أستاذة الفكر السياسي الإسلامي: نيفين عبدالخالق: التطرف إفراط وغلو في فهم الدين

نشر في 22-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-07-2013 | 00:02
ارتبط التطرف والإرهاب عموماً بالدين الإسلامي والمسلمين، وخرجت باقي الأديان والأمم من هذه التهمة التي يُصرّ الغرب على إلصاقها بالإسلام عن عمد، ويسخّر الإمكانات والوسائل، ويموّل بعض الفئات الإسلامية لتأكيد ذلك، ليكون مبرراً في جعل الإسلام العدو التقليدي الذي تجب محاربته والقضاء عليه، خصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار الشيوعية.
حول مظاهر عداوة الغرب للإسلام حاورت «الجريدة» المفكرة الإسلامية
د. نيفين عبدالخالق، أستاذة الفكر السياسي الإسلامي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.
ما مفهوم التطرف وما أبرز أنواعه؟

هو المبالغة والمجاوزة عن حدّ الاعتدال، فإذا كانت الفضيلة وسطاً بين حدين متناقضين هما الإفراط والتفريط، فالتطرف يعتبر إفراطاً ومجاوزة وغلواً في فهم الدين. أما أنواع التطرف فهي كثيرة، مثل التطرف في السلوك والعواطف والمشاعر والعقائد، لكن ما أحب لفت النظر إليه، أن التطرف غير مقترن بالإسلام، والقول بذلك محاولة دعائية لتشويهه، فالتطرف سلوك إنساني موجود في الأديان والإيديولوجيات، وليس قريناً بالإسلام على وجه الخصوص.

إذاً لماذا يتهم الغرب الإسلام بأنه دين تطرف؟

فلسفة الغرب تقوم على الصراع والبحث عن عدو حتى يمجد ذاته، فبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانتهاء الشيوعية كعدو منافس للديمقراطية أو الليبرالية، كان لا بد للغرب من أن يبحث عن عدو جديد، فاختار الإسلام وأطلق عليه العدو الأخضر، وعمد إلى وصفه بكل الصفات السلبية، أضف إلى ذلك سلوكيات بعض الجماعات الإسلامية التي أعتقد أن الغرب يغذيها، لأنها تساعده في تأكيد هذا المفهوم.

عيوب التطبيق

يقترن التطرف دائماً بالجانب العقدي، لماذا برأيك؟

ليس صحيحاً، كل شيء فيه تطرف، وليس الجانب العقدي فقط، لكن ظهوره في الدين يرجع إلى الفهم الخاطئ للعلاقة بين الدين والسياسة، فالتعصب والعنف يولدان إما لتجاهل العلاقة بين الدين والسياسة أو لعدم فهم حقيقة هذه العلاقة، يعني إما لإلغائها أو انطباقها بصفة خاصة بالنسبة إلى الإسلام.

لماذا؟

لأن كلا من الدين الإسلامي والسياسة عام وشامل ويدخل في كل شيء، من هنا يفهم البعض أن الإسلام والسياسة متطابقان، والتطابق يحدث إذا فهمنا السياسة بالمعنى اللغوي العام، لكن السياسة بالمعنى الاصطلاحي تعني السلطة السياسية وعلاقة الحاكم بالمحكوم، هنا تأتي مسألة أخرى إذ يوجد نوع من التداخل، لكن لا يوجد نوع من التطابق. ثمة مبادئ عامة تحكم العملية السياسية، مثل العدل والشورى وإعطاء كل ذي حق حقه، إلى آخر المبادئ التي جاءت في القرآن الكريم، لكن بعد ذلك ترك الإسلام للمسلمين تنظيم حياتهم، بما يتوافق مع المصلحة، فحيثما توجد المصلحة فثم شرع الله.

هل معنى ذلك أن العلماء قصروا في توضيح حقائق الدين، ما ساهم في نشر الأفكار المتطرفة؟

إطلاقاً، ثمة علماء عظماء قدموا كتابات مهمة في الفكر الإسلامي، لكن الخطأ عند المتلقي، فاللفظ للمتكلم والفهم للسامع، والخطأ على من يفهم ويؤول كلامهم.

