لماذا تخفي الفنانات زواجهن ثم ينشرنه بـ{طنة ورنة}؟

نشر في 09-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-09-2013 | 00:01
كيف تتحول إشاعة زواج فنانة إلى حقيقة بين ليلة وضحاها؟ تزدحم وسائل الإعلام بتصاريح لفنانات ينفين الأخبار المنتشرة حول زواجهن ويضعنها في خانة تشويه السمعة، ثم فجأة يصرخن بأعلى صوتهن أن ما كان بالأمس إشاعة هو حقيقة اليوم. ما الذي تغيّر حتى يتحولن هكذا من دون سابق إنذار من ضحايا إلى زوجات سعيدات إلى جانب أزواجهن؟
بعد تصريحها في أكثر من مناسبة بأن الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام حول ارتباطها بمدير تصوير {حكاية حياة} هشام زنيتا الذي يصغرها بأعوام مجرد إشاعات مغرضة هدفها النيل من المسلسل، عادت غادة عبد الرازق وأكدت منذ أيام أنها تزوجت منه بالفعل.

 الجميع يعلم أن استبعاد زنيتا من إدارة تصوير المسلسل أحد الأسباب الرئيسة وراء النزاع الذي نشب بين غادة وبين المخرج محمد سامي، وعندما ظهرت الممثلة في أحد البرامج التلفزيونية وصفت هشام بأنه مدير التصوير الحقيقي للمسلسل، موجهة التحية إليه على الهواء مباشرة، ونافية في الوقت نفسه أي ارتباط بينهما، فيما امتلأت وسائل الإعلام بأخبار عن العلاقة بينهما، إلى أن اختارت الوقت المناسب للإعلان عن هذا الزواج.

 قد تكون غادة أحرجت، في البداية، كونها أصبحت جدة منذ أشهر ولم يمض على طلاقها من ثالث أزواجها أقل من عام، عدا عن الموقف الذي وضعها فيه زملاء لها في المسلسل مثل أحمد زاهر وطارق لطفي عبر مساندتهما محمد سامي واتهامها بالافتراء عليه.

طلاق ثم زواج

ما إن أعلنت طلاقها من كريم الشبراوي حتى تزوجت رانيا يوسف سراً من أحد رجال الأعمال في وقت قياسي، لكنها لم تعلن عن هذا الزواج إلا بعد هدوء عاصفة النزاعات بينها وبين طليقها، وفاجأت الجمهور بهذا الخبر على الهواء مباشرة في أحد البرامج التلفزيونية.

 البعض اعتبر أن رانيا يوسف تسرّعت في قرارها فيما برر البعض الآخر هذا التصرف بأن زوجها الحالي وقف إلى جانبها عندما كان طليقها يهددها ويحيك لها الدسائس والمؤامرات، ومنها حيازة مخدرات في سيارتها، عدا عن تهديداته ووالدته لها ولابنتيها.

لطالما صرّحت وفاء عامر بأنها متزوجة من رجل أعمال لا علاقة له بالوسط الفني، وأصرت على هذا القول حتى بعد إنجابها لابنها الوحيد عمر، إلى أن أعلنت بعد سنوات عن هوية زوجها، وكان المنتج الكبير محمد فوزي. لا أحد يعرف لماذا اخفت وفاء هوية زوجها لسنوات، وربما لأسباب تتعلق به أكثر مما تتعلق بها.

نبيلة عبيد التي ردّدت على مدى سنوات أنها لم تتزوج سوى المخرج الراحل عاطف سالم، اعترفت بعد ثورة 25 يناير بأنها تزوجت السياسي المخضرم أسامة الباز، مع أن زواجها لم يكن سرياً بل كان يعرفه العاملون في الوسط الفني. أما تأخرها عن إعلان الزواج الذي دام تسع سنوات، فيعود إلى المركز الحساس الذي كان يشغله أسامة الباز في حكم الرئيس مبارك.

رأي الصحافة

تعزو الصحافية نوران نصار هذه العادة التي يتبعها الفنانون إلى أسباب شخصية تتعلق بنظرة الجمهور إلى الفنان الذي قد يجد حرجاً في الإعلان عن زواجه، مثل طلعت زكريا الذي اضطر إلى الإعلان عن زواجه الثاني عندما وقع فريسة المرض وحضرت زوجته الثانية إلى المستشفى إلى جانب زوجته الأولى، كذلك الحال بالنسبة إلى حكيم الذي كان يقدم زوجته الثانية على أنها مديرة أعماله ليعلن في ما بعد أنها زوجته.

تضيف: {ثمة فنانون آخرون يعتبرون أن هذه الناحية في حياتهم هي الوحيدة التي  يستطيعون من خلالها التحرك بحرية، فأنغام مثلاً كانت تردد، قبل إعلان ارتباطها بزوجها الثاني الموزع الموسيقي فهد، أن ما يجمع بينهما مجرد صداقة، لأن المحيطين بها كانوا يعارضون هذا الزواج، إلى أن وضعت الجميع أمام الأمر الواقع متحدية كل من عارض هذا الارتباط}.

 تلاحظ نصار أن فنانين كثراً يعلنون زواجهم أمام الأهل والأصدقاء فقط، ويتركون إشاعة الخبر للصحافة والإعلام عن عمد، وعندما يُسألون عن سبب عدم إعلان الزواج يجيبون ببساطة: {لم يسألنا أحد وعندما وُجه إلينا السؤال أعلنّا ارتباطنا}.

علم النفس

يقول أستاذ طب النفس العيادي د. ماجد محسن إن الفنان بطبعه أناني ويشعر عندما يخفي زواجه ولو لفترة من الزمن بأنه تحايل على جمهوره والصحافة التي تلاحقه، ويجد متعة بنفيه فترة من الزمن. لكن عندما تصبح مصداقيته على المحك يعلن زواجه على الملأ، مختلقاً الأعذار التي غالباً ما تكون واهية.

يضيف أن ثمة مشاهير يخفون زواجهم في البداية لأنهم يشعرون في قرارة أنفسهم أو في عقلهم الباطن أن هذا الزواج ليس خطوة صائبة، وغالباً ما تنتهي هذه الزيجات بالطلاق. فضلا عن أن الفنان الذي تسلط عليه الأضواء ليل نهار تنتابه حالة من الحرية والمتعة النفسية عندما يخفي أمراً ما في حياته فترة من الزمن.

الفنانات

ترى سمية الخشاب أن مسألة إعلان الفنانة عن ارتباطها أو انفصالها تخصها لوحدها، تقول: {صحيح أن حياة الفنان بمثابة كتاب مفتوح إلا أنه يحتاج إلى  بعض الخصوصية ليشعر بأنه إنسان عادي مثل سائر البشر العاديين الذين يحبون ويتزوجون ويفترقون في الوقت الذي يجدونه مناسباً، فلماذا يحرم على الفنان ما هو مسموح به للاخرين؟}.

ثمة فنانون لا يعلنون في الأساس ارتباطهم، فحتى الآن قلة من الناس تعلم أن شيرين كانت متزوجة من الموزع الموسيقي مدحت خميس قبل احترافها الفن،  كذلك لم تكن الفنانة المعتزلة حنان ترك تحب أن تذكر أنها كانت مرتبطة بعقد قران مع رجل الأعمال أيمن السويدي، زوج الفنانة الراحلة ذكرى الذي قتلها قبل أن ينتحر مطلقًا النار على نفسه في جريمة مروعة.

back to top