وزارة الأوقاف... والصمت الرهيب!

اليوم هو العرس الديمقراطي، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الأمة الجديد. ولأول مرة في تاريخ الكويت تجرى انتخابات كاملة لمجلس الأمة في شهر رمضان المبارك، وهي تجربة لها من المميزات بقدر ما لها من السلبيات.

فمن أهم سلبياتها إفساد الأجواء الروحانية في هذا الشهر الفضيل من خلال كثرة الشتم والقذف في أعراض الناس والتشكيك في ذممهم، إضافة إلى ما تخلل السباق الانتخابي من تزايد حالات شراء الأصوات غير آبهين بقدسية شهر رمضان ومكانته العظيمة عند الله تبارك وتعالى.

لقد أصبحت أجواء رمضان هذا العام أجواء سياسية أكثر من كونها أجواء روحانية، وهو ما دفع أحد الكتّاب الصحافيين إلى أن يطلق مصطلح "سيِّستوا رمضان" على الأجواء الانتخابية الرمضانية.

والغريب في الأمر أنه رغم تزايد حالات شراء الأصوات في جميع الدوائر الانتخابية تقريباً، فإننا لم نسمع أي بيان أو تعليق من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حول ظاهرة شراء الأصوات التي هي بالأساس أحد صور "الرشوة" التي حرمها الإسلام تحريماً شديداً، حيث قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش".

ومعلوم أن اللعن في الإسلام معناه الطرد من رحمة الله -نسأل الله السلامة والعافية- كما أنها "أي جريمة شراء الأصوات" ستوصل غير الأكفاء وغير الأمناء على مصالح الكويت وشعبها إلى عضوية مجلس الأمة، ولهذا أستغرب حقيقة هذا الصمت الرهيب من قبل وزارة الأوقاف عن الإدلاء، ولو ببيان واحد، حول تحريم شراء الأصوات وتذكير الناخبين بمضارها على حاضر البلاد ومستقبلها.

كان ينبغي على وزارة الأوقاف، بالتعاون مع وزارة الإعلام، وقبل أن تنشر الفلاشات التلفزيونية التي تحث المواطنين على التصويت أن تنشر بياناً مقروءاً في الصحف أو تنشر مقطعاً تلفزيونياً قصيراً حول مضار شراء الأصوات وخطورتها حتى يعرف الناخب أهمية أن يوجه صوته لمن هو أهل لحمل أمانة عضوية مجلس الأمة، ولينأى الناخب بنفسه وأهله عن مسالك الرشاوى حتى لا يقع في لعنة الله ونزع البركة منه ومن أمواله التي يتقاضاها من وراء شراء الأصوات.

عموماً، وبما أن وزارة الأوقاف تقاعست عن ذلك، فالمسؤولية اليوم تقع عليكم أنتم أيها الناخبون بضرورة اختيار القوي الأمين الذي سيكون عوناً بعد الله تعالى في الدفاع عن مصالح الكويت وشعبها وأمواله.