بيار رباط: «من الآخر» علمني التواضع ولا أنافس «حديث البلد»

نشر في 14-01-2013 | 00:02
آخر تحديث 14-01-2013 | 00:02
للموسم الثالث على التوالي يقدّم الإعلامي بيار رباط برنامج «من الآخر» عبر شاشة «أم تي في» اللبنانية، ويستضيف فيه شخصيات معروفة وأخرى تطلّ للمرة الأولى للحديث عن إنجازاتها الخاصة، فضلا عن فقرات سريعة متنوعة. عن برنامجه وضيوفه يتحدث الى «الجريدة».
ما الذي يميّز برنامج «من الآخر» في هذا الموسم عن الموسمين السابقين؟

إضافة إلى الفقرات السابقة، وانضمام أعضاء جدد إلى الفريق، ثمة فقرتان جديدتان هما: «آخر انجاز» يسلط الضوء على إنجازات شباب لبنانيين موهوبين لم تُطرح في الإعلام سابقاً، ونقدم لهم ثلاثة آلاف دولار، بالتعاون مع «بنك بيروت»، تقديراً لعملهم وتشجيعاً لسواهم ليتفوّقوا أيضاً ويسجلوا إنجازات لبنانية جديدة. أما الفقرة الثانية فتسلط الضوء على وجوه إعلامية ومن المجتمع المدني وعلى مسيرتها المهنية.

ألا تخشى الوقوع في التكرار من موسم إلى آخر وكيف تتلافى ذلك؟

عبر تغيير الفقرات. في الموسم الأول مثلاً، استقبلت سياسيين وفي الموسم الثاني زوجاتهم وفي الموسم الثالث أستقبل وجوهاً معروفة في المجتمع. بما أن الضيوف هم قلة في لبنان ويظهرون مداورة في البرامج التلفزيونية كافة، اعتمدنا أسلوباً جديداً عبر استقبال وجوه غير مستهلكة في الإعلام ولكنها مثيرة للاهتمام، تطل للمرة الأولى لتتحدث في فقرة «قصة ناجحة» حول كيفية تحقيقها النجاح والإنجازات.

كيف تكتشفون هؤلاء الأشخاص؟

يتابع فريق عمل البرنامج هذه الأمور، كذلك أهتم شخصياً بالبحث عن هؤلاء في المجلات والمقالات الإلكترونية، وفي كل مرة أطالع معلومات مثيرة للاهتمام عن شخصيات اجتماعية حققت إنجازات في لبنان والعالم، أتواصل معها لاستقبالها في البرنامج. كذلك يسمح لي حضور مناسبات اجتماعية بالتواصل المباشر مع الناس. في النهاية، لا أستقبل سوى من يقنعني بعمله.

هل اكتسبت خبرة من خلال هذا البرنامج تخوّلك الانتقال إلى نطاق إعلامي أوسع؟

لم يتم اختياري لهذا البرنامج عبر «الكاست»، بل هو من ابتكاري الخاص شكلا ومضموناً، لذلك أتطوّر وأنجح مع تطوره ونجاحه، ويعني التداول به في الإعلام نضوجه وبالتالي نضوجي معه. في حال فكّرت في الانتقال إلى برنامج آخر، سأبقى ربما في سياق هذا النوع لأنه يناسب جوّي والأسلوب الحواري الذي نجحت فيه، لذلك هذه التركيبة ناجحة ومن الصعب التغيير الجذري فيها، إنما يمكن التعديل في نوعية الضيوف والنضج والعمق في الحديث.

هل تفكر في برنامج جديد؟

طبعاً ثمة فكرة جديدة متكاملة في رأسي، لكنها ستبقى مخبأة ما دام برنامجي مستمراً في نجاحه، وما إن أشعر بأن «من الآخر» أصبح رتيباً سأخرجها إلى النور. كما تخمّرت فكرة «من الآخر» في رأسي ثلاث سنوات قبل انطلاقته، ثمة أفكار كثيرة استوحيتها من برامج أجنبية جاهزة في رأسي أيضاً.

أي من الضيوف يستقطب المشاهدين: المشهورون أم الذين يطلون للمرة الأولى؟

أستضيف شخصية معروفة لجذب المشاهد ودفعه إلى اكتشاف وجوه جديدة تتحدث عن إنجازاتها، فارتكاز البرنامج على مواهب جديدة فحسب يسجل نسبة مشاهدة ضئيلة.

ما الذي يجذب الجمهور الى برنامجك، تركيبته أم ضيوفه؟

فكّرنا مراراً بتغيير أمور شتى في هذا البرنامج، لكننا وجدنا أن تركيبته ناجحة، فهو لا يرتكز عليّ فحسب بل على ستة أشخاص يبدون رأيهم في المواضيع المطروحة، فضلا عن الضيوف والفقرات العشر المتنوعة بإيقاع سريع. هذه التركيبة مجتمعة تجذب المشاهدين، واعتقد بأن إزالة أحد عواملها سيغيّر المعادلة وينعكس سلباً على النتيجة.

ما حقيقة ما يشاع عن أنك تنافس «حديث البلد» الذي يُعرض عبر الشاشة نفسها؟

استقبلت في الموسمين الأول والثاني ضيوفاً سياسيين مثل وئام وهاب وفارس بويز ومصباح الأحدب، وفنانين مثل ورد الخال وطوني حنا وشخصيات أخرى معروفة في المجتمع، لذلك أدعو المنتقدين إلى مشاهدة حلقات المواسم السابقة.

اعتدنا في «أم تي في» على معاملة بعضنا البعض كزملاء وليس كمنافسين، وبالتالي تكون المنافسة عندنا ذاتية أي تقوية عملنا خدمة للمحطة.

