ماذا يأكل المصاب بالسكري؟

نشر في 03-03-2013
آخر تحديث 03-03-2013 | 00:01
لمحاربة داء السكري من النوع الثاني لا بد، إلى جانب التقيد بالدواء، من اتباع نظام غذائي صحي متكامل، لأن هذا المرض يتعلق كثيراً بنوع الغذاء المستهلك. فممَّ يتألف هذا النظام الغذائي؟
 د. رباح النجاده غذاء مرضى السكري من النوع الثاني صحي لكل أفراد العائلة، بل لجميع أفراد المجتمع، لأنه متكامل ولا يهدف إلى الحرمان بل الاعتدال والبعد عن الإسراف في تناول المأكولات والمشروبات التي يكون ضررها أكثر من فائدتها.

مكونات الغذاء والكمية

الكربوهيدرات: يسود اعتقاد خاطئ بضرورة الإقلال الشديد من الكربوهيدرات (المواد النشوية والسكرية) التي تعتبر العمود الفقري لمراحل التمثيل الغذائي كافة، والنسبة المطلوبة التي يحتاج إليها الجسم تتراوح بين 50 و60% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. ويفضل أن تكون من الخبز والأرز والمعكرونة والبطاطا والقلقاس والجزر والبقول. بالنسبة إلى السكر أو عسل النحل بالإمكان تناول أي منهما في حدود أربع ملاعق صغيرة يومياً.

المواد البروتينية: تشمل البروتين الحيواني، ومن بين مصادره اللحوم المختلفة والأسماك والحليب ومشتقاته والبيض. كذلك تشمل البروتين النباتي وأهم مصادره الفول والعدس والحمص والبازلاء وغيرها. النسبة التي يحتاج إليها الجسم تتراوح بين 15 و20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.

المواد الدهنية: يجب التقليل منها قدر الإمكان لأن كثرتها تؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع الكولسترول والدهون في الدم وإضعاف مفعول الأنسولين. أبرز مصادرها القشطة والزبدة واللحوم الدسمة وجميع أنواع الزيوت والحليب كامل الدسم ومشتقاته. النسبة التي يحتاج إليها الجسم هي 30% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.

الألياف الذائبة:

- مجموعة من الألياف الموجودة في الخضروات الورقية مثل الخس والجرحير والفجل والكرات والبقدونس. كذلك تتوافر في الفاكهة الطازجة والبقوليات. تتمتع هذه الألياف بفائدة كبيرة لأنها تؤدي إلى انخفاض سكر الدم ودهون الدم. لذلك ننصح مريض السكري بتناولها بكميات مناسبة يومياً. ويفضل تناول الخضروات الطازجة الورقية قبل الوجبات الرئيسة.

- ينبغي على مريض السكري متابعة مستوى سكر الدم لفهم تأثير الوجبات، ما يساعد على ضبط النظام الغذائي.

- كذلك يجب ممارسة الرياضة لما لها من تأثير ايجابي على سكر الدم، فتعمل عمل الأنسولين مساعدة بذلك على ضبط مستويات سكر الدم بصورة طبيعية.

أهمية الألياف

يؤكد الأطباء على ضرورة تناول الألياف بصورة يومية، خصوصاً بالنسبة إلى مرضى السكري. تتوافر الألياف في الأطعمة النباتية  ولا يمكن للإنسان هضمها، فتنتقل من الفم الى المعدة ثم إلى الأمعاء الغليظة من دون امتصاصها لتطرد خارج الجسم.

نوعان

ثمة نوعان من الألياف: الألياف التي لا تذوب في الماء (يطلق عليها ألياف غير قابلة للذوبان في الماء) تؤدي إلى الإحساس بوجود كتلة من الطعام في الأمعاء، ما يساعد في دفع الطعام وتنظيف جدار الأمعاء خلال مروره.

النوع الثاني الألياف القابلة للذوبان، وهي مهمة لمن يعاني داء السكري الثاني. تذوب هذه الألياف في الماء وتصبح كالمادة الهلامية تقريباً، ومن مميزاتها أنها تعمل على تقليل مستوى الكولسترول والمشتق الضار (LDL). كذلك تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. وبما أن الألياف القابلة للذوبان في الماء تساعد على تنظيم السكر في الدم فإن الوجبات الغذائية الغنية  بها تساعد في:

- تقليل مستويات السكر في الدم بعد الوجبات، وتحسين عملية التحكم في الغلوكوز بعد الوجبات.

- تخفيف الغلوكوز في البول لأنه يساعد على تقليل السكر في الدم.

- الحد من مستويات دهون الدم التي تؤدي إلى تصلب الشرايين.

