كنده علوش: الدراما السورية تجاوزت وضع البلد الكارثي

نشر في 07-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 07-08-2013 | 00:02
«سورية بلدي الحبيب ومصر احتضنتني، لذا لا أشعر بغربة فيها وأتمنى المشاركة في الدراما اللبنانية»... هذا هو وضع الممثلة السورية كندة علوش المشتتة اليوم في أنحاء العالم العربي لاستكمال تصوير مسلسلاتها، ولعدم قدرتها على العودة إلى وطنها الذي تمزقه الحرب.
حول مسلسليها «نيران صديقة» و{سنعود بعد قليل» اللذين يعرضان على شاشة رمضان ومشاريع فنية أخرى كان اللقاء التالي معها.
تشاركين في «نيران صديقة» من خلال بطولة جماعية مع أنك أدّيتِ بطولة مطلقة في فيلم «برتيتة»، لماذا؟

النص مكتوب بطريقة متقنة للغاية، ويقدّم فيه المؤلف محمد أمين راضي قصة شيقة تتمحور حول مجموعة من الأصدقاء، لهم معاييرهم الخاصة في الصداقة التي تتحول إلى سهام يوجهونها ضد بعضهم البعض، لذلك أطلق على المسلسل اسم «نيران صديقة»، لأن الأصدقاء هم وراء تعاسة بعضهم البعض.

كيف تقيّمين المسلسل؟

قصته جديدة من ناحيتي الشكل والمضمون، وتمرّ الشخصيات بمراحل عمرية مختلفة، لذا يحتاج الممثل إلى جهد مضاعف، وهو التعاون الأول مع المخرج خالد مرعي الذي اتقن عمله بشكل كبير وأنا أعتز بالتعاون معه.

وشخصية نهال التي تجسدينها؟

على غرار أي شخصية في المسلسل، لنهال حسنات وسيئات، تخطئ هنا وتصيب هناك، وتدفع ثمن أخطائها. مشكلة نهال أنها تبحث عن الأمان ولا تجده.

 

هل اعتماد المسلسل على الإثارة والتشويق يعود إلى رواج هذا النوع من المسلسلات في السنوات الثلاث الأخيرة؟

صحيح أن المسلسل يعتمد على عنصر التشويق الذي يشكل علامة فارقة في حياة الشخصيات لكنه يرصد، في الوقت نفسه، التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، خلال 26 سنة من عمر هؤلاء الأبطال.

 

للمرة الثالثة تؤدين دور صحافية بعد مسلسل «أهل كايرو» وفيلم «الفاجومي» ألا تخشين الوقوع في فخ التكرار؟

على الإطلاق، لأن دوري في مسلسل «نيران صديقة» يختلف شكلاً ومضموناً عن دوري في «أهل كايرو» وليس ثمة قاسم مشترك سوى المهنة. تكمن مهارة الممثل في أن يعطي الدور الذي يكرره أبعاداً مختلفة، في كل مرة يؤديه، لم يسبق أن قدمها.

كيف تقيّمين كواليس المسلسل؟

أكثر من رائعة وطغت عليها الصداقة والاحترام المتبادل، أمضينا وقتاً طويلاً مع بعضنا البعض وعانينا ضغطاً نفسياً بسبب الأوضاع المتشابكة والمتوترة، لذلك حاولنا قدر المستطاع ابتكار أجواء في الكواليس تختلف عن الأجواء التي كانت أمام الكاميرا، ولو لم نفعل ذلك لكنا عشنا في دوامة من القلق.

 هل تعتقدين أن أحداً منكم تفوق على الآخر؟

تفوقنا جميعنا بفضل المخرج خالد مرعي الذي تعاون بصدق مع الممثلين وأخرج أفضل ما عندهم، وأظن أن المسلسل عمل جماعي بكل ما للكلمة من معنى.

كيف تقيّمين دورك في مسلسل «سنعود بعد قليل»؟

 

حللت فيه كضيفة شرف. لطالما رغبت في المشاركة في عمل يظهر معاناة المواطنين السوريين الذين شردتهم الأحداث وأصبحوا لاجئين خارج بلادهم.

ما سر تعاونك للمرة الثانية مع خالد الصاوي في مسلسل «على كف عفريت» بعد «أهل كايرو»؟

خالد الصاوي فنان ملتزم وممثل قدير ولديه قدرة على تشكيل أدواره بطريقة تلائمه وهذا ما يعجبني فيه، بالإضافة إلى كونه جميلاً على المستوى الإنساني. كان يفترض عرض المسلسل خارج الخارطة الرمضانية، لكن الشركة المنتجة أصرت على عرضه في رمضان ليحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة.

 

كيف تقيّمين الوضع في سورية كفنانة وكإنسانة؟

على الصعيد الإنساني الوضع كارثي، ولم أتوقع يوماً أن يصل حال المواطن السوري إلى هذا الدرك، ثمة آلاف من القتلى وملايين من المشردين الذين يعيشون في ظروف مأساوية... مع ذلك قدمت الدراما السورية أكثر من 20 مسلسلا، صُوِّرت في معظمها في سورية وعندما اشتدت الأزمة استُكمل التصوير في بلدان أخرى، ولقيت رواجاً عبر المحطات العربية.

خضت السينما المستقلة في «لا مؤاخذة « ما الذي حمسكِ لهذه التجربة؟

السينما المستقلة اسم على مسمى، إذ يتحرر المخرج والكاتب من سطوة المنتج وطلبات السوق والتوزيع، ويمارس فريق العمل، بما فيه الممثل، حريته المطلقة من خلال كاتب لا يخضع لمعايير السوق، ومخرج يترجم رؤية الكاتب بطريقة تلائمه.

 

يناقش الفيلم علاقة المسلمين بالأقباط، ألا تعتبرين أن هذه قضية شائكة لا لزوم لها في الوقت الحالي؟

الفن مرآة للواقع الذي علينا مواجهته بحلاوته ومرارته، فإذا كنا نعيش في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة، من واجبنا تجسيد ذلك عبر الفن الذي نقدمه، فلا يجوز أن يكون الجمهور في وادٍ والفنان في وادٍ آخر، وإلا سيفقد الفن قيمته. هل من المعقول، ونحن نعيش في ظل هذه الظروف الصعبة، أن نقدم عملا لا يمت إلى الواقع بصلة؟ في هذه الحالة نصل إلى غربة تامة بيننا وبين الجمهور العربي.

 

أين أنتِ من الدراما اللبنانية خصوصاً أن زملاءك كانت لهم مشاركات فعالة فيها؟

تسعدني المشاركة في عمل لبناني في حال كان الدور ملائماً ويشكل إضافة بالنسبة إلي ومؤثراً في العمل.

هل تشعرين بغربة خارج سورية خصوصاً أنه مضى عليك وقت طويل وأنت في مصر؟

سورية في قلبي وعقلي ووجداني ودمي، وهي كل حياتي، لكن مصر فتحت ذراعيها لي واعطتني فرصاً مهمة ولا يمكن أن أنكر فضلها علي، لذلك لا أشعر بغربة على الإطلاق.

back to top