائمة مكوّنات الخبز وحبوب الفطور أو المقرمشات في متجر البقالة المفضل لديكم كي تفهموا ما أعنيه.
في السنة الماضية، تم إطلاق حوالى 3400 منتج جديد من الحبوب الكاملة مقارنةً بـ264 فقط في عام 2001. وأثبت استطلاع رأي من إعداد «المجلس الدولي لمعلومات المواد الغذائية» أن 75% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يحاولون تناول كمية إضافية من الحبوب الكاملة، بينما أكد 67% منهم على أهمية وجود الحبوب الكاملة عند شراء المأكولات المعلّبة.

لكن قد لا يوفر بعض المنتجات جميع المنافع الصحية المتوقعة من الحبوب الكاملة. إذا كان منتج «فروت لوبز» الغني بالسكر يعتبر نفسه جزءاً من منتجات الحبوب الكاملة، فثمة خطب كبير في الموضوع طبعاً!

ما هي أفضل طريقة لتحديد الغذاء الصحي الغني بالحبوب الكاملة؟ أجد صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال أثناء التسوق. تتنافس توصيات عدة في هذا المجال. تدعو أحدث «المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين» إلى اختيار منتجات الحبوب التي تذكر كلمة «كاملة» قبل أي نوع من الحبوب ضمن قائمة المكونات.

يوصي نظام MyPlate الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية بمنتجات الحبوب التي تذكر الحبوب الكاملة كأول نوع ضمن لائحة المكوّنات أو تذكرها من دون أن يحتوي المنتج على أي كمية سكر مضافة. يسوّق «مجلس الحبوب الكاملة» غير الربحي لما يُسمى «ختم الحبوب الكاملة» الذي يمكن أن تضعه الشركات على الغلاف إذا كان المنتج يحتوي على ثمانية غرامات من الحبوب الكاملة على الأقل في الحصة.

لكن ثمة طريقة أفضل من ذلك. استعملوا هذه القاعدة عند اختيار المأكولات الغنية بالحبوب الكاملة: مقابل كل 10 غرامات من الكربوهيدرات، لا بد من وجود غرام على الأقل من الألياف. ما سبب قاعدة «العشرة مقابل واحد»؟ إنه المعدل التقريبي بين الألياف والكربوهيدرات في القمح الطبيعي الذي يحتوي على حبوب كاملة غير مصنّعة. ظهرت هذه النصيحة في تقرير جديد صدر عن كلية هارفارد للصحة العامة ونُشر في موقع مجلة «التغذية والصحة العامة».

قيَّم الباحثون في جامعة هارفارد 545 منتجاً من الحبوب من متجرين مهمّين ضمن سلاسل المتاجر الكبرى: «ستوب أند شوب» و»وول مارت». فاحتسبوا غرامات الحبوب الكاملة في كل منتج إلى جانب كميات الكربوهيدرات، الألياف، السكر المُضاف، الدهون المتحولة، الصوديوم، وعدد من السعرات الحرارية. تبين أن المأكولات التي تلتزم بقاعدة «العشرة مقابل واحد» تحتوي على كمية أقل من السكر والصوديوم والدهون المتحولة مقارنةً بتلك التي لم تلتزم بالقاعدة.

قالت ريبيكا موزافاريان، مديرة مشاريع في «مركز أبحاث الوقاية» في كلية هارفارد للصحة العامة وأول معدّة للدراسة: «لستم الأشخاص الوحيدين الذين يشعرون بالارتباك في شأن مأكولات الحبوب الكاملة». بدأت وزملاؤها هذا المشروع حين أدركوا تراجع حجم المعلومات التي ترتكز على أدلة وافية لتوجيه المستهلكين والمدارس ومنظمات أخرى حول طريقة اختيار مأكولات صحية من الحبوب الكاملة.

تتمثل الناحية السلبية من قاعدة احتساب المعدل بضرورة القيام ببعض العمليات الحسابية. لكن من الناحية الإيجابية، يسهل إيجاد المعلومات اللازمة على أغلفة المأكولات التي تعدد مجموع الكربوهيدرات والألياف. يكفي أن نقسم غرامات الكربوهيدرات بعشرة. إذا كانت غرامات الألياف تساوي الجواب الذي توصلنا إليه على الأقل، فيعني ذلك أن الطعام يلتزم بقاعدة «العشرة مقابل واحد». بحسب رأيي، هذه الطريقة أسهل بكثير من قراءة قائمة المكونات التي قد تكون طويلة وغامضة (ثمة 29 نوعاً مختلفاً من الحبوب الكاملة التي يمكن أن تظهر في قائمة المكوّنات).

ما نفع تناول الحبوب الكاملة؟ توفر الأخيرة جميع المنافع التي تقدمها الحبوب الطبيعية: ألياف، فيتامينات، معادن، مضادات أكسدة، مواد كيماوية نباتية أخرى. ما دامت لم تصنَّع بشكل مبالغ فيه، يهضمها الجسم بوتيرة أبطأ ما يعني تأخير الشعور بالجوع. كذلك، أشارت الدراسات الشاملة والطويلة المدى إلى أن استهلاك الحبوب الكاملة هي طريقة لتخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وحالات مزمنة أخرى. فضلاً عن أن مذاقها أفضل من الحبوب المصنّعة.

الحبوب الطبيعية، مثل جريش القمح وجريش الشوفان والكينوا وأمثالها، أفضل مصادر للحبوب الكاملة. تقول موزافاريان: «إنها ضربة موفّقة بالفعل!». تأتي في المرتبة الثانية الحبوب الكاملة المطحونة ما دامت توفر جرعة جيدة من الألياف ولا تحتوي على السكر المُضاف أو الدهون المتحولة أو الصوديوم. لإيجاد هذه الأنواع، سأستعمل حتماً قاعدة «العشرة مقابل واحد» لاحتساب نسبة التوازن بين الكربوهيدرات والألياف!

د. سكيريت

back to top