- محاربة غليسرات الدم الثلاثية ودهون الدم الأخرى.

وقد أوضحت إحدى الدراسات لمرضى السكري من النوع الثاني  أن النظام الغذائي الغني بالألياف يقلل من متطلبات الأنسولين بنسبة 75%. كذلك تمكن بعض الأشخاص من تقليل الأنسولين عند اتباعهم هذا النظام الغذائي. وتقدر كمية الألياف التي يحتاج إليها الجسم للاستفادة من فوائدها على الجسم بـ 30 غراماً يومياً.

عملها

- تبطئ الألياف القابلة للذوبان امتصاص المواد الغذائية الأخرى التي نستهلكها أثناء الوجبة نفسها، بما في ذلك الكربوهيدرات. وقد يساعد هذا الإبطاء على الوقاية من حدوث ارتفاعات وانخفاضات بصورة غيرعادية في مستويات السكر في الدم.

- تحسن الوجبات الغذائية الغنية بالألياف من حساسية الجسم تجاه الأنسولين. بالتالي، فإنها تقلل من احتياجات الجسم للأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتعالجون بالأنسولين.

- مع مرور الألياف القابلة للذوبان خلال الأمعاء، فإنها تأخذ كل شيء يمكنها الإمساك به وتحمله خارج الجسم. أحد العناصر التي تمسك بها الألياف هي العصارة الصفراء (عصارات الهضم التي يفرزها الجسم باستخدام الكولسترول الموجود فيه). بالتالي، يستمر الجسم في إفراز المزيد من هذه العصارة الصفراء باستخدام المزيد من الكولسترول، ما يساعد على التقليل من مستويات الكولسترول في الدم. ويستجيب كل جسم بصورة مختلفة. بالنسبة إلى البعض، يؤدي مزج الألياف القابلة للذوبان مع النظام الغذائي قليل الدهون إلى الحد من مستوى الكولسترول بنسبة 50% أو أكثر.

- تتوافر أدلة علمية على أن الألياف القابلة للذوبان قد تبطئ من إفراز الكبد للكولسترول، وتغير جزيئات الكولسترول السيئ (LDL) فتصبح أكبر وأقل كثافة وخطورة على الشرايين، بالإضافة إلى أنها تلتصق ببعض الدهون والكربوهيدرات من الطعام الذي يتم تناوله، ما يؤدي إلى تقليلها قبل امتصاصها.

أطعمة غنية بالألياف القابلة للذوبان

- البقوليات: الفاصولياء الحمراء والسمراء والبيضاء المطهوة أو المعلبة والعدس واللوبياء والحمص والفاصولياء والبسلة. نصف كوب من البقوليات يزود الجسم بغرامين من الألياف القابلة للذوبان.

- الشعير: ثلاثة أرباع كوب من الشعير المطحون يزود الجسم بـ 1,8 غرام من الألياف القابلة للذوبان.

- الفواكه: التفاح والمانغو والبرقوق والكيوي والكمثري والتوت الأحمر والأسود والفراولة والخوخ والبرتقال واليوسفي والغريب فروت. كذلك الفواكه الجافة مثل المشمش والقراصيا والتين والتمر والزبيب.

- الخضروات: الخرشوف والكرفس والبطاطا واللفت والجزر والقرع والكرنب والبسلة الخضراء والبروكولي والفاصولياء الخضراء والزهرة والهيليون والبنجر... كلها غنية بالألياف القابلة للذوبان.

- منتجات بذور السليوم: ملعقة شاي من منتجات السليوم تزود الجسم  بثلاثة غرامات من الألياف القابلة للذوبان.

[email protected]

Twitter: @PROF_RN

Facebook: Rabah AL-najadah

الألياف في كل وجبة

كثر لا يتناولون الألياف بل يعتمدون في وجباتهم على المنتجات المصنعة من الحبوب البيضاء مثل الخبز والفطائر المصنعة من الدقيق الأبيض والأرز الأبيض. وكلما كانت الحبوب المتناولة أكثر بياضاً أو معالجة انخفضت فيها كمية الألياف.

للحصول على بعض الألياف في كل وجبة يمكنكم:

- تناول المزيد من الخضروات والفواكه، وينصح بخمس حصص منها يومياً كي يحصل الجسم على خمسة غرامات من الألياف القابلة للذوبان.

- تناول البقوليات ومنتجاتها، فنصف كوب من البقوليات المطهوة يومياً يضيف حوالى غرامين من الألياف القابلة للذوبان.

- تناول الحبوب الكاملة والشوفان والأرز البني بدلا من الحبوب المعالجة والدقيق الأبيض.

back to top