ماذا عن ابن تيمية وهو مرجع رئيس للجماعات الجهادية؟

ليس العيب عند ابن تيمية أو ابن حنبل أو الشوكاني، فكل منهم كان يتكلم عن حقبة وظروف تاريخية معينة، وأنت حين تأخذ هذه الفتاوى وتنزلها على واقع مختلف، فهذا خطأ المطبّق، وليس خطأ ابن تيمية، ولا أستطيع القول إن فقه هؤلاء يتّسم بالغلو أو التطرف على الإطلاق، لكن المغالاة والتطرف يأتيان من المطبق أو الذي ينزل أفكاراً على واقع مختلف من دون أن يجري تعديلات تتفق مع هذا الواقع، ويأتي ذلك بسبب الجهل والتجهيل، فكثير منا لا يفهمون الفكر الإسلامي والفقه على حقيقته، ثم يصدرون أنفسهم  للحديث عن الإسلام، ويتحدثون بالهوى من دون تقدير لمعنى الكلمة.

غلق باب الاجتهاد هل أدى إلى ظهور أفكار متطرفة؟

باب الاجتهاد لم يغلق مطلقاً، لكن إذا توافرت الحرية سوف يزدهر الاجتهاد، ونحن في حاجة ماسة إلى فقه الواقع، لأننا لا نستطيع الآن أن نعيش بفكر القرون الإسلامية الأولى.

في كتابك «الفقه السياسي في الإسلام» قلت لا ضير أن يكون هناك مرجعية دينية في المسائل السياسية. كيف ذلك؟

في هذا الكتاب تابعت كل الكتابات الحديثة التي حاولت أن تدلي بدلوها في مسائل السياسة، وجعل الإسلام مرجعية لها، فلا ضير من ذلك، إنما الضير يأتي من أن الذين يرجعون إلى الدين في مسائل السياسة يعتبرون أن تصوراتهم واجتهاداتهم فريدة ولا يقبلون بسواها، ومن هنا يحاولون أن يفرضوها فرضاً، وينسون أن أي تصور أو اجتهاد في أي مسألة هو اجتهاد بشري، وكونه مستمداً أو مرتكناً إلى مرجعية مقدسة لا يعطيه قداسة، ومن ثم فهو متغيّر ويقبل النقد والتعديل، فإذا ساد هذا الفهم لن نجد أمامنا عنفاً أو تطرفاً.

العنف اللفظي هل يندرج تحت أنواع التطرف؟ وكيف يتعامل الإسلام معه؟

طبعاً، وقد نهى الإسلام في كثير من الآيات والأحاديث عنه، ففي الحديث «ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ».

يستند البعض إلى آية «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” لاتهام الإسلام بالإرهاب، فما تعليقك؟

المقصود بالآية الردع وليس العدوان، فالردع يحقق السلام ويمنع الاعتداء، ومعنى «ترهبون به عدو الله وعدوكم» أي توقعون به الخشية منكم في قلوب أعدائكم، فلا يعتدون عليكم فيسود السلام، إذاً الآية دعوة إلى السلام وليست دعوة إلى العدوان أو الإرهاب، فهنا سوء فهم بسبب اختلاف معنى الألفاظ العربية عن المصطلحات الأجنبية، وللأسف الشديد بعض الذين يدافعون عن الإسلام يقولون ببساطة وعدم فهم، إن الإسلام يقر الإرهاب انطلاقاً من هذه الآية.

ثمة منظمة تدعى «المسلمون المناهضون للشريعة» تعكف على صياغة ما يسمى «القرآن الجديد» من خلال حذف الآيات التي يفسرونها على أنها تدعو إلى التطرف. ما رأيك؟

قال تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». هذه بدع، والقرآن ليس فيه دعوة للعنف أو التطرف، بل هو دين السلام، والله تعالى يقول «وتعاونوا على البر والتقوى»، وقوله أيضاً «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين».

