«البدون»... خارج الحسبة!

نشر في 02-02-2013
آخر تحديث 02-02-2013 | 00:01
 نواف فهد البدر قدم أعضاء مجلس الأمة الموقرون قوانين بالجملة في العديد من القضايا ومنها قضية "البدون"، وفي لقائنا في "لجنة الكويتيين البدون" مع لجنة "حقوق الإنسان والبدون" البرلمانية، قدمنا خلال اجتماعنا بحضور جمعيات حقوق الإنسان الرسمية والأهلية ومجموعة من الناشطين في قضية "البدون" مشروع قانون ينهي ملف تلك القضية بالكامل.

هذا المشروع تمت دراسته سابقاً وقُدم في المجلس السابق، وهو يتضمن حلاً شاملاً ونهائياً لقضية "البدون"، إضافة إلى تقديمنا مشروع قانون آخر بالنظر في المنازعات في شأن الجنسية وحق اللجوء إلى القضاء في هذا الجانب، وهي أيضاً قوانين تغلق قضية "البدون" نهائياً.

لكن بكل أسف أقولها فإن المجلس ليس لديه القدرة على تقديم إنجاز أو قانون يتعلق بقضية "البدون"، خصوصاً أن المجلس صديق وموالٍ للحكومة، والحكومة ترفض حل قضية "البدون"، وتعمل بكل أسف على تفاقمها بالنهج الذي تسلكه منذ سنوات طويلة ومازالت مستمرة فيه بما يؤزم الوضع ويدمر مستقبل "البدون".

والعائق لا يتمثل في المجلس والحكومة اللذين يرفضان حل قضية "البدون" فحسب، بل أيضاً في الشارع الكويتي الذي ينشغل في الأزمات السياسية المتلاحقة. فمنذ سنوات طويلة والبلد في صراع سياسي مستمر، ومع تواصل الصراع تبقى قضية "البدون" في آخر الأولويات والاهتمامات، والشارع الكويتي لم يجعل قضية "البدون" أولوية له ولم يقدم لها أي شيء سوى التعاطف فقط.

ولأن الحكومة أعلنت سابقا أن "الجهاز المركزي للبدون" مدة عمله خمس سنوات مضى منها عامان وثلاثة أشهر، وليقينٍ لدينا بأن الجهاز سيتم التمديد له مرة أخرى، لعدم الجدية في الحل، ولوجود عشرات الآلاف من "البدون" يعانون الأمرَّين من ضيق ذات اليد بعد أن حُرموا من العمل والرزق، لذلك قدمنا طلباً إلى لجنة "البدون" البرلمانية بأن يقدم بيت الزكاة إعانة شهرية بدل التي تصرف لهم كل أربعة أشهر. وهي تمنح لـ"البدون" المستوفين للشروط في بيت الزكاة، وقلنا بما أن الحكومة تتحجج بأنها ستحل القضية خلال السنوات الخمس فإن عليها إذن توفير حياة كريمة لـ"البدون" والسماح لهم بالعمل والرزق الحلال. أما "البدون" الذين لديهم ملفات في بيت الزكاة وتصرف لهم إعانة كل أربعة أشهر فيتعين على الحكومة أن تجعلها بصفة شهرية حتى يستطيعوا العيش في مستوى إنساني معقول.

كان هناك قبول من أعضاء لجنة حقوق الإنسان والبدون البرلمانية ومن رئيسها النائب خالد العدوة الذي كان متجاوباً معنا، وسيجتمعون مع وزير الأوقاف من أجل إقرار الميزانية التي نتمنى أن تكون كافية، من أجل انتشال "البدون" من الفقر الذي تسببت فيه الحكومة.

back to top