يتناوب أعضاء البرنامج الستة على الحلقات، هل يتم اختيارهم انطلاقاً من شخصية الضيوف؟

أبداً، فهم يظهرون مداورة في البرنامج، أما إذا أراد أحدهم المشاركة في حلقة معيّنة إعجاباً بالضيف الذي نستقبله، فيتم ذلك تلقائياً كوننا فريق عمل واحداً ولا نتوقف عند هذه الأمور.

أنت اعلامي شاب صاعد فكيف تستطيع إدارة حوار يضم ضيوفاً أسوة بالإعلاميين المخضرمين؟

إنه أمر بسيط في لعبة التلفزيون ولا يحتاج إلى خبرة، فالحوار التلفزيوني شبيه بحوار بين أصدقاء يتبادلون أفكاراً بطريقة راقية. بالنسبة إلى فريقنا لا يبحث أي من أعضائه عن إثبات نفسه كإعلامي سعياً إلى برنامج خاص به، لأن كلا منهم متخصص في مجالات مختلفة وله أعماله الخاصة. من جهة أخرى، أتصرف على الشاشة بشكل طبيعي كما أتصرف في المجتمع من ناحيتي الإصغاء إلى الآخرين وتبادل الرأي معهم.

لماذا لا تستقبل ضيوفاً عرباً؟

لو أتى أصدقاؤنا العرب إلى لبنان لاستقبالناهم في البرنامج، أمّا دعوتهم إلى المجيء إلى هنا فصعبة لوجستياً نظراً إلى مواعيد التصوير، فضلا عن الكلفة المادية على صعيدي الإقامة والسفر. ثمة فكرة لتنفيذ برنامج آخر انطلاقاً من روحية «من الآخر» في الدول العربية.

هل تسجّل نسبة مشاهدين عالية على الصعيد العربي؟

لدينا أصدقاء في مصر والسعودية والإمارات والأردن وسورية والعراق والجزائر وتونس، وهم يتواصلون معنا ويرسلون إلينا تعليقاتهم ورسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فضلا عن نسبة مشاهدين من الجاليات اللبنانية في أميركا وأستراليا وكندا.

ما العبرة التي استقيتها من الضيوف والقضايا التي تطرقت إليها؟

منحني هذا البرنامج الكثير، فقدعالجنا فيه حوالي 700 موضوع مختلف ما عزز ثقافتي العامة. باختصار، اكتشفت من خلاله أن اللبنانيين الموهوبين واللامعين كثر وأفضلهم المتواضع، لأن التواضع يكسب الشخص ثقة الآخرين واحترامهم، لذلك تعلمت التشبث بتواضعي وعدم التخلي عنه مهما بلغت نسبة نجاحي.

هل يساعدك الإعلامي نيشان في إعداد البرنامج؟

نيشان صديقي وهو إعلامي بارع في مجال عمله منذ 20 سنة وأستاذ جامعي، ويتابع البرنامج منذ انطلاقته ويبدي رأيه بشكل عفوي، لذلك ومن باب صداقتنا استشيره حول الضيوف والقضايا التي يمكن معالجتها في البرنامج نظراً إلى خبرته الإعلامية ومعارفه.

 

هل «من الآخر» هو وجه بيار رباط؟

أكيد، منذ انطلاقته عبّر عني شخصياً، وكان بمثابة صفحة خاصة بي أسجل فيها أفكاري، مثل العلاقة التي تربط مارسيل غانم بـ «كلام الناس» ونيشان بـ{مايسترو».

لو لم تكن في هذا البرنامج ماذا كنت ستفعل؟

سأكون في «من الآخر». أنا مهندس في الأساس ولم أكن مشروع إعلامي يخضع لاختبار عله يقدم برنامجاً معيناً، بل شخص لديه فكرة برنامج يريد من خلالها التعبير عن آرائه واستقبال شخصيات معينة. بالتالي، لا أقدم برنامجاً بناء لعرض أو فرضٍ بل طرحت فكرته بنفسي وهو يليق بي.

هل تتناول في كل حلقة قضية معينة؟

أي موضوع نناقشه يحمل قضية معينة، عندما استضيف شاباً حقق انجازاً معيناً فذلك لتشجيع آخرين على التمثل به. وعندما أتحدث عن جمعية معنية تهتم بأطفال مرضى فذلك لتوعية المجتمع على دعم مثل هذه المؤسسات.

ما الذي يميزك عن المقدمين الشباب على شاشة «أم تي في»؟

لكل شخص ميزاته الخاصة في الحياة وشخصيته التي تميّزه عن سواه. لا أعتبر أنني حظيت بفرصة خلافاً للآخرين، بل انتهزت الفرصة المناسبة وصقلتها لإثبات نفسي والاستمرار في نجاحي. نال مقدمو شاشة «أم تي في» الشباب فرصتهم مثلي بشكل أو بآخر فقدموا برامج وحفلات وسهرات. شخصياً، انطلقت بعد تقديمي حفلة رأس السنة 2010 وكانت فكرتي الخاصة، ما أفسح في المجال أمامي لاحقاً لإثبات قدراتي وتحقيق ذاتي.

ماذا ينتظرنا من مفاجآت في الحلقات المقبلة؟

صوّرنا حلقة الأربعاء (16 يناير) مع المخرج القدير ريمون جبارة (أحد أعمدة المسرح اللبناني الحديث) الذي أتى إلى الاستوديو رغم مرضه وعلى كرسيه المدولب، وحدثنا عن مسيرته الفنية، فكانت مقابلة جميلة لمسنا من خلالها أهمية أن يحافظ الإنسان، في أقصى درجات نجاحه، على إنسانيته. لذلك أفتخر كوني استضفت شخصية عظيمة مثله وأتمنى له الشفاء العاجل والعمر المديد.

back to top