سوء فهم

يستند البعض إلى حديث «من رأى منكم منكراً...» باعتباره رخصة إسلامية لممارسة العنف والتطرف. كيف ترين ذلك؟

هذا سوء فهم للحديث، لأن من شروط تغيير المنكر ألا يؤدي إلى حدوث منكر أشد منه، فلا تنهي عن منكر لفظي مثلاً إذا ترتب عليه حدوث جريمة قتل، والتدرج في الحديث يجعلنا نبدأ بالنصيحة أولاً، وفي الحديث «من نصح أخيه في السر فقد كسبه ونصحه ومن نصحه في العلن فقد فضحه وخسره»، فعليك أولاً أن تدفع بالتي هي أحسن وأن تلين القول للناس فالله تعالى قال لموسى وأخيه «اذهبا إلى فرعون وقولا له قولا لينا».

يرجع سوء الفهم هذا إلى الغرب أم المسلمين الذين يطبقون الآيات والأحاديث خطأ؟

الاثنان، وإذا كان ثمة سوء فهم من الغرب فإنني أعذره، إنما غير المعذور هو نحن أصحاب اللغة العربية والتراث والحضارة والفقه، مع ذلك لا نفهم إسلامنا، بل أن بعض المستشرقين يفهمون ديننا أكثر منا، فهناك حالة من الجهل والتجهيل المتعمدة، حتى يسود الوضع القائم، ولو ساد العلم والفهم الصحيح لحدث التغيير، وتم القضاء على أشكال التطرف كافة.

إلى ماذا نحتاج كي نحقق ذلك؟

نحتاج إلى بيئة مناسبة، وجهد من المفكرين، فلو سادت الوسطية، وساد العلماء الأكفاء، لما وُجد مبرر لاعتداء الغرب على بلاد المسلمين، فهؤلاء يؤدون خدمة للأعداء، بأنهم يعطون لهم المبرر والمسوّغ بما فيه المسوغ الأخلاقي للاعتداء علينا، لأن الغرب حينما يعتدي يغلّف اعتداءه بشعارات أخلاقية، فهناك أدعياء التحدث باسم الدين يدفعهم الغرب إلى تشويه الدين الإسلامي.

ما رأيك في انتشار جماعات الأمر بالمعروف في بعض المجتمعات العربية؟

هذه الجماعات لا داعي لها، لأن الوظيفة التي تطمح إلى أن تقوم بها موجودة بالفعل في التنظيم الإداري للدولة، مثل مراقبة الأسواق والشرطة، ثم في دور المجتمع نفسه وأخلاقياته، وتصرفات هذه الجماعات لا تعد تطرفاً بل سلوك خاطئ، وخارج عن إطار القانون.

«إنّ الدين عند الله الإسلام»، هل تعبر هذه الآية عن التطرف في الإسلام؟

إطلاقاً، لأن الإسلام هو الدعوة التي دعا إليها جميع الأنبياء، ثم اختص به بعد ذلك الدين الذي جاء به سيدنا محمد (ص)، قال تعالى «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه»، لأن كل نبي يأتي كان يضع لبنة في بناء النبوة حتى جاء الرسول خاتم الأنبياء والمرسلين، قال تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي»، لذلك تجد أن الدين الإسلامي هو الدين الذي يعترف بجميع الأنبياء.

برأيك لماذا يكره الغرب الإسلام؟

هذه مسألة نفسية، ترجع إلى عصور انتشار الإسلام وصعود نجم الحضارة الإسلامية، واتهام الغرب للإسلام والمسلمين بالتطرف هو نوع من الإسقاط كنوع من الدفاع عن الذات، فالغرب بدلاً من أن يعترف بإرهابه وتطرفه يتهم المسلمين بالإرهاب والتطرف، وساعدتهم في ذلك تصرفات بعض المسلمين الممولة من الغرب نفسه لإعطاء مبرر في ما يفعله في الدول الإسلامية، فالغرب يصنع الحدث ويصنع المشكلة حتى تسير في الاتجاه الذي يرغبه ويريده.

الخطاب الاستشراقي يسعى في بعض الأحيان إلى تنميط صورة الإسلام في الغرب كدين مبني على التطرف؟ كيف يمكن الردّ على هذه الادعاءات؟

خير من أن تدعو الناس إلى الإسلام أن تكون مسلماً حقيقياً، فأنت بسلوكك الشخصي تضرب نموذجاً يشتهي الآخرون أن يكونوا مثلك، فخير الدعوة هو السلوك الفعلي.

