شون ليفي: The Internship فيلم يحمل رسالة

نشر في 20-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2013 | 00:01
No Image Caption
يؤكّد المخرج شون ليفي أنه لا يمانع البتة إعداد فيلم يحمل رسالة. على العكس، أخبرني أنه فخور لأن فيلمه The Internship يحمل رسالة. يعتبر ليفي (44 سنة)، الذي أخرج Date Night ج، Cheaper By the Dozen، وفيلمَي Night at the Museum، أن الفيلم يحتوي على كثير من المشاهد الفكاهية، فضلاً عن نهاية سعيدة. لكنه يحمل أيضاً رسالة صريحة عن جيل تقيّد بالقوانين إلا أنه اكتشف في النهاية أنه {قد لا يحظى بفرصة ثانية في الحياة}، وعن جيل أصغر سنّاً تعلّم واجتهد ليتبيّن له أن فرصه ضئيلة أو حتى معدومة في سوق العمل. في فيلم The Internship، يجتمع فينس فون وأون ويلسون مجدداً بعد مرور ثماني سنوات على Wedding Crashers، فيؤديان دور بائعَي ساعات قديمَي الطراز خسرا عملهما بسبب عصر التكنولوجيا الرقمية. وبما أنهما من أنصار الشعار {إن لم تتمكن من هزمهم، انضم إليهم}، يقرران التدرّب في شركة {غوغل}.
قبل ثماني سنوات، كنت تشاهد فيلم Wedding Crashers وفكرت في أن عليك العمل مع هذين الممثلين ذات يوم؟

على غرار سائر الناس، شاهدت Wedding Crashers قبل ثماني سنوات وقلت: {هذان ممثلان ساحران}. عشقت الفيلم. وعلى غرار كل محبي الأفلام الكوميدية، أعتبر نفسي أحد أشدّ المعجبين بأون منذ مشاركته في Bottle Rocket. كذلك أنا من أكبر معجبي فينس منذ تمثيله في Swingers. لكنني لم أتعمد إعادة جمعهما في فيلم واحد. ولكن عندما أتيحت لي الفرصة قبل سنة، استغللتها بالتأكيد.

عندما اطلعت على السيناريو في البداية، هل كانت شركة {غوغل} متعاونة معك؟

نعم، إنما بشكل غير رسمي. قبل إعداد السيناريو، طرح علي فينس فكرة: قيامه وأون بفترة تدريبية في {غوغل}. فسألته عما إذا كان يقصد الشركة بحد ذاتها، أو أنه يتحدث عن شركة تكنولوجيا عامة يمكننا تسميتها لاحقاً. فأكّد لي أنه يتحدّث عن {غوغل} بحد ذاتها وأنه عقد اجتماعات عدة مع المسؤولين فيها. ولكن كان علي أن أجتمع بهم لأشرح لهم وجهة نظري عن الفيلم.

ما كان ردّ فعلك تجاه هذا الطلب؟

أوضحت لفينس أنني مهتم حقّاً بالفيلم، لكني أصرّ على مشاركة أون و{غوغل}. أردت أن أنقل الواقع في هذه الشركة. كنت قد سمعت عن تلك الثقافة الغريبة غير المألوفة في {غوغل}. وظننت أن من الممتع أن يستند الفيلم في أحد أوجهه إلى تقديم صورة من الداخل عن هذه الشركة. لذلك قصدت {غوغل} وعرضت على المسؤولين فيها فيلماً يشمل كثيراً من النقد المضحك، إلا أن نواياه حسنة. تصافحنا وهكذا انطلق المشروع.

ألم تقلق الشركة بشأن صورتها؟

لم تقلق بشأن تصنيف الفيلم، سواء كان مخصصاً للبالغين أو لمن هم في سن الثالثة عشرة وما فوق. لم تقدّم أي اعتراضات. إلا أنهت لم ترد أيضاً فيلماً ساخراً أو سيئ النوايا.

ما كان ردّك؟

قدّمت لها مجموعة من الأفلام التي أعددتها وأكّدت أنني لا أصور أفلاماً ساخرة أو سيئة النوايا.

ألم تكن لدى المسؤولين مخاوف أخرى؟

لم يطلبوا قراءة السيناريو، لكنهم اطلعوا عليه في النهاية. وتمكنوا من تصحيح بعض المعلومات غير الدقيقة فيه. وكانت هذه مساهمة مهمة منهم، ثم سمحوا لنا بتصوير الفيلم. الاستثناء الوحيد تشديدهم على الأجزاء التي كان باستطاعتنا التصوير فيها في مقرهم. فلم يُسمح لنا الاقتراب البتة من مجموعة من المهندسين كانت تعمل على عمليات خوارزمية وشفرات كمبيوتر. فـ{غوغل} تعامل مهندسيها وعملها بطريقة حازمة وبالغة الاحترام.

