حوار الطرشان: وزارة الصحة

نشر في 02-03-2013
آخر تحديث 02-03-2013 | 00:01
 فيصل الرسمان    بحثت عن الأسماء وفتشت في قواميسها- إن كان للأسماء قواميس- لعلي أجد لهذه الوزارة التي سأتناولها في مقالي اسماً يدل دلالة قاطعة على المعنى، فوجدت أسماء كثيرة ومتعددة، لم يكن بينها اسم "صحة"، فحاولت بجهد مزيف أن أسمر الاسم بمسمار خلف كلمة وزارة، لكن يدي لم تساعدني على ذلك، فالاسم الذي أردت أن أثبته قسراً سيكون شاذاً لا يدل على المسمى ولا يدور في فلكه.

ومع ذلك سأكون مضطراً إلى تثبيت الاسم لأسميها "وزارة الصحة" حتى لو كانت التسمية على سبيل المجاز لا الحقيقة.

* أما بعد...

أغلب الأخطاء يمكن تداركها، وأكثرها يمكن معالجتها، وجلها من الممكن السيطرة عليها، إلا الخطأ الجسيم الذي ينال من صحة الإنسان، لأن الخطأ في مثل هذه الحالة لا يمكن تداركه ومن المستحيل محو آثاره، لأنه إذا وقع ونتج عنه عطبٌ في جسم المريض الذي سلم جسده لأولئك الأطباء، وهو يظن قبل التسليم أن جسده بين أيد أمينة، سيكون وقوعه كارثياً، فهو- أي الخطأ الجسيم- إما أن يخُلِّف "عاهة مستديمة" ترافق المريض بقية حياته، فتقتل في نفسه الطموح، وتنقص مصدر رزقه، وتزرع في جوفه عقدة نفسية أليمة لا يمكن الشفاء منها أيضاً، فيعيش والحال هذه بقية حياته عالة على الآخرين، هذا يمد له يد العون، وذاك يمتنع، الأمر الذي سيجعل يومه طويلاً، وليله أطول، وسنين عمره كأنها قرون.

أو أن يسفر الخطأ الجسيم عن موت المريض، فيتأذى أطفاله من بعده، ويميل في نفوسهم ميزان الاستقرار الذي كان يمثله لهم وجود أبيهم الذي كان قبل الخطأ الجسيم بينهم.

هنا تهب عليهم رياح العوز، وتحاصرهم ذئاب المآسي، وتضطرب نفوسهم المضطربة أصلاً بفقد معيلهم ومعين ثقتهم.

إن الخطأ الجسيم الذي يتكرر في هذا المرفق الحيوي والمهم، لا يمكن السكوت عنه، ويجب عدم غض البصر عنه، لأن الصحة للجميع ويجب أن يتمتع بها الكل بمساواة تامة، وعناية كاملة، بقطع النظر عن ماهية المريض الذي يلجأ إلى هذا المرفق بدافع المرض متأملاً بذل العناية من قبل العاملين في هذا المرفق الذي لا يمكن أن تستغني عنه الناس، لأن المريض في أول الأمر ونهايته إنسان، والأخير كرمه الله ورفع قدره، فيتحتم التعامل معه على هذا الأساس ومن خلال هذا المنطلق.

* نهاية المطاف...

إن دولة الكويت لم تبخل بالأموال ولم تدخر الجهد، ولم تتقاعس في تأدية الواجب، فهذه الدولة، قدمت كل ما هو مهم وضروري لصحة الإنسان، ابتداءً من "حبة الأسبرين" وانتهاءً بأغلى الأجهزة المتطورة التي تعنى بصحة الإنسان.

ولكنه التسيب والإهمال وعدم المبالاة والاستخفاف، كل هذه الأسباب وغيرها اجتمعت لتشكل بمجموعها معاول هدم لهذا المرفق الذي بدأت الناس تفقد الثقة به... والسلام.

back to top