الخطاب الديني

إلى أي مدى يجب أن يتوافق مبدأ الإصلاح الاجتماعي في أي مجتمع مع نبذ التطرف؟

الإصلاح عملية مستمرة، لأن الإنسان في حاجة، دائماً، إلى أن يُقوِّم سلوكه، وفي الحديث «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»، فالمجتمعات التي تنشد الاستمرار والبقاء عليها أن تُصلِح دائماً من نفسها، لأن التطرف يظهر حينما تغيب أجهزة الدولة عن القيام بدورها، وحينما يقوم كل مسؤول بدوره سوف تختفي مظاهر التطرف.

ماذا تفعل الأمة الإسلامية لتصحيح صورتها ودحض تلك الاتهامات؟

يجب أن تكون نموذجاً جاذباً وليس طارداً، فقبل أن تفكر في توجيه رسالتها إلى العالم يجب أن تصلح عيوبها وترشد سلوكها، لتكون نموذجاً صالحاً يجذب العالم إليها.

ماذا عن تجديد الخطاب الديني؟

هذه ضرورة ملحة لمواكبة العصر، واستخدام لغة ومفردات يفهمها الناس بعيداً عن التحدث بلغة غريبة ومفردات هجرها الناس من قديم الزمن، وفي الحديث «خاطبوا الناس على قدر عقولهم»، فلابد لنا أولاً من تطبيق فقه الواقع ولا بد في من يتصدى للفتوى أن يكون عالماً، واسع الأفق.

هل ضعف الخطاب الديني هو ما أدى إلى انتشار مظاهر التطرف؟

بالتأكيد، فما أكثر ما نسمع من خطب تحريضية، أو تتحدث بالسوء عن آخرين لا يستفيد منها الناس في دينهم أو دنياهم، والمفترض أن يحمل الخطاب الديني ما يعمل على تقويم سلوك الإنسان.

ما رأيك في وسائل الإعلام؟

أغلب القنوات الدينية انحرفت عن مسارها، وخرجت عن حد الاعتدال، فما تقدمه لا يمتّ إلى الدين بصلة بل يشوه صورة الإسلام، ولا يخدم قضية الدعوة الإسلامية القائمة على التسامح والحكمة والموعظة الحسنة.

كيف عالج الإسلام ظاهرة التطرف في المجتمع؟

بالسلوك، فالقرآن والأحاديث نصا على أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، فنحن مدعوون دائماً إلى اتباع السلوك الحسن القويم، وأن ندعو إلى سبيل ربنا بالموعظة الحسنة وبالسلوك الفعلي، فلا تقول للناس افعلوا كذا ولكن ابدأ بنفسك «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».

ما الفرق بين الجهاد والإرهاب؟

فرق كبير، فالإرهاب هو الترويع، وهو سلوك إجرامي، إنما الجهاد قيمة إسلامية عليا لإعلاء كلمة الله وتبليغ الرسالة، فتبليغ الرسالة في عصرها الأول لم يكن لها وسيلة إلا الغزو من دون إجبار أحد على اعتناق الإسلام، فلا إكراه في الدين، أما الآن أصبحت المسألة أكثر سهولة في الدعوة، ولسنا في حاجة إلى استخدام أساليب عنيفة، حيث تتوافر وسائل اتصال متنوعة لهذا الغرض.

السياسة والتطرف

هل ثمة علاقة بين التطرف وإدارة الصراع السياسي في الفكر الإسلامي؟

إدارة الصراع عملية إدارية، فالصراع السياسي جزء من إدارة السلوكيات والعلاقات الدولية في أي مجتمع، ومصطلح الصراع السياسي نابع أساساً من الفكر الغربي الذي يرى أن العلاقات قائمة على أساس حرب الإنسان على أخيه الإنسان، لكن التطرف ظاهرة موجودة في كل شيء، فلا يوجد وجه للربط بينهما.

إلى أي مدى يمكن أن يتحول التطرف الفكري والديني إلى عنف على مستوى الشارع؟

إذا وجد الفرصة لذلك، فإذا كانت الدولة قوية، وتطبق القانون، ويحصل الإنسان على حقوقه، فسوف تحجم مثل هذه الظواهر.

