تمزق الهلالة... أكثر إصابات الركبة شيوعاً

نشر في 24-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 24-03-2013 | 00:02
No Image Caption
أنا في السابعة والسبعين من عمري وأعاني ألماً في الركبة أعتقد أنه ناجم عن تمزق الهلالة (meniscus). هل يمكن أن أشفى من دون أي تدخل طبي، مع قليل من الراحة؟ وإذا كان الجواب نفياً، فماذا يشمل العلاج الجراحي لهذا النوع من التمزق؟
تؤدي الحركات التي تُمارس ضغطًا كبيراً على الركبة أو تجعلها تلتوي أو تدور عنوةً إلى تمزق الهلالة، غضروف في مفصل الركبة. يشكّل هذا الغضروف نوعاً من الوسادة بين عظم الظنبوب (Tibia) وعظم الفخذ (Femur). ويُعتبر تمزق الهلالة من أكثر إصابات الركبة شيوعاً. لكن علاجات هذا الغضروف في الركبة تختلف باختلاف الحالات. وفي حالة المسنين، تصبح القرارات العلاجية أكثر تعقيداً إن كان المريض يعاني التهاب المفاصل في الركبة المصابة.

قد تُصاب الهلالة بضرر حاد فجأةً، كما يحدث مع الرياضيين خلال المنافسات القوية. لكن بعض الحركات العادية، مثل الجثو والقرفصاء، قد يلحق أيضاً الضرر بها.

تلف المفصل

في المقابل، قد لا يُلاحظ المريض التمزق الذي يصيب الهلالة ويتراكم تدريجاً نتيجة تلف المفصل الطبيعي. في حالة المسنين، يشكّل تضرر الهلالة أحياناً جزءاً من التهاب مفاصل تنكسي يصيب (degenerative arthritis) كامل أجزاء الركبة المسنة. تُعتبر هذه التغييرات في الهلالة نتيجة طبيعية لاستعمال مفصل الركبة، بما أنها لا تتأتى عادة من إصابة واحدة ولا تؤدي إلى أي عوارض مباشرةً.

يختلف الألم الناجم عن إصابة في الهلالة بين مريض وآخر، فقد تشمل علامات هذا التمزق وعوارضه طقطقة عند تحريك الركبة، تورماً، تيبساً، ألماً (خصوصاً عند إدارة الركبة)، وأحياناً صعوبة في فتح الركبة بالكامل.

من الضروري أن يقيّم الطبيب أي ألم أو ورم في الركبة، سواء كان غير مبرر أو ناجماً عن إصابة. يستطيع الطبيب عادةً اكتشاف تمزق الهلالة خلال الفحص الطبي. ولكن إن كنت تعاني أيضاً تغييرات تنكسية في المفصل سببها التهاب المفاصل، يصعب في هذه الحالة تحديد السبب الفعلي لألم الركبة واعتلالها، خصوصاً أن هاتين المشكلتين كلتيهما تسببان الألم.

يشمل العلاج عندئذٍ الخضوع لتصوير بالأشعة السينية، الذي يُظهر تغييرات قد ترتبط بالتهاب المفاصل. ولكن إن لم يكشف هذا التصوير إشارات واضحة إلى الإصابة بالتهاب المفاصل وأظهر الفحص الطبي أن المريض ربما يعاني تمزقاً في الهلالة، يُخضع الطبيب المريض في هذه الحالة لتصوير بالرنين المغناطيسي لرؤية الهلالة وسائر أجزاء مفصل الركبة بشكل أفضل. لكن التصوير المغناطيسي يُخَصّص للحالات التي تشمل عوارض كبيرة فحسب. ففي ظل غياب العوارض، يتحوّل هذا النوع من التصوير إلى علاج مكلف وغير فاعل.

تُعتبر الإجراءات التقليدية غير الجراحية عادةً خط العلاج الأول في الحالات التي يعاني فيها المريض عوارض تمزق الهلالة، وتشمل إراحة الركبة بتفادي النشاطات التي تعرض المفصل للضغط وتجعله يلتف وتسبب الألم، مثل القرفصاء، الجثو، وطي الركبة المتكرر. فضلاً عن الراحة، يساهم الثلج في التخفيف من الألم والتورم. كذلك يستطيع المريض تناول مسكن ألم لا يحتاج إلى وصفة طبيب. فقد يساعده هذا في التخفيف من ألم الركبة.

علاج فيزيائي

عندما يخف الألم، تشمل الخطوة التالية العلاج الفيزيائي بهدف تقوية عضلات الساق وتلك المحيطة بالركبة. أظهرت الأبحاث أن تحسين العضلات المحيطة بالركبة يحدّ من آلام مَن يعانون ركبة مصابة. ومن الممكن تعزيز فوائد العلاج الفيزيائي بممارسة بعض التمارين في المنزل. علاوة على ذلك، تساهم حقنة من الكورتيزون في الركبة في التخفيف من الالتهاب والألم، ما يجعل العلاج الفيزيائي والتمارين أكثر فاعلية. ولكن إن أخفقت الخيارات غير الجراحية وما زلت تعاني ألماً مبرحاً في ركبتك، فقد ينصحك الطبيب بالجراحة.

صارت جراحة تنظير مفصل الركبة شائعة، وتُجرى بإحداث شقوق صغيرة حول الركبة. يضم المنظار ضوءاً وكاميرا صغيرة يتيحان للجراح رؤية داخل الركبة بوضوح على شاشة تلفزيون. فيُدخل عبر هذه الشقوق الصغيرة أدوات جراحية صغيرة لإزالة أجزاء من غضروف الهلالة أو إصلاحه. لا تتطلب  الجراحة المكوث في المستشفى، ما يعني أنك ستعود إلى المنزل في اليوم عينه، مع أن الشفاء التام يحتاج إلى أسابيع أو حتى أشهر. كذلك يصف لك الطبيب تمارين هدفها استعادة الحركة وتقوية مفاصل الركبة والساق.

يُشار إلى أن المريض قد لا ينعم بالراحة من الألم واستعادة الحركة المرجوتين من هذه الجراحة، إن كانت الركبة مصابة بالتهاب المفاصل وبتمزق في الهلالة ناتج من الاستهلاك المتكرر. لذلك عليك استشارة الطبيب ليُشخّص أسباب ألم الركبة ويُحدّد العلاج الذي يُلائم حاجاتك.

بروس ليفي، مايو كلينيك

back to top