«صرت منهم يا بيت الزكاة»!

"صرت منهم ليه يا بيت الزكاة؟!

إسلامنا وشدخله في اثباتنا

أخاف تمنعني غداً فرض الصلاة؟!

وتقول لا تصلي مثل صلاتنا..."

هذان البيتان للشاعر الكويتي البدون الذي هاجر وترك وطنه الكويت بعد محاربته ومنع إصدار ديوانه الذي يحمل اسم "هنا بدون"، هذان البيتان من الشعر للاسف أصبحا واقعا يعيشه الكويتيون "البدون"، ولا تستغربوا من خوف الشاعر في التدخل حتى في الصلاة! كيف لا والوزير السلفي، الذي في عهده تم منع "البدون" من استخراج عقود الزواج، قال في الحج إن "حج البدون" غير مقبول لأنهم مزورون.

إن حال "البدون" في رمضان لا يختلف كثيراً عن بقية شهور السنة، لكن في رمضان يظهر الإيمان والرحمة لدى غالبية المجتمع، بل حتى العنصريين يتبرعون للمحتاجين في رمضان؟! وكأننا فقط مسلمون في رمضان دون غيره من شهور العام!

تدخلات "الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع البدون" تعدت حدودها كثيراً، ووصلت منذ زمن إلى بيت الزكاة، حيث فرض الجهاز المركزي شروطه على الزكاة التي تمنح لـ"البدون" المحتاجين، وهنا تدخل سافر ومناف للشريعة، وفرض شروط غير شرعية تتعلق بالبطاقة الأمنية ومدة صلاحيتها والقيود الأمنية! ولا أعلم ما شأن وضع الإنسان المسلم "البدون" الذي تنطبق عليه شروط الزكاة بالإجراءات الأمنية التعسفية التي يعيشها في حياته اليومية؟!

إن بيت الزكاة يجمع صدقات أهل الكويت والمؤسسات الحكومية، وعليه أن يتقي الله في إصدار الزكاة للمستحقين في داخل الكويت قبل الخارج، ولا يجوز وضع شروط من قبل جهة أخرى لإصدار الزكاة الشرعية للمستحقين من "البدون".

"البدون" محرومون من الفرح، وحتى الخريجين الذين كافحوا وحققوا نسبا عالية وتفوقوا رغم تعليمهم في مدارس "أهلية" تعليمها ضعيف جداً، وعدم مقدرة الأسرة على مساعدة أبنائها الطلبة بتوفير مدرسين خصوصيين، ورغم الظروف المعيشية الصعبة نجح المئات من "البدون" بنسب ممتازة، لكن الصدمة تبدأ عندما يريد الطلبة "البدون" إكمال تعليمهم الجامعي ليتفاجأوا بالحرمان من حق التعليم الجامعي والتعليم في المعاهد الحكومية، وتم السماح لعدد محدود منهم بإكمال تعليمهم، ووضعوا عليهم أيضا شروطاً تعجيزية بأن يكون الطالب ابناً لأم كويتية أو لوالد لايزال عسكرياً رغم تسريح مئات العسكريين "البدون".

بعد محاربة بيت الزكاة وكل الجهات الحكومية لـ"البدون"، بكل أسف بدأت أصدق ما قاله الأستاذ أحمد التميمي رئيس "لجنة الكويتيين البدون"، عندما قال إن "الحكومة لو تستطيع منع الهواء الذي نتنفسه عن البدون لمّا تأخرت في ذلك".