ما سبب تكوين الجماعات الإرهابية؟

يقول ابن خلدون، الظلم مؤذن بخراب العمران، والعدل أساس الملك، فحينما يستشري الظلم يأتي العنف، ويقع التقاتل بين الناس، لأنه ليس هناك وازع يردعهم ويقيم الحق بينهم، فالعنف قرين بالإحساس بالظلم وانسداد المنافذ الأخرى، لكن عندما توجد منافذ للتعبير يختفي العنف، والتطرف الذي يعتبر أحد وجوه العنف.

كيف يمكن مواجهة التشدد الفكري تجنباً لاتساع دائرة التطرف في المجتمعات الإسلامية؟

بالعلم، لأن الجهل هو الآفة الكبرى وأساس كل مصيبة، فالعلم نور والجهل ظلمات، وفي الظلام تحدث كل الأمور السيئة التي تختفي بالعلم ونشر الفهم الصحيح للإسلام، وأن يقوم الدعاة في المساجد بدورهم في تعليم الناس وتنويرهم.

الدول الأولى

لماذا لم يظهر التطرف في الدولة الإسلامية الأولى التي أسس لها النبي محمد (ص)؟

التطرف لا يظهر إلا في عصور الانحطاط والضعف، فحينما تهون الأمة ويتداعى عليها أعداؤها يظهر التطرف، ولكن حينما نكون أقوياء أعزاء لن تجد بيننا متطرفين، ولذا عندما  كانت الدولة الإسلامية قوية عالمة بدينها في ظل وجود الصحابة والتابعين لم يكن هناك تطرف.

ماذا عن ظهور الخوارج واعتمادهم القتل كحلّ لإصلاح الأمة؟

«تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم»، هذا كان اجتهادهم، وهذه كانت طبيعة عصرهم وهذه أدواتهم، وكانت مقبولة حينها، أما الآن فالأجدى بنا استعمال الأساليب السلمية للإصلاح، ومن يعتدّ بما حدث في التراث الإسلامي وينهج منهج العنف في الإصلاح فهذا خطأ وتطرف، لذلك يحتاج تراثنا الإسلامي إلى عملية نقد مستمرة، وهي عبارة عن مراجعة للذات والإبقاء على الإيجابيات وإصلاح السلبيات، وإبعاد الأفكار الدخيلة.

التعليم والتطرف

إلى أي مدى تكرس مناهج التعليم في عالمنا العربي فكرة التطرف؟

تحتاج مناهجنا التعليمية إلى إصلاح كبير، لأن فيها نوعاً من العنف وسيادة القهر، فالمنظومة التعليمية كلها في حاجة إلى إعادة نظر، لنربي في الجيل الجديد الكرامة، والحس الإنساني، والقدرة على التفكير.

ماذا عن دور الأزهر لنبذ التطرف في العالم الإسلامي؟

أعتقد أن وجود هذه الظواهر السلبية كان بسبب أن الأزهر لم يكن يقوم بدوره، فهو يتحمل جزءاً من المسؤولية في وجود هذه الظواهر وانتشارها، لأنه لو كان يقوم بدوره لما وجد الفراغ الذي ملأته هذه الأفكار المتطرفة.

ماذا قدم العالم الإسلامي منذ أحداث11سبتمبر2001 لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام واعتباره دين تطرف وإرهاب؟

بُذلت جهود كثيرة في هذا الصدد، بدليل أنه بعد هذه الأحداث تعرّف الغرب إلى الإسلام واعتنقه كثيرون.

في سطور:

- من مواليد القاهرة، تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.

- تدرجت في المناصب الأكاديمية في الجامعة، وحالياً تشغل منصب أستاذة الفكر السياسي الإسلامي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.

- عملت أستاذة مساعدة ورئيسة لقسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية في المدينة المنورة، وأستاذة بكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة.

لها مؤلفات عدة منها:

– {المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي}.

– {مدخل في الفكر السياسي الإسلامي}.

- {الفكر السياسي للفارابي}.

- {فقه الاحتجاج}.

– {الفكر السياسي الإسلامي المعاصر: رؤية وتحليل (تحت الطبع)}.

back to top