إذاً، لم يتعرض الفيلم لأي أعمال رقابة بعد الانتهاء من التصوير؟ ألم يريدوا الاطلاع على صيغته النهائية؟

من الطبيعي أن يرغبوا في مشاهدة الفيلم. سبق أن عملت مع متحف سميثونيان ومتحف التاريخ الطبيعي. وعندما تعمل مع مؤسسات بهذا الحجم، يرغب القيمون عليها في الاطلاع على الفيلم. لكن الجميع سيخسر إن خللت بالاتفاق. لن تحقق أي مكسب إن وضعت نفسك في موقف حرج. صحيح أن الكلمة الأخيرة لم تكن لهم. ولكن على المستوى الإنساني والأخلاقي، لهم الحق في الاطلاع على الفيلم.

ألم تمانع؟

اللافت أن النسخة النهائية من الفيلم كانت مختلفة كثيراً عن السيناريو الذي وافقوا عليه، فقد استند في 20% منه على الارتجال. لذلك خفت أن يلاحظ مسؤولو {غوغل} كثيراً من تفاصيل لن يوافقوا عليها ويستاؤون. ولكن عندما انتهى العرض، صافحوني وأبلغوني أنهم لا يملكون أي ملاحظات. أكّدوا لي أنهم يتقبلون تناولهم بهذه الطريقة المضحكة، وصدقوا بقولهم هذا.

أقرّ أن الفيلم أكثر جدية مما ظننت. ما صعوبة الموازنة بين عرض الفكرة التي تودّ نقلها والحفاظ في الوقت عينه على الطابع الفكاهي؟

يسعدني أنك أثرت هذه النقطة. لا أعلم ما إذا كان استعمال الكلمة {جدية} ملائماً. يتناول الفيلم مشاكل حقيقية تبرز في وقتنا هذا. تلاحظ في مرحلة ما أن في مجتمعنا جيلاً يشعر بعدم الأمان بسبب تراجع فرصه. ويظن أنه بات جزءاً من الماضي. نشأ فينس في أسرة عاملة في إيلينوي. وينتمي أصدقاؤه إلى هذه المجموعة، فهم لا يعلمون ما إذا كانوا سيحظون بفرصة ثانية في الحياة. لذلك بدت المسألة بالغة الأهمية بالنسبة إليه. تُعتبر تلك الدقائق العشرين الأولى من الفيلم بالغة الأهمية بقدر المشاهد الفكاهية كافة. لا يمكنك طرح هذه الأفكار بشكل عبثي، لأن عليك إيصال الرسالة. ومن خلال العروض الأولى التي أقمناها، لاحظنا أن الناس يفهمونها. يتناول الفيلم مخاوف حقيقية. لربما كنت محقّاً باستعمال كلمة {جدية}، فهذه مسائل جدية. صحيح أننا نعرضها في حبكة فكاهية، إلا أنها تبقى جدية.

إذاً، ما هي الرسالة؟

أنت في العقد الخامس من عمرك وتشعر بأنك قمت بكل ما هو مطلوب منك، إلا أن مستقبلك يبدو غير مضمون. ينطبق الأمر عينه على الشبان في سن العشرين الذي يتخرجون في الجامعة، يلتزمون بالقواعد والقوانين كافة، بيد أنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيجدون وظيفة. أعتبر هذه الرسالة جزءاً من الفيلم، تماماً مثل المشاهد المضحكة. نرى هنا تقاطعاً بين جيلين في مرحلة من الزمن، ما يؤدي إلى انتقالهما من تبادل الشكوك إلى تبادل الاحترام. أدرك أننا ربما نناقش الفيلم بنوع من التعالي، لكن هذا حقيقي. فأفضل الأفلام الكوميدية تتناول دوماً الواقع المؤلم.

صفْ لنا العمل مع فينس وأون.

يتمتع كلاهما بدفء طبيعي. أصابا الشهرة منذ زمن ويمكنها التعاطي مع الناس بخوف وحذر. إلا أنهما ليس كذلك. يتقبلان الجميع. حتى إنهما حاولا باستمرار تحسين السيناريو خلال التمارين والتصوير.

back to top