فرز الأغلبية والحراك

نشر في 06-04-2013
آخر تحديث 06-04-2013 | 00:01
 نواف فهد البدر بحكم قربي من عدد كبير من شباب الحراك كما يسمون أو شباب المعارضة ومتابعتي المستمرة للحراك السياسي والمعارض على وجه التحديد، ومنذ بدء حراك الشباب البسيط في سبتمبر 2011 من ساحة الصفاة وتطوره إلى حادثة اقتحام المجلس وما بعدها من تجمعات شبابية كويتية في ساحة العدل، ومن ثم الإطاحة بمجلس 2009 والرئيس السابق.

الحراك الشبابي لم يكن يوماً من الأيام منظماً إطلاقاً، بل هو في أغلبه عفوي ويعتمد على ردات الفعل، وحتى الآن شُكلت تجمعات سياسية شبابية عدة، لكن سرعان ما تدب الخلافات والانشقاقات والاستقالات منها.

وهنا أتحدث عن الشباب لا التيارات السياسية، وكذلك التيارات السياسية والأبرز "حشد" التي تمر بمرحلة التأسيس، وهي خطوة إيجابية أن ينظم كل تيار سياسي نفسه في عمل أشبه بالحزبي، حيث إن بعض التيارات الموجودة (التجمع السلفي+ التكتل الشعبي) اختلف أعضاؤهم في أكثر من قضية مصيرية في التصويت، وهذا ليس من صميم العمل الحزبي المنظم، لذلك نأمل من "حشد"، و"حزب الكويت الوطني" الجديد، و"حدم"، و"التيار التقدمي"، و"حزب الأمة" وجميع التيارات التي تريد العمل بشكل حزبي، أن يكون العمل منظماً وذا لوائح تنظمه ليس كما حدث في "حدم" من انشقاق، وأيضاً في "حزب الأمة".

فما يحدث الآن من فرز داخل الأغلبية النيابية المبطلة أراه إيجابياً في نواح معينة منها فرز من هو مع الإصلاح الشامل ومن مع الأغلبية من أجل الانتخابات، وكان تصريح النائب الصيفي مبارك الصيفي واضحاً جداً بأن نظام القوائم والأحزاب لا يوافقه انتخابياً و17 نائباً آخر في الأغلبية، وهذا يوضح جلياً أن الاختلاف كبير، ومن المفارقة أن تكون الأغلبية في بياناتها تطالب بالحكومة المنتخبة وهناك قرابة النصف من أعضائها يرفضونها (الشق عود)، لذلك على الأغلبية فرز الأغلبية، والاعتراف بأنهم لم يعودوا أغلبية نيابية بل ناشطين سياسيين، وكل له خطه السياسي ومنهجه، وأيضا تصريح ناصر الصانع عن الحركة الدستورية أيضاً يؤكد أن الحركات السياسية والنواب يحتاجون إلى غربلة كاملة وشاملة.

وهناك نواب في الأغلبية لم نسمع صوتهم منذ شهور، وفقط لأنه نائب أصبح أحد أركان العمل السياسي، لذلك الفرز مطلوب ولكن

-لكن تجب ما قبلها- أن تتم خطواته بكل رقي وطرح أخلاقي محترم بعيداً عن بذاءات البعض من المؤيدين والمناصرين للنائب الفلاني، فضلا عن ضرورة نبذ الصراع الذي يحدث بين الشباب، لأن أثره أسوأ من الصراع بين النواب؛ فالشباب لهم الغد... والغد هي الكويت، أما النواب فهم نواب مرحلة وربما يكون بعضهم قد انتهى سياسياً.

back to top